EN 
قال مصطفى حسني، الداعية الإسلامي، إنه ورد بالقرآن الكريم أربع آيات تُلخص قصة الكون، منوهًا بأنها في أول سورة الحديد.
واستشهد «حسني» خلال برنامج «رسالة من الله»، بما قال تعالى: «سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)» من سورة الحديد.
وأوضح أن الله سبحانه وتعالى يبدأ بالمعلومة الخفية على البشر، وهي أن جميع الأكوان من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة، كلهم يُسبحون بحمد الله تعالى، منوهًا بأن التسبيح هو الثناء على كمال الله، فليس في أفعاله عز وجل أي نقص، فالكون كله يشهد لله تعالى بجمال وكمال حكمته، في كل تصرفاته.
وتابع: وثانيًا أن هذه الأكوان المترامية الأطراف كلها في يد ملك واحد سبحانه وتعالى، ففي يده حياة المخلوقات وفنائها، وثالثًا أنه تعالى هو الأول فليس قبله شيء وهو الآخر فلن يبقى بعده شيء، وهو الظاهر في الكون بصفاته، حيث ظهر بقوته في عظمة البحار، وبجبروته فب ثقل السماوات، وبطنت صفاته تعالى في جمال الأزهار، وما نحوها، ومع كل هذا المُلك الفسيح، فلا شيء يخفى عليه، والرابعة أن الله تعالى استوى على العرش، استواء العظمة، ومع ذلك هو قريب جل في علاه، يعلم كل قريب وبعيد، يعلم عدد ما سكن في الليل، وأشرق عليه النهار، فكل شيء في الدنيا يراها الله عز وجل.
وأضاف أنه ووسط هذه الهيمنة العظيمة لله تعالى يختم الآية الكريمة بالحقيقة، التي نعلمها جميعًا، وهي أنه تعالى معنا، لافتًا إلى أن هذه المعية في الآية ليس مقصود منها المراقبة، التي تُحتسب بها الأخطاء، وإنما معية القريب، المراد بها الطمأنينة، فالأصل في الدنيا، أننا أتيناها لنشاهد كمال وجمال وجلال الله ، فنتعلق ونعيش رحلة الحب مع مالك الملك.
