الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحويل كلمة السيسي إلى خارطة طريق.. أو الندم !


كان من الطبيعي أن يعتمد مجلس الأمن الدولي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الإسلامية الأميركية كوثيقة رسمية فكل الكلمات الأخرى، بما فيها كلمة الرئيس ترامب ركزت على معالجة نتائج الإرهاب وأثرها الكارثي على العالم، لكن كلمة الرئيس السيسي تناولت بدقة ووضوح أسباب الإرهاب ورسمت خريطة طريق لمواجهة هذه الأسباب والقضاء عليها .

ومعروف أن معالجة الأسباب أهم بكثير من معالجة النتائج وأكثر فائدة ونجاعة ومن شأنها اختصار المعاناة وتقصير أمد الحرب وبالتالي تحقيق الانتصار.. فمواجهة نتائج الإرهاب قد تتطلب مداواة المصابين وملاحقة العناصر الإرهابية وتفكيك خلاياها أما مواجهة الأسباب فتستلزم كما قال الرئيس السيسي ان توقف الدول التي ابتدعت الحركات الإرهابية ودعمتها ومولتها وسوقتها إعلاميا وفتحت لها الملاذات الآمنة، ان توقف هذه الجريمة وتتراجع عنها وتلغيها كلية من سياستها ونهجها وأإن يتم حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن حقوق الشعب الفلسطيني باقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس لأن استمرار هذا الصراع والعدوان الإسرائيلي على فلسطين والعرب يساعدان مباشرة على توليد الإرهاب.

وأوضحت كلمة الرئيس السيسي أن الطريق للقضاء على الإرهاب يتطلب الحفاظ على الكيانات العربية الوطنية ومؤسساتها وتوقف التدخلات الاجنبية في الشؤون الداخلية العربية وإحلال وتعميم العدالة الاجتماعية وتطوير وتصحيح الخطاب الديني وتمكين الشباب من صنع مستقبلهم وضمان حقوق المرأة مؤكدة حتمية العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب الذي لا يستثني دولة أو مجتمعا من شروره وآثامه.

ولعل المطلوب الآن من جامعة الدول العربية أن تأخذ كلمة الرئيس السيسي وتتحرك بقوة لتعميمها عربيا ودوليا وتستخرج منها خطة عمل عربية ببرنامح زمني محدد لإزالة شأفة الإرهاب واجتثاث جذوره.

وليس هناك شك في أن تجاهل هذه الكلمة بوصفها خارطة طريق للخلاص من الإرهاب سوف يجعل من القمة الإسلامية الأميركية مجرد لقاء حصلت خلاله الولايات المتحدة على صفقات وهدايا فلكية وحصد خلاله المحسنون وعودا بالدعم لم تثبت مصداقيتها منذ خمسين عاما وحتى الان..

فإما أن تلتقي الإرادة العربية والإسلامية والدولية على تنفيذ كلمة الرئيس السيسي من خلال برنامج زمني واضح ومحدد.. وإما أن يكون الكرم بمئات المليارات من الدولارات قد زرع في غير موضعه ليكن حمده ذما على أصحابه وندما.. وما أصعب ساعة الندم.

إعلامي لبناني
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط