الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسلمو لندن يعيشون ليلة دامية جراء حادث دهس يسفر عن مقتل وإصابة 10 مصلين

صدى البلد

على غرار واقعة مانشستر ولندن بريدج ، وغيرهما من الحوادث الإرهابية التى عاشتها بريطانيا مؤخرا ، عاش مسلمو لندن أمس ليلة دامية إثر حادث دهس أسفر عن مقتل شخص وإصابة 10 مصلين بعد انتهائهم وخروجهم من أداء صلاة التراويح في مسجد دار الرعاية الإسلامية قرب مسجد فينسبرى بارك شمالى لندن .

جرائم عنف متالية ، تستند على تحويل الأفكار الإنسانية لعقائد مقدسة ، فعمليات التفجير المتكررة والدهس المستمر ليست مواد متفجرة سريعة الاشتعال أو عربات دفع رباعى ، بل خطاب فكرى أحادى رآه البعض دينا مقدسا يستحق الموت من أجله .

حادث الدهس الأخير أثار عاصفة غضب عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي إثر الابتسامات التي علت وجوه مسعفي حادث دهس المصلين المسلمين، واعتبر النشطاء أن تعامل المسعفين مع المصابين غير لائق، ويدل على العنصرية والتفرقة في تعاملهم مع المسلمين.

ومن هذا المنطلق استنكر الأزهر الشريف وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب بشدة عملية الدهس الإرهابية التي استهدفت عددا من المصلين ، مطالبا الدول الغربية باتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية التي تحد من ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وتضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تستهدف المسلمين وتسئ للقيم والمبادئ الإنسانية التي تكفل للجميع حق العيش.

حادث أليم مثل عملا ارهابيا غادرا موجه لمسلمين عزل ، دفعوا ثمن جرائم ترتكبها "داعش"، محاولين العبث بأرواح الابرياء وبث الذعر في نفوسهم ، وإشاعة الفوضى، وزعزعة الاستقرار، وبث الفرقة، والفتنة الطائفية بين معتنقي الديانات المختلِفة في الوطن الواحد.

لم يكن هجوم البارحة بالغريب على قاطنى العاصمة البريطانية، بالنظر إلى الهجمات التي شهدتها لندن في السنوات الأخيرة ، حيث دهس رجل يقود سيارة رباعية الدفع المارة على جسر ويستمنتسر، فوق نهر التايمز الذي يوصل بين مقر البرلمان البريطاني و برج ساعة بيج بن ، أسفر الهجوم على سقوط أربعة قتلى، بينهم شرطى ، وإصابة 40 اخرين .

تاريخ متجذر للحوداث الارهابية فى بريطانيا ، ففى عام 2005 ، نفذ 4 انتحاريين بريطانيين على صلة بتنظيم القاعدة سلسلة من الهجمات الانتحارية المتوالية التى ضربت وسط العاصمة البريطانية ، وعرفت إعلاميا باسم "تفجيرات 7/7، أو تفجيرات لندن" ، استهدفت تلك الهجمات ثلاثة قطارات الأنفاق، إضافة إلى إحدى حافلات النقل العام المكونة من طابقين في لندن، فى ساعات الذروة الصباحية .

وفى عام 2007 ، إنفجرت سيارتان مفخختان فى لندن، بعد يومين من تشكيل حكومة جديدة برئاسة جوردون براونز ، وارتبط الانفجار بهجوم وقع في مطار جلاسكو الدولى فى اليوم التالى له ، حيث اصطفت سيارتان مرسيدس بنز، ممتلئتان ببنزين ومسامير واسطوانات غاز، بالقرب من مجمع للنوادي الليلية والحانات ، وتم العثور على جهاز التفجير الأول بداخل سيارة كانت تقف بالقرب من ملهى ليلي في بلدة هايماركت، على مقربة من "سيرك بيكاديللى "، فيما عثر على الجهاز الثانى في شارع كوكسبور بالقرب من بيكاديللي وساحة ترافلجار .

وشهد عام 2013 مقتل جندى بريطانى دهسته سيارة، يقودها بريطانيان من أصل نيجيري اعتنقا الإسلام، بالقرب من ثكنته فى ولويتش، ثم قاما بجره إلى منتصف الطريق ، ووسط صدمة المارة حاول أحدهما قطع رأسه فى حين طعنه الآخر عدة طعنات قاتلة ، وأدين الاثنان بقتله بعد محاكمتهما التى وصفا فيها نفسيهما بأنهما من "جنود الله"، وأنهما قتلاه لأن الجنود البريطانيين يقتلون المسلمين في الشرق الأوسط.

وفى عام 2015 ،وقع هجوم بسكين في محطة "ليتونستون" للقطارات، في شرق العاصمة البريطانية لندن، أُصيب خلاله ثلاثة أشخاص على الأقل بجروح، و أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أنها تولت التحقيق في الهجوم، موجهة تهمة محاولة القتل إلى الصومالى محيى الدين مير الذى يعانى من مرض عقلى بشبهة طعنه شخصين في الهجوم ، وحكم عليه بالسجن المؤبد لمدة لا تقل عن ثمانى سنوات ونصف، قبل النظر في الإفراج المشروط.

ومؤخرا وبالتحديد فى شهر مارس الماضى وقع حادث دهس على جسر وستمنستر، في ساحة البرلمان بالقرب من قصر وستمنستر بوسط لندن كان المهاجم يقود مركبة دفع رباعي دهست مجموعة من المارة على جسر وستمنستر وحشدا من الناس بالقرب من بوابات القصر ، ثم قام المهاجم بطعن ضابط شرطة ، بعدها أطلق رجال الشرطة النار على المهاجم ، وقد تم تأكيد وفاة أربعة أشخاص من بينهم اثنين من المارة على الجسر وضابط الشرطة الذي تم طعنه، والمهاجم نفسه ، و تبنى "داعش "مسئوليته عن الهجوم .