برج الأزاريطة المائل .... مانشيت فساد !!

المشهد يمنحك ما تشاء من الخيال عندما تشاهد برج الإسكندرية المائل إن كنت في وطن آخر تريد أن تتخيل حجم الفساد العائم تحت تربة المحليات المصرية بإداراتها المختلفة في طول وعرض الجمهورية والتي أصرت ألا تستنشق هواءً نقيا يحترم النظام ويتقيد بالقيم الدستورية.

فوضى تشبه عاصفة غبار لا تريد أن تهدأ ... يهيجها المزيد من غياب الضمير والفهلوله المغموسة في الجينات التي عامت على سطح الأرض لا تبحث إلا عن منافع شخصيه في وطن تعب بحق من شعبه الذى لا يقدر في التاريخ ولا الجغرافيا قيمته..!!

وراح يدهس كل شيء ويستخف بكل شيء من أجل أن تتضاعف الأصفار أمام حسابات بنكيه نشأت من الرشاوي والبلطجة واستغلال الوظائف العامة لمآرب شخصيه وسط بيئة غاب منها قانون من أين لك لهذا وبين أجهزة رقابية لا تعمل بمقتضيات الواجب الدستوري بل بالأوامر الرئاسية...!!

فهل سيُترك صاحب عقار الأزاريطة المائل بلا حساب...؟

هل سيتحول مثل غيره إلى قدوة بزحف اللاحساب الذى يتنعم به كل المخالفين في الوطن ليصبح هنا كهناك نوعا آخر يجتر به فم العدالة عندما ترفع فوق رؤوس سراق المال العالم ومخالفي القانون لافتة المساواة في غض الطرف والعدالة بين المعتدين على قانون الدولة وأنظمتها بتركهم وتحويل الاهتمام إلى مسببات فرعية ..؟

وهل ستنجو منها الإدارة المحلية التي منحت التراخيص وأجهزة المحافظة التي كانت ترى العقار المشيد على 44 متر مربع فقط وهو يتحول إلى ناطحة سحاب تعانق الضباب على شارع لا يتعدى عرضه 6 أمتار.. ؟

بالتأكيد فكل الفاسدين في بيئة يغيب فيها القانون كتبت لهم الفوضى النجاة ليستمر هذا الوطن في إنتاج منظومة من الدجل تزعم العمل على إنتاج وطن بحضن المستقبل دون أن تملك أدواته أو راياته أو نظمه وكفاءاته ..!

وهل سيخلد هذا البرج ..؟
بالتأكيد ...!

ستظل صور برج الأزاريطة المنشورة تصنع منه معلقات أسى وتحفه معماريه عبرت الشارع برأسها لتأخذ قُبلة دافئة عبر عناق مثير من فم العمارة المواجهة لها من غير أن يتحطم منها حجر أو تسقط منها شرفة مبنيه ...!!

ليطلق عليها رواد التواصل الاجتماعي برج الأزاريطة المائل ..!!
ولما لا .. ؟

إذ كيف تنعم ايطاليا ببرج بيزا المائل مثلا ولا يكون في إسكندرية أم الدنيا برجا يماثله ويغازله بل يزيد عليه أنه عابر للطريق ومعلق بين أشلاء العمائر ..!!

تكثف الاهتمام حول إخلاء المنطقة من ساكنيها وفصل تيار الكهرباء والغاز منعا لوقوع كارثه بشريه بين السكان بعدما مال البرج الذى يشبه مسلة فرعونيه صنعه أحفاد عراة من قيم الإبداع والتكنولوجيا .. !!

ونسى الجميع الحساب القانوني لإدارة الحي كله وفتح ملف المحليات الذى تعيش فيه جراثيم تنهش في لحم الوطن الحي ويخرج لنا مصر على الصورة التي نراها بيئة عشوائية تعاني من التخبط والقذارة بين جهاز إداري يختبئ خلف مكاتب لا ترى منها إلا أدراجا مفتوحه تنادي جيوب المراجعين في كل مرة ..!

هل نستيقظ يوما على حل الجهاز الإداري للدولة لتصبح مصر على المحارة فنعيد تشطيبها من جديد بكل مهاره ..؟
وحينها لا يبقى على كرسيه رجلا يحترف الفوضى وتنغمس يداه في الرشوة ويبيع ضميره والوطن بكسرة خبز يطعم بها صبيانه أو يتضخم بها رصيده ..؟!

أين المحاكمات العامة الناجزة عبر محاكم استثنائية بقرار خاص لمواجهة انحراف المحليات العتيق الذي ضرب عمق الوطن ونال من هيبة القانون وعاش في جسد البلاد كمرض خبيث منذ عقود يشعرنا بأنه لا فكاك ..؟

هل يكفي أن يكون برج الأزاريطة المائل أكبر مانشيت فساد بارتفاع 12 دور لنضعه على مكتب الرئيس حتى يتخذ بشأن ملف المحليات ما يرى من معالجة ناجزة لا تبقى فاسد في موقعه ..؟

أم أننا بحاجه لعدة مانشيتات تأخذ المرة القادمة في طريقها العشرات وربما المئات من الأرواح البريئة حتى نبدأ في التحرك لفتح ملف المحليات المسكوت عنه منذ زمن بعيد...؟