الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الكرد ودورهم في بناء سوريا موحدة ديمقراطية


 

 

تشهد المنطقة صراعاتٍ وحروباً تم إشعالها تحت مسمى الربيع العربي ومنح الحرية والكرامة للشعوب والتخلص من النظم الاستبدادية، هذه الأهداف المعلنة تستر في جوفها أهدافاً كثيرة ومكلفة وظيفياً بتمرير مخططات ومشاريع تقسيمية للمنطقة بعد التقسيم الأول الذي حدث في بدايات القرن العشرين المنصرم. تقسيم المقسم وتشتيت المشتت هو أساس التدخلات الإقليمية والدولية الذي يستهدف المنطقة وذلك باستخدام أدوات إجرامية خارجة من رحم أهل المنطقة وتطعيمهم بشخوص خارجية، وبهذا الشكل تم صنع الكثير من الفصائل الإرهابية وتم تسميتها معارضة، وهذه المعارضة التي تم صناعتها أو تغيير وجهتها بدعمها فكرياً ومادياً ولوجستياً من قبل بعض الدول الإقليمية وخاصة تركيا وقطر اللتان تعتبران من الدول الراعية للإرهاب في المنطقة بغية زرع الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية والعمل على تمرير أجنداتهما الدولية.

بالرغم من أن شعوب المنطقة لاقت الكثير من المظالم على يد نظمها ونهضت منتفضة للبحث عن كرامتها، إلا أنه تم إهانة كرامتها وسرقة ثورتها من قبل السماسرة "تركيا وقطر" وأفرزت للشعوب فصائل لا تعرف القيم الإنسانية ولا الأخلاقية وكل همها هو النهب والسرقة والتدمير والتهجير، وهذا ما حصل في ليبيا واليمن والعراق وسوريا ويسعون لتمرير نفس المشروع على بعض الدول الأخرى وخاصة مصر، من خلال بعض المجموعات الإرهابية التي تقوم بعملياتها الإجرامية بحق الشعب المصري وذلك عبر بث الفتن والتفرقة بين مكونات الشعب المصري، هذه المجموعات الإرهابية التي لا تنتمي للدين الإسلامي بأي صلة إنسانية وفلسفية وأخلاقية تتخذ من الدين الحنيف ذريعة لتنفيذ مآربها الخبيثة في ضرب الوحدة الوطنية لدول المنطقة.

والكرد في سوريا يعتبرون أنفسهم جزء أصيل من سوريا الموحدة ويعملون منذ بداية الأزمة التي حدثت في سوريا على التصدي لهذا المخطط التقسيمي وأنه لا يمكن جلب الحرية والكرامة بالقيام بالعمليات الإرهابية أو الاعتماد على الدول الراعية للإرهاب والمتمثلة بتركيا وقطر، لذلك انتهج الكرد لأنفسهم سياسة النهج الثالث والبعيد عن جبهة المعارضة المرتهنة للخارج من جهة، والنظام السوري من جهة أخرى. وعملوا على نشر فلسفة أخوة الشعوب في المنطقة والتي كانت الأساس في حماية المنطقة من الحروب والصراعات المذهبية والعرقية وحتى أنها كانت الحل الأمثل لقطع الطريق على المخططات التقسيمية للقوى الاقليمية والدولية.

حماية وحدة سوريا والدول الأخرى هو المبدأ الذي يعمل الكرد على تطبيقه ونشره بين مكونات شعوب المنطقة من كرد وعرب وسريان وآشور وتركمان وشيشان في شمال سوريا، ولا يوجد في مبدأهم أي هدف انفصالي عن سوريا لأنهم يرون أن الانفصال هو عامل ضعف وليس قوة كما يظن البعض، مع العلم أن حلم الدولة الكردستانية موجود عند الكرد ولكنه يبقى حلم بعيد كل البعد عن حقيقة وواقع المنطقة التي تعايشت فيها الشعوب منذ آلاف السنين مع بعضها البعض، وأنه لا يمكن الفصل بين الشعوب بعمليات قيصرية تحت حجة بناء الدولة القوموية والتي هي بذاتها عبارة عن وهم لا وجود له، فبدلاً من بناء دولة قوموية ضيقة، يعمل الكرد على بناء سوريا ديمقراطية تحتضن كافة مكوناتها العرقية والدينية على أساس بناء جمهورية سوريا الديمقراطية وحماية وحدتها الوطنية.

الآلة الإعلامية لبعض الجهات الممولة قطرياً وتركياً تعمل ليلاً نهاراً لتشويه حقيقة قيادة الكرد لبناء مجتمع ديمقراطي يعتمد وحدة وتلاحم شعوب المنطقة أساساً له، فتارة يتهمون الكرد بالانفصال وتارة أخرى يتهمونهم بالارتباط بجهات خارجية وإقليمية وهم ليسوا سوى أدوات وظيفية سينتهي دورهم حين انتهاء المهمة والكثير من التلفيقات والكذب بغية زرع الأكاذيب في العقل المجتمعي، كل هذه المحاولات المستمرة منذ سنوات لاقت الفشل بالرغم من الجيوش الإعلامية ممن يدعون أنهم مصادر أو خبراء استراتيجيين ومحللين يتبعون تركيا وقطر، إلا أن تحليلاتهم ونظرتهم لا تتعدى أرنبة أنفهم إن صحّ التعبير وأنها كانت غير حقيقية وديماغوجية، الحقيقة على الأرض كشفت زيفهم وحقيقة كذبهم لأن من يحارب الإرهاب الآن في سوريا هم كافة مكونات المنطقة وخاصة أنّ الانتصارات العسكرية التي تحققها قوات سوريا الديمقراطية عجزت عنها بعض جيوش الدول وأن هذه الانتصارات لما كانت ستتحقق لولا ملازمة النجاحات السياسية والدبلوماسية وحتى الثقافية والاجتماعية لحركة المجتمع الديمقراطي لها. حقيقة التعايش السلمي والأخوي في المنطقة أكبر دليل على فشل تركيا وقطر في أن تكون ليس إلا انموذجاً فاشلاً.

بناء المجتمع الديمقراطي وسوريا ديمقراطية والحفاظ على وحدة سوريا هو هدف ومبدأ الكرد وليس كما تدّعي بعض الجهات الراعية للإرهاب في المنطقة. 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط