الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تأملات طبية إسلامية


في كتاب صدر لنا ضمن سلسلة "كتاب الجمهورية"، بنفس هذا العنوان، قمنا بشرح أكثر من خمسين سبقا وإعجازا علميا إسلاميا لا تقبل الشك، كانت قد وردت في القرآن الكريم والحديث الصحيح قبل 1400 سنة وتأكد أساسها العلمي مؤخرا، سنتحدث هنا عن ستة منها فقط.

الإعجاز الأول: عدد المفاصل في جسم الإنسان البالغ 360 مفصلا، هكذا جاء العدد صريحا في الحديث الشريف من صحيح مسلم "أنه خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل"...إلى آخر الحديث الذي حث المسلم على أن يقوم بأعمال صالحة بعدد مفاصله كي تزحزحه يوم القيامة عن النار.. والحقيقة أن علماء التشريح لم يتمكنوا من عد المفاصل لمئات السنين، لأنهم ورطوا أنفسهم باعتقاد خاطئ عندما اعتبروا الأقراص النامية عند نهايات العظام (epiphyseal plates) من المفاصل وكذلك الأسنان، وهذا خطأ كبير، فالأقراص العظمية النامية كلها تختفي بعد البلوغ، وكذلك الأسنان غير مستقرة، ولما قام المؤلف باستبعادهما، وجد أن عدد المفاصل الحقيقية في الإنسان البالغ المسئول 360 مفصلا بالضبط.. وتم نشر هذا البحث وحاز قبولا عالميا واسعا، وبعد مناقشته مع أستاذي وصديقي العالم الراحل د. مصطفى محمود رحمه الله، قدمه في إحدى حلقات برنامجه "العلم والإيمان".

الإعجاز الثاني: كيف تحول الطين إلى سلالة؟ تقول الآية "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" (المؤمنون 12).. والسلالة ما ينتقل من جيل إلى جيل، أي جعل الخالق سبحانه من الطين سلالة لتقوم بوظيفتين عظيمتين هما تحميل الصفات مطبوعة على خيوط تصدر منها أوامر تسيير الحياة، ومسئولة أيضا عن نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء عند التزاوج، ووصفها حديث آخر بالعرق، وقال إن العرق دساس.. فمن يتصور أن الطين يمكن أن يتحول إلى خيوط نووية معقدة طولها 200 مليار كيلومتر في خلايا الجسم الواحد أي ما يعادل رحلة من الأرض إلى الشمس ذهابا وإيابا 70 مرة!

الإعجاز الثالث: التنكيس في الخلق: من أبلغ التعبيرات القرآنية "ومن نعمره ننكسه في الخلق" (يس 68).. ومعروف أن تنكيس العلم إنزاله من ارتفاع، وتنكيس الرأس طأطأته من ذل، ومثل ذلك ما يحدث في أرذل العمر من انحدارات.. الشيخوخة هي توقف بصمة الحمض النووي عن إعطاء الأوامر تدريجيا وبلا رجعة، فيبيض الشعر لأن الأمر بصناعة الصبغة قد توقف، ويصاب الرأس بالصلع لأن التربة التي ينبت فيها الشعر لم تعد صالحة، وتموت خلايا المخ ليصاب الإنسان بالخرف ويعتمد كليا على غيره، حتى قيل أن "علاج الشيخوخة الموت".

الإعجاز الرابع: "نهى النبي أن يبول الرجل في مغتسله" (رواه أبوداود): هذا أحد الأحاديث المبنية على أساس علمي أيضا. ففي المناطق الموبوءة بالبلهارسيا، يحتوي بول المصاب على بويضات تسقط في مياه الترع وتنشر المرض لكل من يستحم فيها أو يلامس ماءها، ولو امتثل الجميع لهذا الحديث، لانقطع هذا المرض الذي يفتك بـ 300 مليون شخص في العالم حاليا.. ويسري هذا الحديث أيضا على من يبول في حمامات السباحة الراقية، فالبول والعرق يحتويان على مواد نيتروجينية تتفاعل في مياه المسابح وينتج عنها مواد أكثر سمية تضر بالعين والجهاز التنفسي والجلد وقد تسبب السرطان، كما أكد بحث كندي.

الإعجاز الخامس: نمو الجنين من عجب الذنب: ورد في حديث من صحيح مسلم "كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب، منه خلق وعليه يركب".. المعجزة هنا أن عملية كبرى تبدأ في الليلة "16" من عمر الجنين، بانطلاق طبقته الوسطى، وهي أساس الجسم، إلى الأمام والجانبين كالشجرة من نقطة خلف فتحة الشرج تسمى العقدة البدائية عند نهاية العصعص بقيادة محور يسمى الحبل الظهري، وذلك مشروح في كل كتب الأجنة الطبية، أما كيف يبعث الإنسان من نفس النقطة يوم القيامة فيصعب تصوره حاليا، لكن، وبما أن هذه النقطة لا تبلى إلى يوم القيامة وبها نسخة من بصمة الحمض النووي للشخص، فغالبا ما تكون هذه البصمة هي نقطة الانطلاق الجديدة يوم البعث.

الإعجاز السادس: خطورة النوم بين الشمس والظل: حديث آخر رواه الترمذي وله مضمون علمي عميق "إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم".. الخطورة في وضع كهذا أن المعلومات الواصلة من الجسم إلى المخ تكون متضاربة، نصف الجسم يبلغه بأن الجو حار، والنصف الآخر يبلغه بأن الجو لطيف، وهذا التضارب في المعلومات الواردة إلى المخ يضعه في حيرة، فهو المكلف باتخاذ الإجراء المناسب لحماية الجسم تحت أي ظرف، فلا يعرف في أي اتجاه يستجيب، باتجاه الحرارة أم باتجاه البرودة، والنتيجة الحتمية لهذا الوضع إرسال المخ ردود أفعال متضاربة أيضا تضر بالجسم كله، فيصاب الشخص بالصداع والغثيان وآلام العضلات لفترة طويلة بعدها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط