الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الله لا يحب الخائنين


لاشك أن حادث المنيا كان مأساة حقيقية ومحاولة لكسر إرادة المصريين إلا أن سرعة تعامل الدولة المصرية مع الحادث أثلج الصدور وأعلن بما لا يدع مجالا لظن أو تكهنات أن الدولة المصرية ليست عاجزة أو قليلة الحيلة ورب ضارة نافعة فإن الضربات الجوية لمعسكرات أهل الشر الذين يقضون نهارهم في الإعداد للإضرار بنا ويبيتون ليلهم يحلمون بإسقاط مصر أسقطت كل الأوهام حول تركيع مصر وهيهات أن يتحقق لهم هذا .


هكذا يجب أن ينظر كل مصري بل والعالم أجمع للرؤية المصرية لأمنها القومي ولا أتفهم محاولة المرجفين في مصر وخارجها من تصوير الأمر على أنه أطماع مصرية أو تدخل في شئون الآخرين إن ظهور السيسي القوي وكلماته التي فرقت بين الحق والباطل كانت واضحة في خطاب كان ظاهره يخاطب المصريين ويضمد جراحهم وكان باطنه رسائل عدة للمجتمع الدولي الذي يكيل بمكيالين في التعامل مع الوضع الليبي بعد إسقاط  نظام القذافي.

كان الرئيس واضحا عندما خاطب المجتمع الدولي متسائلا عن مصداقيته في مواجهة الإرهاب وكانت كلماته مؤلمة بقدر بلاغتها حين أشار إلى القمة الأمريكية الإسلامية في المملكة العربية السعودية وكأنه يسأل المجتمع الدولي كيف نصدق أنكم تواجهون التطرف وأنتم تفرضون حظرا على تسليح الجيش الوطني الليبي في الوقت الذي تحظي فيه جماعت الإرهاب على أرضها بكل أنواع الدعم العسكري واللوجيستي.

 
كان الرئيس واضحا أن صبر مصر قد نفد على هذا التواطؤ الدولي في غض الطرف عن الدور التركي والقطري والإنجليزي في توفير ملاجئ آمنة لقيادات الإرهاب تحت دعاوى حماية حرية التعبير والتنوع السياسي ونتذكر هنا جميعا دعوات مصر التي أطلقها الرئيس السيسي إلى قادة أوروبا من أنكم ستكتون بنيران هؤلاء الذين استقبلتموهم وجعلتم منهم خنجرا مسموما تلوحون به في وجه حكومات شرعية خدمة لأغراض توسعية تهدف إلى تمكن كيانات موالية مصبوغة بلون ثوري مزيف.

كلمات الرئيس كانت حاسمة تعلن للعالم أجمع أنكم إن رضيتم قيام دولة متطرفة على حدود مصر فإننا لن نقبل بذلك ولن نتردد في الدفاع عن أمننا القومي ولن نتوانى عن التحرك ضد أعدائنا في أي بقعة على وجه الأرض يظن أهل الشر فيها أنهم آمنون مطمئنون .

لقد صدق الرئيس حين قال إننا ندير سياسة شريفة في زمن عز فيه الشرف فهكذا هو ديننا فقد قال تعالي مخاطبا نبيه الكريم "وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين" أي يا محمد إن شعرت بخيانة مع معاهد فأعلمه جهرا بأنك ستحاربه وهكذا تأسي الرئيس السيسي وأعلن أنه سيضرب كل متآمر أو خائن محملا المجتمع الدولي مسئوليته مؤكدا أن مصر تعمل في العلن تواجه عدوها كفاحا بكل شجاعة .

لكن المؤسف أنه في الوقت الذي أعلن فيه رئيس البرلمان الليبي ونائبه وهو الكيان الشرعي المعترف به دوليا ممثلا للشعب الليبي ما قامت به مصر من ضرب معسكرات المحتلين الجدد الذين فرطوا في ثروات الليبيين وجعلوا من بلدهم مسرحا لعمليات قذرة طال شرها الجميع أن نسمع أصواتا شاذة حاولت الاستخفاف بجدية مصر في مواجه أعدائها وأن ما جرى ما هو إلا محاولة لامتصاص غضب داخلي وهؤلاء هم ظهير غير معلن لقتلة إخواننا الأقباط وأول من سعدوا بنبأ استهدافهم وهم أيضا من وصفهم الرئيس بأعداء الداخل الواجب على كل فرد منا أن يشير إليهم بأصابع الاتهام والعار .

حتما ستستمر مصر في طريقها ثابتة على أرض صلبة سلاحها الصدق والأمانة وسيظل صوتها هو نداء الحق في زمن بات ثمن التمسك به باهظا . 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط