الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نرصد تاريخ الخيانات التركية للسعودية.. الاصطفاف التركي مع قطر ليس الأول .. والتقارب مع إيران يكشف مواقفها الباهتة.. وأنقرة لا تهتم إلا بمصالحها.. والرياض ربما تتعلم الدرس

صدى البلد

  • محلل سياسي: تركيا فضلت قطر لأنها ستدفع أكثر
  • إعدام باقر النمر كشف عن الازدواجية السياسية لتركيا في تعاملها مع الرياض
  • تركيا لا يمكنها الاستغناء عن إيران بسبب البترول وملف الأكراد

أثار الاصطفاف التركي إلى جانب قطر بعدما قطعت مصر والإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة، العديد من التساؤلات، خاصة أنه جاء بالتزامن مع الاصطفاف الإيراني أيضا إلى جانب قطر، وهو موقف يبدو متعارضا مع التطورات التي شهدتها العلاقات السعودية – التركية، بعد وصول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى عرش المملكة.

المثير في السياسة التركية خلال الفترة الماضية، هي قدرتها على الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع دولتين بينهما صراعات عابرة للحدود (السعودية وإيران)، فعلى الرغم من التصريحات العلنية التي كان تصدر من انقرة بشأن تبني بعض المواقف السعودية، إلا أن السياسة التركية على الأرض كانت تكشف خيانات تركيا للمملكة العربية السعودية، وتماهيها أكثر مع الجانب الإيراني، كما اتخذت تركيا مواقف رمادية باهتة فيما يتعلق ببعض القضايا محل الصراع بين السعودية وإيران.

ومن أبرز الأمثلة على السياسة التركية تجاه المملكة السعودية وإيران هو الموقف التركي من قيام الرياض بإعدام رجل الدين الشيعي، باقر النمر، ففي الوقت الذي اعتبر فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعدام نمر باقر النمر، شأنًا داخليًا سعوديًا، كان موقف الحكومة متناقضًا مع موقف الرئيس، حيث أعربت الحكومة عن أسفها لقرار إعدامه، وقال المتحدث باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش: "نحن نعارض كل أشكال عقوبة الإعدام خصوصًا لدوافع سياسية". بحسب وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، ووصف خطوة الحكومة السعودية بأنها لا تساعد على تحقيق السلام في المنطقة، مؤكدًا أن بلاده تربطها علاقات صداقة مع البلدين، ولا يريد لهما أن يقتتلا لهذا السبب، لأن هذا آخر شيء تحتاجه المنطقة.

وبعد هذه التصريحات، قام رئيس الوزراء التركي آنذاك، أحمد داوود أوغلو، بزيارة إلى طهران، كانت بمثابة مؤشر على رغبة أنقرة في الإبقاء على علاقات اقتصادية ودبلوماسية هادئة مع طهران، بسبب الملفات الأمنية المشتركة وعلى رأسها الأكراد، بالإضافة إلى حاجة تركيا للغاز الإيراني، وخلال الزيارة تعهد أوغلو بزيادة حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى 50 مليار دولار، على الرغم من أن وسائل الإعلام الإيرانية كانت قد سبقت هذه الزيارة بهجمة شرسة على تركيا واعتبرت انها متورطة مع السعودية في إعدام باقر النمر.

بعد زيارة أوغلو لإيران، وفي معترك الأزمة بين طهران والرياض، قام الرئيس الإيراني بزيارة تركيا للمشاركة في القمة الاسلامية، حيث التقى هناك بأردوغان، على الرغم من انسحاب الوفد الإيراني من جلسة البيان الختامي للمؤتمر، بسببب تضمنه إدانات لحزب الله.

كما برزت الخيانات التركية للسعودية في ملف المساعدات السعودية للجيش اللبناني، فعندما ألغت المملكة العربية السعودية صفقة أسلحة فرنسية كانت مقررة للجيش اللبناني بسبب رفض لبنان مضمون البيان الصادر عن الجامعة العربية والذي أدان حرق السفارة السعودية في طهران، ووصف حزب الله بأنه منظمة إرهابية، وبحسب وسائل إعلام لبنانية، بعد الموقف السعودي التقى السفير التركي لدى لبنان بمسؤولين في الحكومة اللبنانية وعرض عليهم قيام تركيا بإمداد الجيش اللبناني بالسلاح اللازم لمكافحة الإرهاب.

في السياق ذاته، قال المحلل السياسي الإماراتي، حمد المزروعي، في تصريحات لـ"صدى البلد" إن الاصطفاف التركي مع إيران ليس مستغربا، فتركيا لا تهتم إلا بمصلحتها فقط، وأضاف أن أردوغان يدرك جيدا أن قطر مستعدة لدفع فاتورة أو ثمن السياسات التركية المؤيدة لها، لكن هذا الأمر غير موجود في دول مثل مصر والإمارات والسعودية، وأشار إلى إحتمالية أن تقوم تركيا بسحب جنودها من قطر إذا ما وجدت عرضا أفضل من العرض القطري.

وفيما يتعلق بالملف السوري، فالمفترض أن وجهة النظر التركية تتفق مع نظيرتها السعودية المطالبة برحيل بشار الأسد من السلطة، لكن أنقرة في العديد من التصريحات الصادرة عن مسؤوليتها تماهت مع الموقف الإيراني الداعم لبقاء بشار الأسد، حيث قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم: يمكن اعتبار الأسد طرفًا في مرحلة انتقالية لكن لا يمكن أن يكون جزءًا من مستقبل سوريا".

ويرى الباحث بمركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، أحمد فاروق، أن تركيا لا يمكنها الاستغناء عن إيران بسبب اشتراكهما في ملف التهديدات الناجمة عن الكرد سواء في سوريا أو العراق أو إيران.