الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عن أبي بكر الصديق


جاءت السيرة النبوية المطهرة مخلدة لآثار الصداقة القائمة بين الرسول – صلى الله عليه وسلم – والصديق أبي بكر، التي تخللها العديد من المشاهد المخلدة لعظمة مفهوم الصداقة بين الأخلاء، وقد استفاضت السيرة بفضائل سيدنا أبي بكر الصديق، نستمد منها العديد من المشاهد، ننتقل إلى مشهد تصديق الخليل لخليله أن تتضافر القوم على التكذيب؛ لذلك لُقّب سيدنا " أبو بكر "بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له: إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق!

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حقِّه: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت. في أول الأمر، وقال أبو بكر: صدقت. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟! فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟! فما أوذي بعدها
وقد سماه الله صديقا؛ فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ).
 
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه.

ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من الرجال .
وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم- " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أُحدًا وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد سار مع أبي بكر - رضي الله عنه - والذي كان ينتظر بفارغ الصبر مرافقته لرسول الله حيث إنه كان استأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل ذلك بالهجرة فقال له - عليه السلام - :لا تعجل لعل الله أن يجعل لك صاحبا.

وكانت الصحبة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، سارا حتى وصلا إلى غار ثور فدخلاه، وجاءت العنكبوت فنسجت على بابه، وجاءت حمامة فباضت ورقدت فلما وصل رجال قريش إلى الغار قال أبو بكر: يا رسول الله لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. 

معناه أن الله تعالى هو الذي يحفظنا وينصرنا. وليس معناه أن الله - تعالى - موجود معهما في الغار وكذلك قوله تعالى إخبارا عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {لا تحزن إن الله معنا} ليس معناه أن الله تعالى بذاته معهما في الغار بل المعية هنا هي معية النصرة أي الله تعالى هو الذي ينصرنا ويحمينا لأن الله تعالى لا يوصف بأنه يحل مكانا فهو الموجود بلا مكان وهو المنزه عن كل صفات الخلق.

لقد حمى الله تعالى نبيه ومن معه وأكملا طريقهما حتى وصلا إلى المدينة المنورة حيث استقبله المؤمنون بالفرح واستبشروا بقدومه - صلى الله عليه وسلم -، وسمى الرسول يثرب المدينة المنورة وسمى أهلها الأنصار وبنى فيها مسجده ومساكنه.

وهذه المشاهد المقتضبة تكون خير مبين لمكانة أبي بكر الصديق الذي ساند و آذر النبي – صلى الله عليه وسلم - وقت أن تخلى عنه القاصي و الداني ، ذلك المكانة التي خلدتها السيرة المطهرة التي ذخرت بالعديد من اللألاء اللامعة في سماء العظماء.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط