الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة استرداد الهُوية المصرية


أهم ما يشغل بالي ويسترعي كل إنتباهي خلال الفتره الماضيه هو ما آل إليه نمط حياتنا، وما خطوط البدايه والنهايه.وما الباعث والمُقيد لتصرفاتنا، وهناك فصائل في هذا الوطن للأسف تعلن إنتماءها لتلك الهويه أو تلك الثقافه أو تلك الديانه أو حتي الايديولوجيا السياسيه.

كيف تغير المصريون وتغيرت طباعهم؟ فكل فصيل إختار هويه ينتمي إليها ويدافع عنها ويتهم من يختلفون معه بالخيانه والعماله وأحيانا بالكفر.

فنجد من يردد ويفتخر بإنه ينتمي الي الثقافه الإسلاميه ومن يتهمه بالطائفيه وأيضا نجد من يغالي ويبالغ في إنتمائه للثقافه القبطيه ويزايد علي من يختلف معه في التسامح والاخلاق ونجد أيضا من يكفره ونجد من يتغزل في الثقافه الغربيه وأيضا من يتمني ويحلم بالجنسيه الأمريكيه. ومن يرفع راية الناصريه فوق رءوس الجميع ويتهم غيره بأنه أقل وطنيه وغيره يدعي أنه أبناء مبارك وكثيرين يدعون السيساويه وغيرهم إخوان وسلفيين وقوميين .والجميع إتفقوا علي شيء واحد وهو تخوين الآخر؛ للأسف هذا،  وقد يزيد عليه هو واقعنا البائس.

ولأنني أنتمي الي جيل قديم نسبيا فلم تعتد أذني علي سماع تلك التصنيفات بل علي العكس كنا نفتخر ونتباهي بمصريتنا وثقافتنا وهويتنا بكل ما تحمله من تنوع حضاري وتراكم ثقافي منذ بدء التاريخ؛ الثقافه الفرعونيه والقبطيه والاسلاميه وكل تلك الفترات التي مرت علي بلدنا بثقافاتها التي إنصهرت لتشكل هويتنا المصريه هويتنا المصريه السمحه المعتدله الودوده المفعمه بالنخوه والرجوله والمحبه واحترام الاخر وتقديس جميع الاديان واحترام الشعائر والترفُع فوق الصغائر والتباهي بالسيره الحسنه والتفاخر بالتربيه الحميده وتعظيم قيمة العمل وإحترام الكبير وإحتواء الضعيف ونصرة الحق، ونبذ العنف والتفرقه والطائفيه، أين ذهب كل ذلك؟ كيف أصبحنا كذلك؟

لقد جُرفت الهويه المصريه.مثلما جُرفت أراضيها ، لقد سُرقت أخلاقنا مثلما سُرقت آثارنا من الفاعل ومن المفعول به الي أين نحن ذاهبون؟

إنها المعركه الأهم بل هي أم المعارك معركة إسترداد الهوية المصريه، معركة القرن التي يجب أن نكون كلنا جنودا في جيشها جيش مصر غير المسلح الاغلبيه المعتدله المتصالحه مع نفسها التي بيدها التغيير إذا أرادت، والتي تستطيع التأثير إذا تخلت عن سلبيتها يجب علينا الوقوف بجانب كل ما ينتمي إلي هويتنا وإظهاره وتكريمه وتسليط الضوء عليه سواء في السياسه او الاقتصاد أو الفن أو حتي في المعاملات اليوميه ، وتسليط الاعلام علي كل ما يناسب ثقافتنا المصريه المعتدله السمحه وليس العكس، هذا هو ما يستلزم حشد الطاقات، هذا ما يستوجب استنفار المؤسسات.

إنها أوطاننا، مستقبل اولادنا، لن يعيش فيها أحد دون الآخر ولن يستمتع بها أحد دون الآخر، فمصيرنا واحد وبلدنا واحد، والله المستعان ، وتحيا مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط