الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عروس الصعيد الحزينة


المنيا عروس الصعيد المنسية تزين ثوبها بدماء الأطفال والنساء والشباب الذين كانوا في رحلة ضمن مئات الرحلات التى تذهب إلى دير الأنبا صموئيل المعترف في جبل القلمون، بسطاء جاءوا من قراهم لتمضية بعض الوقت في الصلاة والتنزه هربا من صعوبات الحياة اليومية، ليحصد أحلامهم العادية منجل الإرهاب الممتد على رقابهم ليمنحهم راحة من الحياة وأكاليل مجد وكرامة في الأرض والسماء.

ثقيلة الكلمات عندما تتعلق بحوادث إرهابية بشعة، قتل جماعي لا يفرق القاتل بين طفل او امرأة او شاب جمعيهم عزل، يرقص الإرهابي على جثث ضحاياه وهو يغوص في بركة من دمائهم النقية وهو على يقين أن قام بعمل عظيم، مملة أيضا تلك الجمل المعادة والمحفوظة التى تقال في مثل هذه المناسبات المجروحة، ستبقي كل الحروف مهما كانت مهارة من يجيد صياغتها وإعادة انتاجها بلا معني طالما أن الحلول غائبة والمصائب مكررة يدفع ثمنها أبرياء بلا مقاومة يقدمون أرواحهم لوطن تعود أن ينعيهم.

ميراث من الكراهية تم زراعته في قلوب وعقول انهكها الفقر والإهمال والجهل ، لتصبح الانتصارات الوحيدة التى يتم تحقيقها في حياة هؤلاء هى رفض الآخر والانقاص من شأنه والوصول إلى قتله إذا استطاع ذلك، عمارة الكراهية شيدت عبر سنوات عديدة من أحجار الجلسات العرفية وغياب القانون وقبلات زائفة هنا وهناك، وشعور بالاحتقان سببه .

التمييز الخفى والمعلن، وعدم التعامل بحسم مع دعاة الكراهية على المنابر والفضائيات وفقا لما تنص عليه القوانين، فضلا عن القضايا التى لم يصدر فيها اى أحكام، ومناهج دراسية تحتاج إلى مراجعة حتى يخرج لبلادنا من يستطيع أن يحبها ويبذل من أجلها بكل اخلاص دون التفكير في هجرة إلى دولة أخرى او الانعزال داخل الوطن.

المنيا تلك الأرض الطيبة لنا فيها أهل وأصدقاء هم أقرب لأنفسنا من ذواتنا، لا تشعورا بالخزي من كثرة ما يحدث في أرضها، فقط نغضب معا عليهم ومنهم لعل الغضب يخفف جراحنا المفتوحة، التى لن يشفيها إلا أيادينا لتعود لعروس الصعيد ابتسامتها. الأمر المؤكد أن الإرهاب تصل أنيابه ومخالبه إلى كل الدول حتى تلك المتقدمة في أنظمتها الأمنية، فلا يوجد أحد يستطيع أن يمنع شخص يريد أن يفجر نفسه، تماما كما حدث في مانشستر او حوادث الدهس وإطلاق النار التى يدرك منفذها أنه سيموت حتما، هناك أمل في أن يكون القادم أفضل لا عن طريق الوعود والنيات الطيبة ولكن بالعمل الجماعى الجاد والتكاتف وفضح الدول والمنظمات الممولة له ومعاقبتها دوليا، وفي مصر سيمسح الله كل دمعة نازلة من عيون كل متألم وسيعزي قلوب هؤلاء الذين فقدوا ذويهم ومحبيهم ، وسيمنح بلادنا الخير والسلام إذا أردنا لها ذلك.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط