الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المنع ليس حلا.. والحل في كشف الزيف


في زمن السماوات المفتوحة والحدود المتحركة والثقافات والأفكار التي يحملها الهواء المقتحم للحواجز العالية بلا تأشيرة مرور والمتسرب للغرف من غير أن يطرق على الأبواب لا يمكن حصارها بالمنع أو التصدي لها بالتعتيم عليها.

ليس حلا منع البث.. ولكنه الحل كشف الزيف الذي يحمله هذا البث والتدليس الذي يتناوله والخيانات التي يروجها وتفنيد الأكاذيب التي يتبناها وتحليل الأهداف التي يسعى إليها.. وتعرية الدعم الذي يسنده وفضح الأجندة التي تشيده.

ليس حلا البقاء بين أيادي الفشلة والمراهقين وأبناء الوساطات والمحسوبيات الذين ردوا مصر في كل دورة إعلامية نادانا فيها السباق.

ليس حلا الكساح والعته والجهل والتسطيح وضيق الأفق الذي يعاني منه المطلون على شاشاتنا في التصدي للمؤامرة التي تتعرض لها مصر والوطن العربي، فلا يزيدون الناس إلا تمسكا بزخرفة الغثاء وتمكينا لمخططات الاستهداف عندما تكون سطحية إعلاميينا وجهلهم جزءا أصيلا من تمرير المشروع المعادي لبلادنا.

ليس حلا أن يظل بعيدا عن مصر المستقبل بأهدافها جهاز الإعلام فيستمر بنفس الوجوه التي كنا نقرأ بين سطور نفاقها الثناء الساذج والتبرير الأجوف لكل مخازي النظام السابق والأسبق..!

فكيف والحال هكذا لوجوه هزمت طموحنا أن تظل ترسا في ميكنة نهوضنا...؟

ليس حلا أن يبقى على الكراسي كل من مولتهم مخابرات قطر ونظام القذافي ومدوا أيديلهم للتسول وهم مذكورون في مذكرات تعرفهم الدولة بأجهزتها السيادية.

فهل من الممكن قبل أن تكمل عقارب الساعة دورة واحدة أن يتحولوا لطابور من الشرفاء ليخوضوا معركة كبيرة تستهدف مصر من الأرض والسماء...!

ليس حلا أن يبقى مدعوما ومزدهرا إعلام محمد حسان والحويني والزعبي وبرهامي في واقع نقاتل فيه داعش وهم المتحدثون بلسانها المنتمون إلى نفس مدرستها ومذهبها وخيارها السلفي التكفيري القاتل.

ليس حلا أن تظل منابرنا الثقافية والدينية مسلوبة القدرات تضن على الإبداع بكل عطاء.. التجويد هو الحل.. الإبداع والعمق والعقلانية وتمكين القدرة على التحليل وتغيير الوجوه وتسليم مؤسسات الإعلام للمتخصصين ورفدها برؤية أكاديمية تبصرها الطريق من خلال جهاز علمي ثقافي سياسي مخضرم يضع السياسات ويتعهد التنفيذ دون المساس بالحريات وتعدد وجهات النظر التي تصب في نهر التدفق الذي يتخذ له وجهة إلى الإمام..

المنع ليس حلا.. الرد على مصر الآن يكون بإنتاج مصر المستقبل.

والرد على "الجزيرة مباشر" وغيرها يكون ببناء عملاق يتجاوز سفاهة إعلام أجهزة المخابرات.

والرد على إعلام الإخوان والسلفيين يكون بكسر أفكارهم ونقض أساسهم وإظهار عمالتهم بالصور والمشاهد وبالطريقة والأداء الذي جمع به باسم يوسف حول برنامجه البرنامج الملايين ومن خلال برامج شبيهة تعمل على توسيع المجرى الملاحي للوعي المصري بإزالة العوائق وتطهير شرايين الفكر برؤية رزينة وثروة معرفية أصيلة.

نحن في زمن المجابهة لا الإلغاء ولا المنع ولا التعتيم ولا مكان للفضاء الداكن.

فلنمتلك ناصية المعرفة وملكات العرض وأسلوب التقديم وتوابل الجذب ثم نقتحم بوجباتنا الإعلامية شعوبا تنتظر.

في هذا السباق لن يبقى إلا ما ينفع الناس.

ولكن على الإعلام الناجح أن يقنعهم أن هذا الذي ينفعهم فهل رجال الأعمال من مالكي الإعلام في مصر يدركون ذلك، وهل خيال الرئيس يمتلك بهم الثقة على فعل ذلك سننظر لنرى بعد كل هذه المحن التي تتزاحم حولنا....!

فما زال أداؤهم وقولهم ساذجا وتناولهم لمجمل المشهد مهزوما وخلف الجدران خائفا وجبانا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط