الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر أهم وأعظم


الاعتراف بالحق فضيلة، ومن قال لا أعلم فقد أفتى، كلمات متداولة لدى الجميع تبين عدم الدراية أو الفهم لموضوع ما أو قضية ما، ولكن ما يحدث وأتابعه على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الشارع المصرى تجاه اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية يتنافى تماما عن تلك المفاهيم، حيث وجدت الكثير والكثير من المحللين العسكريين والاستراتيجيين بل وجيولوجيين يقومون بتحليل البنود وأثارها وأبعادها والحديث عن الأرض والتربة دون أن يكونوا متخصصين بهذا الأمر.

وترديد تلك التحليلات غير الدقيقة من جانب المواطنين يجعل من الشارع أرض خصبة لبعض المغرضين، والتى لهم أهداف خاصة بهم على دفع الشارع المصرى للاحتقان، ومن ثم الى الانفجار بنزولهم للميادين للتظاهر والاحتكاك بقوات الشرطة حتى يمكن تسليط الضوء على تلك المشاهد المنفردة، والعمل على تضخيمها وتصديرها إلى الرأى العام المصرى والعربى بل والعالمى، أن مصر ليست مستقرة أمنيا، وأن قوات الشرطة تعامل المتظاهرين الذين يعبرون عن رأيهم فى قضية تيران وصنافير بعنف واعتقال المتظاهرين لصنع حالة من البلبلة واللغط تؤدى إلى حدوث فتنة وانقسام بين المصريين.

إنني هنا لن أتعرض لقضية تيران وصنافير، ولن أبدى أى آراء لأننى غير متخصص بتلك الأمور التى تحتاج الى دراية ودراسة وتخصص والاطلاع على الوثائق والمستندات، والتأكد من مصادر متعددة وليس الحكم عليها بالأهواء. 

ومن حق أى مواطن الاعتراض أو التأييد لتلك الاتفاقية، ولكن يجب الأخذ فى الاعتبار الحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن من التخريب والتدمير، ففى نهاية الأمر ذلك هو وطننا، ولكن لن يحميه ويحافظ عليه متماسكا إلا نحن المصريين.

إن البعض يتصور أن تلك القضية المثارة حاليا والتى تشغل الرأى العام المصرى هى فرصة سانحة لتنفيذ مخططاته الدنيئة التى يحاول من خلالها بث سموم الفرقة والقتنة على أمل أن تكون هناك ثورة أخرى تطيح بالنظام الحالي، وكلنا يعلم من فى مصلحته حدوث ذلك، ولهذا لا يهدأ لهم بال فهم دائمى التخطيط لزعزعة استقرار الوطن بمساعدة الدول الداعمة للارهاب،  ولكن هيهات أن يفلحوا فى ما يريدون له ويدبرون، لأن الشعب المصرى بات أكثر وعيا وحرصا على مصلحة الوطن، ولكن ينساق وراء المغرضين والحاقدين.

نصيحتى للحكومة وللقيادة السياسية أن يكون هناك حوار مجتمعى وقنوات اتصال مع جميع أفراد الشعب المصرى لتوضيح الأمور وجميع المعطيات والبنود بشكل واضح وميسر للفهم، حتى يتم غلق المجال أمام أى فرد أو أى جهة تستخدم عدم فهم المواطنين والعمل على توجيههم ودفعهم إلى إتجاه معاكس ضد مصلحة الوطن العليا.

ليس بخفي على أحد أن مصر تواجه إرهابا شرسا ومنظما تنظيما لوجيستيا وماديا، وكذلك تواجه مصر تحديات أخرى على المستوى الاقتصادى والاجتماعى التى تحاول مصر جاهدة على تهيئة مناخ الاستثمار وجذب المستثمرين والعمل على توفير الالاف من فرص العمل للمواطنين؛  لذلك نحتاج أن نتأنى ونتدبر ونحكم العقل لأننا فى النهاية نحافظ على وطننا من كيد الكائدين وحقد الحاقدين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط