الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحنين العرقي جريمة إنسانية ..!!


استغاثت الإنسانية وصرخت أمام محاكم العدل الأرضية مما فعلناه بها ومما أصيبت به جراء أفعالنا الحمقاء ..فكل الرسالات السماوية التى أهدى الله بها الانسان كانت تقول إن الاختلاف هو للتكامل والتباين لنكتمل ولكننا لا نستمع للفطرة الانسانية التى هى غريزة مغروسة من روح الله بداخلنا قدر ما نستمع لشخص آخر .

وهنا الخطورة لماذا نوجه الآذان الى الجهة الأبعد وهى ألسن الأشخاص الاخرين، ولا نوجه الآذان لدواخلنا وهى الأقرب لنا !!! ونستمع للفطرة الانسانية الطيبة ؟ لماذا نغل تلك الفطرة ونكبلها لتكون أسيرة كلمات شخص اخر يحمل فى نفسه ما يحمل، ربما أهداف شخصية او انتماءات سياسية أو نقوصات أو ضغائن نفسية !! ..فنستمع لكلام الآخرين ولا نستمع الى ما بداخل نفوسنا ..

ونجد النتيجة هى الحنين العرقى الذى بات ظاهرة غير محمودة فى مجتمعنا رغم أن الحنين هو صفة جميلة فى وصفها ومجرد سماعها يريح النفس ولكننا أقرناها بالعرق الذى سلب منها طهرها وجمالها . فنجد الانسان بغريزته الطبيعية يحب أو يود إنسانًا آخر فيُلقى عليه لومًا شديدًا من شخص واحد أو اكثر وكأنه ارتكب جريمة شنعاء ويوبخ توبيخيًا مريرًا أن ساعد أو ود إنسانًا آخر على غير دينه او عرقه أو ملته أو حتى طائفته !

وهذه هى القضية التى أدركتها أمريكا فاستدركتها لاحقًا.. لأنه ببساطه الحنين العرقى لا يجعل تكتلات انسانية منتجة مثمرة ! ولا يخلق تعددية وانفتاحا ولكنه يحجر على الانسانية كلها ويعطل الانتاج فى أى مجتمع والتقدم ويزرع الحواجز والسدود ويبنى الجسور كى لا تقوم لتلك البشرية قائمة.

وفى مجتمعاتنا الشرقية – أيضًا- لازلنا نتدارك ولكن ليس الخطأ بل نتدارك النزعات الانسانية بداخلنا علمًا بأننا من اكثر الشعوب عاطفية وحبية وودية فما نلبث أن نود شخصًا حتى ندرك انه مختلف عنا فى شيء فنقول ونمصمص الشفاة –خسارة هو انسان حسن ولكن ....

وعلى الجهة الاخرى أيضًا – قد نفضل فى اختياراتنا فى الاعمال والرسميات والمشاريع الاولوية لمن هم منا لمن يشبهونا ليس فى الهوية ولا فى الروح ولا الاستحسان الشخصى ولا حتى الكفاءات ولكن نفضلهم فى اختياراتنا للتعاون معهم فى أشغالنا لانهم على نفس الدين أو الملة أو الطائفة أو حتى البلدة !

ماذا لو تحررنا من كل تلك القيود التى –أؤكد- أنها تنبع من شخصيات اخرى تهمس بها فى آذاننا ؟ماذا لو أدركنا أن الريادة ليست فى آراء من حولنا وليس لهم الحق فى تكبيلنا وتكبيل عقولنا الباطنة بتلك الاراء التى هم لو أتيحت لهم الفرصة لتحرروا منها قبلنا !!!!

ماذا لو لم نعبأ بأى أحكام يفرضها التقليد –غير الشرعى- واستجبنا لصوت الغريزة بداخلنا فنستحسن شخصًا ما أو نود شخصًا ما او نرى كفاءة وحقا لشخص ما فنعطيه له ونختاره ونتآلف معه ضاربين بعرض الحائط كل تلك الكلمات التى فرضها علينا الاخرون وهم يتمنون التخلص منها بداخلهم وأصبحنا نحن أيضًا نتمنى أن نتخلص منها فأصبحنا جميعًا نود التخلص منها سرًا ولكن جهارًا لا نستطيع البوح بها .!!
 
لقد خلقنا الله القدير أحرارًا فماذا لو استغنينا عن كلمه لو؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط