الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ولما سألوه عن حقه فى الوطن قال : عايزة صبر!!


بعد عمر طويل وتاريخ حافل وسجل مسطور بعلامات ورموز نظر حوله وسأل نفسه هل أعطاه وطنه حقه كما هو فعل وتفانى فى ذلك ؟حدثته نفسه بما صنعت من دراسة ومثابرة وتنقل وانتقال من مكان لاخر لحماية حدود بلده شرقا وغربا جنوبا وشمالا ،ولمست يده واخذته لتتحسس ماتركته اثار المواجهة والمجابهة مع اعداء الوطن وايضا مسحت دموعا غطت وجهه ساعات الغربة والاغتراب ولمس انينا كتمه فى اعمق اعماقه حتى لايشعر به محبوه او شامتين من اى جهة يحرنها وفاءه وتفانيه فى اداء حق وطنه عليه .

ولم يغب عن ناظره عمره الذى كان لايشغله فيه الا هذا الوطن وكم كلفه ذلك شهورا وسنينا بعيدا عن اسرته ،واحداثا اسرية لم يعشها ولم يشارك فيها اسرته افراحها ومشاكلها واحزانها لانه كان مشغول ومعنى بهم اكبر ومهمة اعظم وهى حماية الام العظمى مصر من اعداءها فى الخارج والمغرضين من الداخل.

قطع حبل ذكرياته الم ظهره الذى احدثته وسكنت فيه رصاصة من مجرمى الحدود الذين كانوا يسعون لاختراق حرمة وطنه وفشلوا فى رشوته فتعاملوا معه بعنف المجرمين الذى قابله هو باصرار وعزيمة والرضا باحدى الحسنيين .

وبقدر رضاءه بقضاء الله وقدره بقدر رحمة ربه به ونجاته من موت محقق تركه ثلاثة اشهر فى غيبوبة افاق بعدها على ظهر مصاب وفقرات تآكلت الا انه لم يأخذ منه حبه الفطرى لذاك الوطن ومواصلة طريق الحياة وان كان قذ حول مجال عمله من عمليات وانطلاقات الى الجلوس على مكتب يكون فيه عين مصر الساهرة الكاشفة عن الفساد والفاسدين .

ولم يكن مكان عمله الجديد مختلفا كثيرا عن نظيره القديم وان اختلفت ساحة العمل ،فقد واصل فيه نفس نهج حياته فى تجميل وجه الوطن وازاحة كل مايشوهه بعيدا ان لم يكن القضاء عليه نهائيا ميسرا لديه ،كلفه ذلك الدرب ضريبة اخرى اضيفت لما دفعه سابقا وهى الارهاق والتعب والتشكيك والتشكك فى كل مايشعر به ولو لوهلة يؤذى الوطن باى صورة من الصور حتى مجرد الكلام بصورة استفزازية او اتهامية لقادات الوطن وقاماته ،لم يشكو يوما ولم يطلب شيئا فقط كان يريد ان يترك وطنا يليق باجداده الفراعنة ،كان يريد ان يرى بلده نمر افريقى ان صح التشبيه على غرار النمور الاسيوية المعتلية قمة التطور الاقتصادى العالمى الحالى .ويتمادى فى استرجاع عمره ويؤكد لنفسه انه راض عما كان عليه وان لم يرضى عن حال وطنه وعن كون عمره اقترب من نهايته ولم يحصد ثمار تعبه وشقاءه ولم يرى وطنه كما تمنى له وحاول ان يجعله ،وتتوافد عليه الاسئلة والارهاصات وكلها تنصب فى خانة هل كل من عاش على ارضك يامصر وشرب من نيلك واكل من مزروعاتك واستظل بسماءك ودمعت عينه على حزنك وتبسم وضحك لفرحك من حقه ان يطالبك يامصر بحقه فيكى ؟وطرح السؤال على نفسه بصفة خاصة واجاب قائلا انه يريده صبراااا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط