الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوافيرة الغلابة.. مبخدش فلوس من الأيتام والنقاب ليس عائقا لي

صدى البلد

تحدت الأعراف والتقاليد التى تقيد عمل المرأة المنتقبة فى مجال التجميل، وحوّلت تجربتها السيئة كونها يتيمة الأبوين منذ صغرها، إلى قصة نجاح، لتصبح خبيرة فى مجال التجميل والمكياج، وسخرت موهبتها فى اختيار وتركيب الألوان، فى مساعدة الفتيات اليتامى والفقيرات فى مدينتها، وذلك بتقديم خدمة تجميلهن فى مركزها دون مقابل.

"بحب الألوان ورسم الحواجب والرموش، من لما كنت صغيرة طول عمرى موهوبة في تنسيق الألوان، ودايمًا بحلم يكون عندى بيوتى سنتر كبير، ولكن حلمى تحطم خاصة بعد وفاة والدى والدتى منذ أن كنت فى الحادية عشرة من عمرى"، هكذا بدأت صفاء النجار البالغة من العمر 31 عامًا، تحكى عن مهنتها كـ "خبيرة التجمل وماكياج" فى مدينة قها بمحافظة القليوبية.

وتحكي "صفاء"، عن بدايتها فى مجال الماكياج والميك أب: "كنت فى المدرسة أصحابى دايمًا كانوا بيسألونى عن أزى بعرف اختار الألوان وبرسم العين رسمة محترفة، وأهلى كانوا عارفين انى موهوبة في اختيار الألوان ودايمًا كنت بعلق على مظهر الوجه، لحد ما وصلت مرحلة الثانوى وكان نفسي افتح كوافير خاصا بي واشتغل فيه، ودخلت فى نوبة من الضحك" حتى أصحابى دلوقتى بيبعتولى رسايل بيفكرونى بأيام ما كنت بجرب عليهم بالعافية".

ولكن فى ظل الظروف التي مررت بها وجد تعنيف شديد من قبل أخواتى الأكبر منى سنًا، واستنكروا الأمر، ورفضوا بسبب وفاة والدتى والدى، بالإضافة إلى اعتقادهم أن مهنة الميك أب ارتيست يكثر حولها الجدال والأقاويل، وأن ذلك سيؤثر على سمعة العائلة ويتنافي مع الالتزام الدينى للعائلة.

وتابعت:" أخواتى اعترضوا على الفكرة تمامًا، وقطعونى فترة كبيرة، وكمان زوجي قالى "با انا يا الشغلانة دى"، ولكن دعم خالتى لموهبتى هو ما ساعدنى عليا تنميتها من خلال قيامى بتجهيز العرائس من منزلى والذهاب إلى أصدقائي وتزينهم".

وتضيف:"انقلبت الموازين وساعدتني الظروف قليلًا فبعد الثورة اضطر زوجى إلى غلق مكان عمله، وساءت الأحوال قليلًا، فاقترحت عليه البدء في مشروعي الذي حلمت به، ووافق على ذلك بسبب الظروف العصيبة التي كان يمر بها في ذلك الوقت".

وساعدتنى خالتى التي تعتبر حجر الأساس فى نجاحى الحالى، فأعطتنى مال ووفرت لي مكانًا للبدء فيه، ولكن وجد معارضة شديدة من قبل أخواتى مما اضطرني لترك حلوان والذهاب إلى مدينة قها بالقليبوبية وفتح المركز بها"، ووجد استغراب من قبل أهالى المدينة كونها يخيم عليها الطابع الريفي، وكمهنة ميك أب ارتيست، تتعامل مع فئة بعيدة عن تلك الأجواء البسيطة".

ووجدت انتقادات من قبل أهالى البلد، وشعروا أننى دخيلة عليهم وأروج لأفكار وأمور تسيئ للبلد، وزداد الأمر سوءًا معي، ولكن دعمنى فى ذلك الوقت زوجي كوننا فى تلك الفترة أصبحنا بلا مدخل رزق، وكذلك دعم أختى الكبيرة لي وفر لى مزيد من القدرة على مواصلة المشوار".

وتابعت:"زوجى بيساعدني كتير فى أعمال المنزل، إلى أن استطعنا معًا فتح محل لتصنيع البويات وبيع أدوات الدهان، وتمكنا من شراء سيارة"، وعند سؤالها عن العائد المادي من عملها، أجابت أن البلغ الذي تتقاضاه لا يمكن تحديده بسبب أنها مواسم وفترات تختلف من فترة إلى الآخري.

"مكسبي الحقيقي هو أنى بقدر أساعد عرائس كتير أوى، مسمينى كوافيرة الغلابة، لأنى بعمل للأيتام بدون مقابل، دايمًا بحس بنفسي زمان بتأثر لما بشوف بنت يتيمة، وبيفرق أوى معايا لما واحدة تقول ان صفاء وقفت معايا وساعدتى، بحس فعلًا أنى قدرت أعمل حاجة" هكذا أنهت "صفاء" كلامها.