الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بريطانيا أمام كارثة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.. مليون عامل أجنبي يستعدون للهجرة.. و"ماي" تقامر بمستقبل المملكة الاقتصادي.. وتطلب"إتاوة" من إيرلندا

صدى البلد

  • استطلاع: أكثر من 36% عامل أجنبي يستعد للخروج من بريطانيا بعد "بريكست"
  • ماي تطلب الدعم من إيرلندا رغم العداء.. ومجلس العموم البريطاني يواصل انتقاده لتيريزا ماي
  • رئيسة الوزراء البريطانية تطمئن مواطني الاتحاد الأوروبي وتكشف عن خطة لحماية مستقبلهم

عقب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، عن رغبتها في تبديد القلق الذي يعتري مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في بلادها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، يستعد أكثر من مليون عامل أجنبي مغادرة البلاد، ما يضع مستقبل المملكة المتحدة في أزمة حقيقية.

وكانت ماي قد أكدت، أمس خلال جلسة في مجلس العموم، أنها ستحمى حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي قائلة: "نريدكم أن تبقوا"، إلا أنها واجهت معارضة شديدة أبرزها من منافسها في الانتخابات العامة وزعيم حزب العمال المعارض، جيرمي كوربن، الذي وصف خطتها بأنها "شديدة التقصير وفات أوانها".

وفي آخر استطلاعات للرأي نشرته شركة الاستشارات العملاقة "ديلويت"، نرى أن نحو نصف العمال المهرة من مواطني الاتحاد الأوروبي (36%) يفكرون في مغادرة بريطانيا خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو الأمر الذي يرفع نسبة العمالة ذات المهارات العالية من دول الاتحاد الأوروبي إلى 47%.

وأظهر استطلاع الرأي أن بريطانيا بعد "بريكست" قد تواجه نقصًا في العمالة الأعلى مهارة أي الأكثر قدرة على التنقل ما قد ينتج عنه ضغط أكبر في الطلب على وظائف خاصة على المدى القريب جدا.

وذكر الاستطلاع أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي جعلها مكانا غير مرغوب للعمل فيه، حيث اتفق أكثر من 21 من الذين شملهم الاستطلاع و48% من العمالة الأجنبية المقيمة فيها على أن بريطانيا أصبحت دولة "غير جذابة" أو غير مستقطبة للعمل.

ويبدو أن العمالة الأجنبية في بريطانيا ليست مبالية بتعهدات تيريزا ماي، التي تحاول تعزيز موقف بعدما أبرمت اتفاقًا لدعم حكومة الأقلية التي تقودها، بالموافقة على تمويل إضافي بقيمة مليار جنيه إسترليني (1.27 مليار دولار) لإيرلندا الشمالية-التي ترغب في الانفصال عن المملكة-مقابل الحصول على دعم أكبر حزب بروتستانتي في الإقليم.

وهذا بدوره يعني أن البرلمان من المرجح أن يمرر في وقت لاحق من هذا الأسبوع قانون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالتفصيل في خطاب الملكة الأسبوع الماضي.

إلا أن الجنيه الإسترليني لم يستجب، مما يشير إلى أن اتفاقيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مسعرة في السوق، بحسب بيانات موقع "ديلي فيكس" المتخصص في البورصة.

وكشفت ماي أمس عن تفاصيل عرض قدمته في قمة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي بخصوص حماية مواطني الاتحاد الأوروبي عقب "بريكست".

حيث أوضحت أن مواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في بريطانيا بشكل معتاد ونظامي سيتم منحهم حق الإقامة الدائمة في حال إتمامهم خمسة أعوام، وسيكون من حقهم جلب أفراد أسرهم من بلدانهم إلى بريطانيا.

وذكرت أن تاريخ البدء، الذي سيتخذ أساسًا في حساب مدة إقامة مواطني الاتحاد الأوروبي المذكورين، لم يُحدد بعد، لكن الذين دخلوا البلاد بعد تحديد التاريخ سيمنحون مهلة عامين لتسوية أوضاعهم.

وأشارت إلى أن مواطني الاتحاد الأوروبي الحاصلين على الإقامة الدائمة سيستفيدون من مساعدات العمل والتعليم والمساعدات الاجتماعية.

ولن يكون تاريخ بدء حساب مدة إقامة مواطني الاتحاد الأوروبي قبل 29 مارس 2017، وهو تاريخ تفعيل بريطانيا لـ"بريكست"، فيما سيمنح للذين لم يُتموا مدة الخمس أعوام وفقًا للتاريخ الذي سيتم تحديده، الفرصة من أجل إتمامها وتقديم طلب الحصول على الإقامة الدائمة.

وتشترط بريطانيا من أجل حصول المواطنين الأوروبيين المقيمين على أراضيها (3 ملايين) أن يحصل مواطنوها المقيمون في الاتحاد الأوروبي والبالغ عددهم مليونا، على الحقوق نفسها.

وفي 23 يونيو 2016، أظهرت النتائج النهائية لفرز أصوات الناخبين البريطانيين حول عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، أن 52% من الناخبين صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد.

وأعلنت المفوضية الأوروبية، في 19 أبريل الماضي، أن المفاوضات الحقيقية المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستنطلق بعد الانتخابات المبكرة في المملكة المتحدة، في يونيو الجاري.

وبعد عضوية استمرت 44 عامًا، أطلقت الحكومة البريطانية، بداية أبريل الماضي، رسميًا عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي، عبر تفعيلها المادة 50 من اتفاقية لشبونة، التي تنظم إجراءات الخروج.