الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخريف الخليجي !!


الأوضاع فى دول الخليج العربى، وتحديدا بعد موقفها ودول عربية أخرى فى مقدمتها مصر من إمارة قطر، مرشحة لتكرار سيناريو ما أطلق عليه البعض "الربيع العربى" الذى شهدته دول الشمال الإفريقى وسوريا واليمن، وذلك بهدف تغيير الخريطة الجيوسياسية فيها.

الأسباب التى انطلق على أساسها الربيع المزعوم فى تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، والمخطط والراعى لها والداعم أيضا، كانت مختلفة إلا فى قليل من العوامل ، وهو عامل الانتاج ، وكان الهدف الأسمى لتحقيق مصلحة للولايات المتحدة الأمريكية صاحبة التخطيط والأمر لبعض الدول بالتنفيذ ومنها قطر.

وكان المخطط الأمريكى واضحا وتم إعلانه منذ العام 2005 حينما أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك "كونداليزا رايس" عن مخطط الشرق الأوسط الجديد ، أو فك وتركيب الشرق الأوسط ، والذى على أساسه مارست أفعالا بدعم تيارات منها جماعة الإخوان المسلمين ، المصنفة مصريا وعربيا بالارهابية، لتنفيذ المخطط والإطاحة بأنظمة ، كانت تراها أمريكا عقبة فى طريق تحقيق هدفها الأساسى الذى يسعى فى النهاية للهدف الأكبر وهو تأمين وجود الكيان الصهيونى فى المنطقة.

ومع أحداث يناير من العام 2011 استطاعت أمريكا بمعاونة إمارة قطر أن تحدث تغييرا فى بعض الدول ، عل أهمها مصر التى لم تكن تربطها علاقة جيدة بأمريكا خاصة فى الفترة الأخيرة لحكم الرئيس السابق حسنى مبارك، وكذلك مع الكيان الصهيونى رغم اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل، واستطاعت فعلا أن تطيح بنظام مبارك فى مصر وزين العابدين فى تونس ومعمر القذافى فى ليبيا ، وعبد الله صالح فى اليمن ، غير أن النظام السورى استعصى عليها بفعل قوة عوامل الدعم له.

مع تطور الأوضاع وتعرض قطر لأزمات حادة سياسية واقتصادية ، نتيجة المقاطعة الخليجية لها ، وانتهاء مصلحة أمريكا مع قطر فيما يتعلق بالرغبة فى تغيير الأنظمة العربية ، وجدت قطر نفسها بلا حماية ، خاصة فى ظل تهديد أمريكا بنقل قاعدتى السيلية والعديد منها ووجود بدائل لها فى الخليج العربى.

فحاولت إمارة قطر أن تتجه إلى إيران هذه المرة علها تجد معها حماية لمصالحها ، وهو ما يفسر أسباب التقارب القطرى – الإيرانى وبمباركة تركية ، وهو ما ظهر جليا بعد قرار مقاطعة السعودية لقطر ، والذى أثر بشكل مباشر على توافر السلع الغذائية بها ، نظرا لإغلاق الحدود بينها وبين الرياض ، فسارعت إيران بالاعلان عن إرسال معونات غذائية لها.

ونرى فى التقارب القطرى – الإيرانى وبمباركة تركية ، أن مخططا جديدا يتم التفكير فيه لتكرار سيناريو ما يسمى بالربيع العربى فى دول الخليج ، فايران صاحبة مصالح حتى أنها تسمى الخليج العربى بالخليج الفارسى، وقطر لديها استعداد لشن حروب بالوكالة نيابة عن إيران والداعم التركى فى انتظار أى دور نظرا لأحلامه القديمة والوهم الذى يعيش فيه.

إذن السيناريو يكون برعاية إيرانية وانتاج قطرى ودعم تركى ، لتكرار ذات الأحداث بهدف تغيير الأنظمة الحاكمة فى كثير من دول الخليج العربى، وهو المخطط الذى تسعى تلك الأطراف لتحقيقه.

غير أن النجاح الجزئى لمخطط الشرق الأوسط – فى تصورى – لا تتوافر فيه عوامل النجاح فى دول الخليج العربى ، نظرا لطبيعة العلاقة التى تربط تلك الدول ببعضها ومجلس التعاون الخليجى ، فضلا عن حالة التماسك الخليجى ، بالاضافة لعدم تصادم مصالحها مع المصالح الأمريكية خاصة بعد قمة الرياض الأخيرة التى أظهرت تقاربا خليجيا مع أمريكا.

كل المعطيات السابقة تؤكد أن ما يتم التخطيط له هو خريف خليجى ، وأن عاقبته تتحملها دول تسعى لتنفيذه وفى مقدمتها قطر، التى لا تملك لنفسها من أمرها شيئا ، سوى أنها جاهزة بالمال لإنتاج أى مسلسل يحقق مصالح الراعى الأكبر وهو هذه المرة إيران.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط