أنس أسامة يكتب: أزمة برج الازاريطة

خصوصا أنها أزمات بشرية وليس طبيعية.. فنحن من نصنعها بأيدينا وبقلة الضمير .. فما شهدته محافظة الإسكندرية الأيام الماضية من كارثة ميل برج الأزاريطة..
مأساة حقيقية كادت أن تؤدي بحياة المئات لولا عناية الله ورعايته ..والسبب في ذلك يرجع لانفصال المبني عن التربة.. وذلك بسبب زيادة الأحمال علي التربة.. فهندسيا قبل الإنشاء ..
يتم أولا عمل دراسة وتحليل التربة ومتعارف عليها هندسيا ( بأعماال الجسات ) بيتم أخذ عينات من التربة التي سيتم الإنشاء عليها ..بعمق من يزيد عن 30 مترا طوليا .. من كل متر طولي يتم اخذ عينه .. ويتم دراستها وتحليلها في معمل متخصص بأعمال التربة والجسات ... للتعرف علي خصائص التربة . ومن ثم تحديد النظام الانشائي المناسب .. لطبيعة التربة .. بناء علي متطلبات المالك وحسب عدد الأدوار المستهدف إنشاؤها .. ويتم اخذ كذا عينة من التربة وفقا لكود البناء المصري ....
ولاحظنا في واقعة الإسكندرية. انفصال المني عن التربة . مما يعني ان هناك خلال في أساسات المبني وليس في هيكل المبني نفسه.

والسبب في ذلك هو عدم دراسة التربة اولا قبل الإنشاء كما هو متعارف عليه ووفقا لكود البناء المصري ..فلم تحتمل التربه الحمل الزائد عليها ... فتفككت .وذلك معناه انه لم يكن هناك انتقال الأحمال بشكل هندسي .فهندسيا يتم انتقال الاحمال الثابته والمتحركه من الاسقف الي الاعمده .ومن الاعمده الي اساس المبني ثم مرحلة انتقال الحمل من اساس المبني ..الي التربه الثابته في اعماق الارض .. وذلك لان بطبيعة الحال التربه طبقات ..
فالهدف من اعمال الجسات هو تحديد مدي عمق التربه الثابته في باطن الارض .ومن ثم تصميم المنشأ واساس المبني . عليه ..
حتي يتم انتقال هندسي للاحمال اخذين في الاعتبار وفي التصميم .. مضادات للزلازل وللرياح ..فبسبب الاستهتار وقلة الضمير . كادت ان تضيع حيات المئات ..