الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السودان.. حديث مستمر


تعتبر السودان إحدى الدول الأفريقية التي تمثل صورة تعتبر واضحة للقارة الأفريقية، وتمثل الحالة السودانية نموذجًا للبحث فى العلوم السياسية فى الكثير من النواحي، وخاصة على صعيد النظام السودانى وتكويناته وأبنيته، والبيئة التى تحيط به، وتأثيراته فى المحيط الإقليمى والدولى، والأفكار التى يرتكن إليها، وتمثل مجاًﻻ آخر من ميادين دراسة الأفكار والأيديولوجيات وخاصة فى ظل رفع النظام للراية والمشروع الإسلامي الذى تم وصفه بالحضارى منذ الوصول الى السلطة.

خريطة تحالفات النظام السودانى وعلاقاته التى تستطيع أن تعرف منها طبيعة المصالح التى تتميز بها الرؤية السودانية وسياساته الخارجية التى يتضح فيها الوﻻء للراية والأيديولوجية، وكذلك المواقف الإقليمية والدولية التى جعلت للسودان طبيعة خاصة .

وعند التوقف ستجد تحوﻻت حادة على حسب المصالح، فمثلًا إيران التى كانت من حلفاء الأمس أصبحت على غير ذلك اليوم من خلال التصريحات والمواقف الرسمية وتوجهت نحو الخليج العربي والحلف الذى على رأسه السعودية.

ولكن السمة التى تتميز بها العلاقات السودانية مع غيرها من الدول أنها ما بين التصاعد أحيانًا، والوصول إلى درجة التحالف، وعلى العكس من ذلك فى مراحل أخرى، ولكنها السودان التى تلعب النخبة فيه دورًا محوريًا فى طبيعة النظام ااسياسى وأولوياته .

لم تعرف السودان ونخبته ونظام الإنقاذ وعلى رأسه البشير حاﻻ لمعضلة الهوية وتحقيق اﻻندماج الوطنى الذى غاب، ولم يتحقق حتى الآن على واقع ممارسات النظام الإقصائية على ذات الأسس التى شطرت السودان وأقصد هنا انفصال الجنوب وعدم اﻻستقرار واستمرار الصراعات الاثنية التى كانت تعبر بالضرورة عن وجهة نظر النظام التى ومن خلال الممارسات يكفر بقيم التنوع وﻻ يقيل الآخر.

وكان انفصال الجنوب العنوان البارز الذى يكرس لرفض التنوع وقبول اﻻنفصال الذى أراه تم بإرادة شمالية على واقع التمسك بفرض الشريعة الإسلامية حتى كانت تصريحات الجهاد فى الجنوب تمثل الحدث الكبير عند الحديث فى تلك المسألة التى انتهت على وجود كيان جغرافى آخر فى محيط دولة الشمال وتداعيات إقليمية وداخلية منها تعالى الصراعات فى أقاليم سودانية أخرى مثل جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق، بالإضافة إلى وجود نزاع على المناطق الحدودية فى الدولة الوليدة التى نشأت على دعم إقليمى ودولى له حساباته الخاصة وشبكه مصالح لها آثار وتداعيات أراها صعبة ويجب التعامل معها بشكل محترف لأن الواقع يؤسس على تواجد إسرائيلى وأمريكى يبحث عن مصالح تتعارض مع مصالحنا المصيرية وخاصة المائية.

والمشهد الآن على الصعيد الداخلى يعكس ذات التوجهات القديمة واستمرار الصراعات على أسس قبلية والتهميش بين المركز والأطراف فى الشرق الرشايدة وفى الغرب الزريقات والمسيرية ومع تزايد الصراعات ستكون مشاهد التشريد والنزوح الى دول الحوار وبالتالى فإن النظام على حالة اﻻستمرار فى تبنى نفس السياسات التى أدت إلى انفصال الجنوب.

ورسالتى إلى صانع القرار فى السودان كمواطن أعشق أفريقيا وأتمنى رؤية القارة فى مستقبل أفضل.. فما بالكم بالسودان التى تمثل العمق لمصر والعكس وحروب التاريخ تؤكد على عمق ما بيننا.

من روابط تدعم التكامل بيننا وحتى مع تصريحات الرئيس البشير التى بها الكثير من نسيان تجارب الماضى واستدعاء مدركات أراها على غير الحقيقة والتزام مصر الصمت على تلك التصريحات ووصفه مصر بأنها تحتل أراضى سودانية.. واصفا ممارسات مصر فى هذا الملف الحدودي بأنها ممارسات استفزازية ونقلى لتلك التصريحات حتى وإن كان بتصرف القصد منه الوقوف قليلًا لمعاودة فهم ما بيننا علاقات ومصالح ﻻ يمكن اﻻلتفات عليها لأن تلك المصالح ﻻ يمكن تهميشها لأنها مصالح بقاء وسط تحديات إقليمية ودولية تتربص بنا .

وحديثى حفاظًا على المصالح ليس من قبيل الدبلوماسية لأن وصول وزير الخارجية السوداني للقاهرة بالأمس يعكس تحركا أتمنى أن يكون واضحًا فى تبنى سياسات مشتركة تحافظ على مصالحنا معا والبعد عن التعصب والسياسات التى أدت إلى تقسيم السودان واستمرار الصراعات....

ﻻبد من مراجعة كاملة وإدارة خاصة تفهم وتعى قوة التنوع وحسن إدارته وكذلك تغليب صيغة البرجماتية فى العلاقات الإقليمية والدولية.... فهل يسمعنا أحد !!!!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط