EN 
يأتى رمضان ويتسارع الجميع على إفطار الصائمين دون النظر على الشروط الواجب توافرها فى هذا الإفطار، فمن شروط هذا الإفطار أن تكون نظافته ممتازة كنظافة طعامك الشخصى وأهل بيتك، وأن يكون من أجود ما تأكلون لسبب بسيط وبنفس الوقت هو سبب عملاق، أنه قربان إلى الله؛ أي تقرب بإفطار صائم، فكلنا نتذكر قربان قابيل وهابيل لم يُتقبل من قابيل وتَقبل من هابيل لأن قربانه طيب بصحة ممتازة وسمين لأنه مقدم لله، فيجب أن يكون أفضل مما تقدمه لنفسك، أما قابيل فكان قربانه هزيل ضعيف.
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَىْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهَّ مِنَ الْمُتَّقِينَ" "صدق الله العظيم".
هذا بالضبط ما أجده فى بعض الوجبات التى تقدم، الناس تفرح بالكم وليس بالكيف، وفى حقيقة الأمر الكيف هو الأهم ، فبدل من أن تُخرج عشر وجبات لعشر أفراد وبالنهاية ستترك أو سترمى بالقمامة بما فيها لأنها لا طعم ولا جودة فخير لك وله أن تحضر خمس وجبات بكفاءة وجودة عالية ، بدل من عشر بلا جودة ، نحن نهين الفقير عندما نجعله يشعر بالمهانة وأنه ينتظر وجبة، وبعد أن تأتى بين يديه يتركها أو يرميها ، حافظوا على إنسانية الفقراء .
سعدت عندما دخلت صفحة فى الفيس بوك لأرى بعض الوجبات التى توزع على المحتاجين ، لأجد شرح للعبوات التى امتلأت بالطعام وجبات جعلتنى أشتهى الطعام من جمال تقديمه وجودة الطعام الواضحة من الصورة والاهتمام بالوجبات لتكون وجبات ٥ نجوم ومع تكلفتها ، العلبه كاملة كل العناصر تتكون من ٤٠ جنيها تقريبا، ولكنها تفتح شهية الفقير وتشعره بآدميته ويتقبل الله الوجبة لان الله طيب لا يقبل إلا طيبا.
وجدت صاحب المبادرة يكتب نصيحة لكل من يحضر وجبات استخدموا العلب درجة ٥ لأنها آمنة، ولا تتفاعل مع حرارة الطعام ويشرح مكونات الوجبة، فأكاد أجزم بأن هذه أفضل وجبات رأيتها وأفضل صدقة حافظت على إنسانية المحتاج، فهنيئا لكل من شارك فى تقديم هذا العمل، أيضا وجدتهم يحذرون من الحضور بالميكاب والنظارات الشمسية ، أو الخواتم الذهبية والسلاسل ، وفى الحقيقة لم أندهش لهذا التحذير لأننى رأيت المبالغة فى اللبس وفى الميكاب وفى الاكسسوارات وقت الذهاب للعمل الخيرى ، ولا يراعون مشاعر من يذهبون إليهم من الفقراء ، عمل الخير له طقوس ومظاهر خارجية يجب الإلتزام بها .
فنصيحة لكل من يقوم على إفطار مسكين تخير الأجود والألذ، وأطعِمَه من طعام تقدمه لأولادك ولا يرفضونه، عمل الخير ليس لتسجيل أسمائنا فى سجل الكمية ، ولكن لتنشيط القلب وتنظيفه من ملوثات الأيام ولأنه من أحب الطرق المؤدية إلى عنوان الرحمن، فهو يقابلك مهرولا فى هذا الطريق فتخير لبسك ورائحتك وشكلك وأنت على أعتاب الخير فأنت فى حضرة العظيم.
جعلنا الله وإياكم من عباده الصالحين الذين يستخدمهم ولا يستبدلهم
وتقبل الله من الجميع وكل عام وأنتم بخير
