الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحياة بين الإنجازات والمعاناة


رغم كل ما تحمله المرحلة من إنجازات متعددة في مجالات كثيرة إلا أن معاناة المواطن اليومية تقتل كل إحساس بهذه الإنجازات، أصبحت الحياة لا معني لها وسط فقر مُدقع وجوع مُنتشر وأمل غائب في الرخاء.. هل يستطيع أن يحيا الإنسان فقط برؤية ما تم إنجازه؟ أم أن مشاكله الحياتية اليومية تقتل طعم الأشياء؟ وكيف يمكن أن يتغير هذا الواقع المرير؟

أعتقد أنه حان الآن الوقت للرجوع إلى شرع الخالق الذي قسم المعطيات بعدل منفرد.. نحتاج الآن إلى الرحمة الإلهية حتى نجتاز هذه المرحلة المُرة والتي تحمل في ظاهرها الشقاء، ربما ما هو آتٍ أفضل وربما نخطو خطوات جادة نحو الرخاء.. ولكن كيف يتحمل المرء يومه آملًا أن يحمل له المستقبل كل الخير؟.. لا مفر من الرجوع للشرع.. لا مفر من التكافل الاجتماعي حتى نجتاز مُر المرحلة.. 

الشقاء في الأرض يحمل معاني كثيرة ومتعددة قد يكون في المال وقد يكون في الولد وقد يكون في المعاملات بين الناس.. والله عز وجل قسم الابتلاء في الأرض وفقًا لتحمل البشر، لو كنت فقيرًا مُدقعًا تأكد أن هذا ما تستطيع أن تتحمله من بلاء، فربك لا يظلم أحدًا إنما يظلم الناس أمثالهم.. ورغم قسوة البلاء إلا أن شرع المولي قد أوجد لك الحل بالتكافل الاجتماعي وتَحَمُل الغني مسئوليته تجاه الفقراء.

ربما الحل الآن حتي نجتاز هذه المرحلة ونشعر بما يحدث من تطور وإنجازات متعددة أن نتوجه إلي تغيير الخطاب الديني حتي يتحمل كل منا مسئوليته تجاه الآخر.. إذا استمعت القلوب لما ورد في الكتب السماوية ربما تتغير رؤية البعض لمعني الحياة ويؤدي كل منا دوره وفقًا لما قدره الله لنا فتتغير الأمور وترضي الأرواح ونمر مر الكرام من مُر هذه الأيام . 

الأديان السماوية هي طرق شرعها الله لنا للتعامل فيما بيننا، ربما يغفر الله الذنوب بدعوة صادقة ولكن تبقي السيئات التي يحملها البشر تجاه بعضهم البعض.. وتبقي مسئولية كل منا تجاه الآخر.. البناء والتعمير لا يمكن أن يكون عمل فردي بل عمل جماعي يتشارك فيه الجميع حتي يتم بنجاح.. يقول المولي عز وجل "وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ". 

فتدبر هذه الآية الكريمة واستمع لما جاء به الشرع من عدالة سماوية وتَكَفَل بمن لا قدرة له علي الحياة.. لن ينقص مالك من صدقة، فاتبع سبيل من أناب وارحم وتراحم يرحمك الله. 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط