الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ودعوا "رمضان" بالأعمال الصالحة والطاعات


يودع العالم الإسلامى خلال أيام قليلة شهرًا فضيلًا كريمًا، شهرًا عظيمًا مباركًا، ألا وهو شهر رمضان المعظم الذى اشرفت ايامه الروحانية على الانتهاء، وقد كنا بالأمس القريب نسأل المولى عز وجل بلوغه ونتلقى التبريكات بقدومه، واليوم نودعه سائلين الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا.

مر بنا شهر الصيام والطاعات بخيراته وروحانياته وبركاته، مضى من أعمارنا وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعناه فيه، فليحاسب كل واحد منا نفسه ويسألها ماذا فعل خلال الشهر الفضيل؟ وماذا قدم من أعمال يستحق عنها الأجر والثواب؟ وماهو الأثر الذى تركه فى نفوسنا وقلوبنا وأخلاقنا وسلوكنا؟

وأدعو الجميع أن نستودع شهر رمضان الكريم بأعمالًا صالحة، تكون عونًا لنا عند المولى عز وجل، وأن نلتزم بالطاعات والعبادات والتقرب إلى الله، لأن المسلم إن خرج من شهر رمضان فإنه يخرج مغفور الذنب بعد الصيام والقيام والطاعات، وهى فرصة يجب التمسك بها لننال الأجر والثواب والرضا من المولى عز وجل.

ومن حسن حظ المسلمين، ان ليلة القدر العظيمة تكون فى العشرة أيام الأخيرة من الشهر الكريم، وقد رجح بعض العلماء أنها فى ليلة ٢٧ رمضان، والبعض الاخر قال أن الله تعالى أعلم بموعدها، وقد أخفاها حتى يجتهد المسلمون فى الدعاء والاعتكاف فى العشر الأواخر حتى يدركوا الليلة، ويكون لهم أجر عظيم، وأنه لو تم تحديدها لقصر المسلمون فى باقى الليالى من دونها.

ليلة القدر لها فضل عظيم، وقد جاء في القرآن الكريم ما ينص على هذه الأفضلية، حيث قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) صدق الله العظيم

فى كل الأحوال فان ليلة القدر المباركة هى من نعم الله علينا جميعًا لعظمة مافيها من خير وبركة ولذلك لابد أن نستفيد من فضلها بالابتهال والدعاء والصلاة وقراءة القرأن والإستغفار لله كى يكتبنا من عداد العتقاء من النار، وان نشكو فيها حالنا إلى المولى عز وجل سائلين صلاح الاحوال.

ومع إنتهاء الشهر الفضيل، تستمر اعياد المسلمين، حيث تستقبل الأمة الاسلامية عيد الفطر المبارك، فى أول أيام شهر شوال، وسمى "بالفطر" لأن المسلمين يفطرون فيه بعد أداء فريضة الصيام لمدة شهر كامل، ومدة عيد الفطر يومًا واحدًا، من غروب شمس آخر يوم في رمضان، إلى غروب شمس اليوم الأول من شهر شوال.

وعلى المسلم أن يُخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، وليست بعدها، كما يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، وهي واجبة على كل مسلم، ولاتسقط عنه إذا نسيها، والزكاة فيها طهرة للصائم، وتزكيةٌ للنفس وتطهير لـها من داء الشح والبخل، كما انها زكاة عن الأبدان والنفوس، وإغناء للفقراء والمساكين ، وإشاعة المحبة والمودة داخل المجتمع المسلم.

وتعتبر أيام عيد الفطر المبارك، فرصة عظيمة للتواصل بين الأرحام، وتوثيق أواصر المحبة بين الأهل والاقارب والعائلات، كما تعد مجالًا متميزًا لنشر روابط الحب وبث الفرحة والسعادة والتآلف بين جموع المسلمين، من خلال المعايدات والتهانى وغيرها من مظاهر الفرحة، التى تدخل البهجة والسرور فى نفوس الجميع.

وعلى كل متخاصم فى يوم عيد الفطر المبارك أن يصفح عن الذى خاصمه ونازعه ، وأن تتصافى القلوب، فلا يُعقل أن تعكر بهجة العيد وجود نزاعات وخصومات بين المسلمين. لذا يجب اعتبار عيد الفطر فرصة للتسامح للحصول على أجر العفو الذى يمنحه المولى عز وجل للمتسامحين.

اللهم بلغنا ليلة القدر وأرزقنا قيامها على الوجه الذى يرضيك عنا، وتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال، وكل عام وأنتم جميعًا بكل خير ومصرنا الحبيبة فى سلام وأمان ورخاء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط