الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة الرياض والقضية الفلسطينية


تطرق القادة فى قمة الرياض التى عقدت بالمملكة العربية السعودية بحضور الرئيس الامريكى وقادة الدول العربية والاسلامية والتى كانت تدور حول مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع الدعم والتمويل والتدريب لجميع العناصر والجماعات المسلحة فى جميع البلدان العربية والاسلامية والعالم أجمع من خلال افتتاح مركز استهداف تمويل الإرهاب الذى ستكون مهمته متابعة ذلك , إلى القضية الفلسطينية وضرورة إقرار السلام وتطبيق حل الدولتين الذى اعتبره الرئيس السيسى خلال كلمته التى ألقاها خلال القمة أنها إحدى الذرائع التى يتحرك من خلالها الإرهاب ويجب إحلال السلام الشامل والعادل بين إسرائيل والفلسطينيين بما يحفظ الحق فى العيش الآمن.

وإذا ما نظرنا الى تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قبيل زيارته الى المملكة العربية السعودية أنه يجب أن تكون هناك خطوات جادة من قبل إسرائيل فى الإتجاه الذى يسهل من عملية إتمام السلام ويبدو أن الرسالة قد وصلت الى رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو بأن عقد اجتماعا للوزراء الامنيين فى حكومته بإعطاء بعض التنازلات الإقتصادية للسلطة الفلسطينية فى طلبات السماح والتقنين للبناء للفلسطينيين فى الضفة الغربية وكذلك النظر فى بعض المواقع الاستيطانية التى بنيت دون موافقة الحكومة الإسرائيلية وتمت الموافقة على تلك التنازلات من الكنيست بعد معارضة عنيفة بالطبع من قبل الكثير من أعضاء الكنيست.

ولكن أعتقد أن تلك التنازلات ماهى الإ فقاعة هواء من أجل زيارة الرئيس الأمريكى لتل أبيب فى إطار أولى جولاته الخارجية بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لكن لن تفيد فى دفع عملية السلام وإحلال الدولتين لان الخلاف الحقيقى يأتى فى اعتبار كلا الطرفين بأن القدس عاصمة لدولته معتمدا على تاريخ الأرض وكذلك لان الولايات المتحدة الإمريكية وهذا معلوم للجميع لن تضغط بالقدر الكافى على إسرائيل فى التنازل عن حلم إعلان القدس عاصمة أبدية لإسرائيل وبذلك ستظل هذه نقطة الخلاف الأبرز فى سبيل حل القضية الفلسطينية.

ولكن ما أعتقده من خلال زيارة الرئيس الأمريكى أنه سيقدم للفلسطينيين بعض التسهيلات فى حرية التنقل للمواطنين والافراج عن جزء من الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية والسماح ببعض التسهيلات فى النواحى الاقتصادية للسلطة الفلسطينية وكذلك لن تخلو من الضغط على الرئيس أبومازن والسلطة الفلسطينية فى تقديم دعم أكثر فى عدم القيام بعمليات طعن أو عمليات انتحارية تستهدف المواطنين الإسرائيليين من خلال الضغط على حركة حماس التى تعتبرها الولايات المتحدة ضمن المنظمات والحركات الإرهابية.

إن قمة الرياض فى تقديري ما هى إلا خطوة أولى فى سبيل تأمين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من مخاطر الإرهاب المتزايد فى شتى أنحاء العالم من خلال تشكيل الناتو العربى الذى فى الظاهر تكون مهمته التدخل فى سوريا والعراق لمواجهة المد الإيرانى فى تلك الدول ولكن فى حقيقة الأمر هو تأمين لاسرائيل من خطر العمليات الحربية الدائرة فى سوريا والجماعات الإرهابية التى سيطرت على بعض المناطق القريبة من الحدود مع سوريا وكذلك تقليل الضغط والحفاظ على حياة الجنود الامريكان الموجودين فى العراق كذلك من الدخول فى عمليات مع تنظيم داعش الارهابى فى العراق.

إننى أرى أن المستفيد من تلك القمة هى امريكا ومن خلفها إسرائيل لانها أتاحت فرصا استثمارية ضخمة للولايات المتحدة الأمريكية لانعاش الاقتصاد الامريكى وتوفير مليون فرصة عمل كما صرح الرئيس الامريكى نفسه , ولكن العرب ماذا استفادوا غير السلاح والقطع الحربية ليقاتلوا بها لتأمين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ؟؟؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط