الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الأغنام في حماية الذئاب".. أمير قطر يتفاخر بقاعدة "العُديد" الأمريكية ويوقع على إنشاء أخرى "تركية"

أرشيفية
أرشيفية

في ومضةً من الزمن أشعل أمير قطر تميم بن حمد فتيل قنبلة العلاقات الدبلوماسية مع دول الخليج خاصة مع المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، دقائق قليلة وطارت تصريحات الأمير الشاب والتي نقلتها وكالة الأنباء القطرية "قنا" وتناقلتها وسائل الإعلام القطرية وعبر الصفحات الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.

خرج تميم معلنًا بكل فخر أن قاعدة العديد الأمريكية المتواجدة على الأراضي القطرية تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة –دون تحديد أسماء تلك الدول- وأنها الفرصة الوحيدة لأمريكا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره في إشارة منه إلى الرئيس الأمريكي دونالد، والذي أكد حمد في تصريحاته بأنه –أي الرئيس الأمريكي- يواجه مشاكل قانونية في بلاده، كاشفًا عن توتر في العلاقة مع إدارة ترمب.

التفاخر الذي بدا عليه تميم لم تخفه وثيقة مُسربة من موقع ويكيليكس نُشرت في نوفمبر 2010 كشفت تلك الوثيقة عن استضافة قطر لكبار مسؤولي القيادة المركزية الأمريكية وتطرقت إلى سماح قطر لأمريكا باستخدام قاعدة "العديد" الجوية القطرية دون قيد أو شرط لشن هجمات على العراق وأفغانستان.

الوثيقة كشفت أيضًا أن أمريكا تستفيد من شراكتها مع قطر في استخدام قاعدة "العديد" الجوية دون تكبيد أمريكا أي أعباء مادية لهذه الشراكة بالإضافة إلى تحمل قطر نسبة 60% من أي تعديلات أو تطويرات يتم إدخالها على تلك القاعدة الجوية على أن تتحمل أمريكا النسبة الأقل وهي 40% فقط.

وقالت الوثيقة إن قاعدة العديد الجوية تشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض.

وتعتبر هذه القاعدة مقرا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأمريكية في المنطقة.

في عام 1995 أطاح حمد بن جاسم بأبيه من الحكم وعملت الدوحة على تطوير علاقات أفضل مع واشنطن، التي كانت تميل في ذلك الحين إلى رؤية علاقاتها مع دول الخليج العربي من خلال منظور السعودية إلا أن قطر أنشأت وبإنفاق باهظ "قاعدة العديد الجوية" العملاقة على بعد أميال قليلة خارج الدوحة وبعد هجمات 11 سبتمبر، توترت العلاقات الأمريكية السعودية بحيث طلبت الرياض من واشنطن وقف استخدام "قاعدة الأمير سلطان الجوية"، و"مركز العمليات الجوية المشتركة" المرتبط بها.

وبذلك كانت قطر قادرة على دخول اللعبة ومنحت الولايات المتحدة حق الوصول الفوري إلى "قاعدة العُبيد" واليوم يدير الجيش الأمريكي معظم عملياته الإقليمية من تلك القاعدة، بما في ذلك القيام بدوريات لمواجهة أية تحركات عدائية.

الروابط القطرية الأمريكية بدأت عسكرية دفاعية ولا زالت ففي العام 1992 أبرمت الدولتان اتفاقيات وفرت تسهيلات للقوات الجوية والبحرية الأمريكية، وتخزين المعدات والعتاد للجيش والقوات الجوية على أراضيها وفي نهاية العام 1996 بدأت الولايات المتحدة تشييد "معسكر السيلية"، وفي 2001 منحت قطر للولايات المتحدة حق استغلال "قاعدة العديد الجوية".

وتعتبر قاعدة العديد الأمريكية بقطر أكبر قاعدة أمريكية خارج أراضي الولايات المتحدة، وبلغ عدد القوات المتواجدة بها حوال 10,000 جندي بالإضافة إلى 120 طائرة عام 2001 ، وكانت هذه القاعدة هي المركز الرئيسي لإدارة الحرب على العراق علم 2003 وتتميز أيضا بوجود مخازن للأسلحة الأمريكية هي الأكبر من نوعها و يبلغ عدد الجنود الأمريكيين المتواجدين بصورة دائمة في القاعدة 3000 جندي تقريبا.

"الموالسة" على الأرض لم تتوقف عند السماح للجيش الأمريكي بالتواجد على الأراضي القطرية بل تطور الأمر في 28 أبريل 2016 إلى توقيع قطر وتركيا اتفاقية تعاون في المجال العسكري تُفيد بتمركز قوات تركية في قطر، بحضور وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، ونظيره التركي، عصمت يلماز.

وقال يلماز في تصريحات صحفية، على هامش مؤتمر الدوحة الدولي الخامس للدفاع البحري "ديمدكس 2016" إن القاعدة التركية " ستكون أول منشأة عسكرية تركية في منطقة الشرق الأوسط وستكتمل خلال عامين،" حسبما نقلت وكالة الأنباء التركية "جيهان".

وأعلن السفير التركي في قطر، أحمد ديميروك، وقتها أن 3000 جندي سيتواجدون في هذه القاعدة بقطر.