الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفريقيا المنكوبة!!


عندما يكون الحديث عن القارة السوداء يكون الحديث أشبه بالمأساة على الصعيد اﻻجتماعى، ويكون كارثيًا على الصعيد اﻻقتصادى، أما السياسى فالحديث يطول على واقع المظاهر التى تنفرد بها القارة عن غيرها، وأهمها التعددية اﻻثنية الهائلة التى تجعل القارة العنوان الأبرز للاختلاف بمعناه السيئ الذى يؤدي إلى صراعات ﻻ تنتهى وهى سمة أخرى تنفرد بها القارة.

صحيح أن الصراعات موجودة فى مناطق مختلفة من العالم على أساس اثنى أو مذهبى، ولكن ذلك يختلف عما تعانيه القارة من الصراعات الاثنية الممتدة التى ﻻ تعرف الحلول المناسبة لها حتى الآن.

لذلك تعانى الدول الأفريقية من تداعيات ذلك وآخر تلك الصراعات ما يحدث فى دولة جنوب السودان التى تعانى من الصراعات بين الدنكا والنوير والضحية هو الشعب التى عان ومازال يعانى.

أما الظاهرة الأخرى التى توجد فى القارة على الصعيد السياسي فتتمثل فى فساد النخب السياسية وعدم وجود شرعية سياسية مطلقة لأنظمة عادة ما يستمر وجودها تحت حماية الآلة الشرطية والعسكرية من نفس قواعد اﻻثنيات الحاكمة التى تمارس السلب والنهب والقهر على شعوبها وتسلط الحكام والنتيجة استمرار المعاناة وعدم تحقيق الأهداف التي كانت موجودة في عقول الناس والدليل على أن اﻻنتخابات فى أفريقيا تمثل عادة ساحة للحرب والصراع لأن مكاسب المناصب السياسية هائلة ويتحقق من وراءها السلطة والنفوذ والمال.

أما الفقر والمرض فيرتبط ذهنيا بالقارة الأفريقية التى عانت ومازالت من ممارسات المستعمر فى الماضى واﻻتباع الآن الذين كرسوا للتبعية والحفاظ على علاقات تضمن الوﻻء للأصل اﻻستعمارى الأوروبى الذى مازال على حالة النهب بمساعدة الوكلاء من ذوى البشرة السوداء .

لذلك فإن أول سياسات الإغاثة لهذه القارة المنكوبة هى إعلاء قيم الشفافية التى غابت ومازالت عن العقول اﻻفريقية وتبنى سياسات أفريقية خالصة للوصول إلى الأمن والتنمية التى مازلنا ﻻ نعرف طريقا واضحا لهما... ومحاولة اﻻستغناء كليا عن الأصل اﻻستعمارى الذى كرس لسياسات النهب حتى فى العقول اﻻفريقية التى أدمنت التبعية وكأننا بلا عقول تلك القيم زرعها فينا اﻻنسان اﻻبيض تاركا لنا إرثا بغيضا من التمايز حتى فيما بيننا.. فهل آن الأوان أن تشرق الشمس الحقيقية على القارة المنكوبة!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط