الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهر رمضان والمباهاة بقراءة قرآن لا يتدبرونه ..!!


قلبت صفحة أحد الأصدقاء وهو يعمل كمهندس ويحمل شهادة علميه مرموقة.. فوجدت صفحته مغطاة بصفحات من كتاب الله القرآن .. وفوقها عنوان ذي دلالة – مقروئية الصباح – وبعدها مقروئية المساء .- وهكذا تمتلئ كل صفحات المهندس صاحب الشهادة المرموقة على الفيس بوك ...!

يعلق المجاذيب أسفلها ... ثناء وضياء .. وأن الرجل ساق الخير إليهم وأخذه بيديه إليهم كي يصعد بهم إلى أفق يطلبونه ...!!
لا تتعجبوا ... فهذه الأمة نفسها التي قال القرآن الذى حولوه إلى مقرأه فقط على لسان النبي . يا رب إن هؤلاء قومي اتخذوا القرآن مهجورا ..

هجروا تدبره إلى قراءته .. وهجروا فهمه إلى حفظه ... وعلى بعد عدة أمتار تمتلئ في كل بقاعنا بشهر رمضان القاعات بالساده الكبار أهل العمائم وقد انبعثت منهم الروائح الباريسية الأنيقة لتسأل علام هذا الزحام .. ؟

فيجيبك صوتا من بين الجموع إنها مسابقات تحفيظ القرآن الكريم واليوم يوم الجائزة ..!

لم أسمع يوما أو أر أننا شكلنا مسابقة للتدبر .. بل يسارع مشايخنا في شهر رمضان إلى ختم القرآن .. وأيهم لا يختمه ربما يُناقش في دينه ويُتهم في يقينه ... دون أن يدري أن ختم القرآن ليس إلا حيلة شيطانيه كما يشير إلى ذلك علامة الحجاز الشيخ حسن فرحان المالكي وهو من القلة التي تقف وحدها تناصر الحق وتدافع عن الحقيقة وأسفله بحر تيه يغوص فيه القوم دون أن يلتفت رجل منهم لشاطئ قريب يقينا من الغرق ..

يقول الشيخ حسن المالكي منبها قبل قدوم رمضان ....
المهم شهر رمضان قادم
احرص على ألا تختم القرآن
فختم القرآن حيلة شيطانيه حتى لا تتدبره
تدبر ولو سورة واحده .. وستجد أثرها أفضل من ختمات المباهاة ..!
وهل أشار الرجل إلا لحقيقة نلمسها ونعرفها في وجوه القوم ..؟

فها هم يختمون الكتاب ليقوم كل منهم إلى جذب الغش والنميمة وسوء الأخلاق من طرف الجلباب
وها هو تاجرنا الذي نعرفه ما كاد يختم مصحفه حتى ذهب ليتصفح في وجوه القوم أيهم سيبدأ به ليستغله في بيع سلع احتكرتها مخازنه ..!!

وها هم طلاب مدارسنا الذين يختمون القرآن بشهر الصيام مع آبائهم ثم يتنافسون على الغش في لجان الامتحانات أو يبتكرون ما شذ من الألفاظ حين التلاسن في الملاعب والمشاكسة بين الأصحاب ..!!

وها هو شيخ مسجدنا ما كاد ينهي كتابه ويختم بيانه حتى يسأل زملاءه عما يجب أن يفعله لرفع راتبه والحصول على مال من الأوقاف مثلما فعل شيخه الذي يعرفه ..!!

هذه الفوضى الأخلاقية التي أصلها الإسلام الطقوسي في غياب من الإسلام السلوكي هي التي نعيشها اليوم ويعمل فيها بعض المفتونين على ختم القرآن ربما كل ثلاثة أيام ... في استهانه بالتدبر جعلتهم يقرأون كتابا مهجورا بين أيديهم ولا يلتفتون لقول الله ..
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ
أفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يـظـنــــون
فيقول الـشـوكـانـي: "وقيل: (الأماني: التلاوة) أي: لا علم لهم إلا مجرد التلاوة دون تفهم وتدبر.

فمتى تتوقف هذه الجماهير عن الدجل ويتوقف هؤلاء المشايخ عن تزوير الحقيقة .. ويدركون أنه كتاب تعليم وخلق وليس كتاب قراءه وشوشرة .. وأن حروفه أمانه وكلماته توجيهات ... وسطوره آيات بينات لينتفع بالعمل بها وليس فقط بترديدها دونما فائدة ..

متى يدرك الأفاقون أنهم قد اتخذوا القرآن مهجورا عندما نبذوا تدبره وتركوا تفهمه وكان الأولى بهم خلال الشهر الطويل أن يتفقهوا ويعملوا ولو بسورة واحده بدلا من المباهاة بقراءة قرآن لا يتدبرونه ..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط