الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العيد في قنا يجمع بين نقيضين.. فرحة العيد تنتشر بين المواطنين والمقاهي والملاهي كاملة العدد.. والحزن يكتسي الوجوه في زيارة المقابر

صدى البلد

  • عيد قنا يجمع بين النقيضين "أفراح فى الأماكن الترفيهية.. وأحزان على المقابر"
  • زيارة المقابر والمعابد فى الأعياد عادة فرعونية توارثها أبناء قنا عن الفراعنة
  • المقابر طقس معتاد للكثير من النساء والمعابد طقس رئيسى للكثير من الشباب والفتيات
"العيد فرحة" بكل المقاييس وفى جميع الأحوال، حيث يشترك المسلمون فى جميع أنحاء العالم بفرحة العيد، لكن مظاهر الاحتفال بالعيد تختلف من مكان لآخر، فطقوس ومظاهر الاحتفال فى صعيد مصر خاصة فى القرى تختلف كثيرًا عن مظاهر الاحتفال به في القاهرة أو بقية الدول الإسلامية، فأيام العيد ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بزيارة المقابر والمعابد الفرعونية، بجانب الاحتفالات فى الأماكن الترفيهية.

فالمقابر تذهب إليها النساء والفتيات وبعض الرجال، أما المعابد فهى من أهم مظاهر الاحتفال لدى الشباب الصعيدي والأطفال ، وتعتبر هذه المظاهر موروثة من أيام الفراعنة ، وإن اختلف هدف الزيارة" فالفراعنة كانوا يذهبون الى معابدهم فى الأعياد لتقديم القرابين أما الأحفاد فيذهبون للتعرف على حضارة أجدادهم أو كنوع من المتعة"، وقد كان لقرب المعابد من أهالي الصعيد دور هام فى تأصيل وانتشار هذه العادة السنوية.

مظاهر الاحتفال بالعيد فى قنا، تبدأ قبل العيد بأيام، حيث تقوم النساء بصنع كعك العيد، ويقوم الرجال بشراء الملابس الجديدة لأفراد الأسرة وخاصة الأطفال الصغار، ثم تأتى ليلة العيد التى تقضيها معظم العائلات فى كى الملابس وتنظيف المنازل والدواوين لاستقبال المهنئين بالعيد، وتقوم العائلات الغنية والفقيرة على حد سواء بإرسال عيدية العيد لبناتهم المتزوجات حديثًا وتتمثل فى"نقود، كميات من البطاطس والطماطم والدقيق واللحوم" ، بعدها يستعد الجميع لصلاة الفجر فى جماعة يكبرون ويهللون عقب الصلاة، ثم تبدأ بعد ذلك صلاة العيد التى تتم فى الخلاء والساحات الكبيرة، بعدها يذهب الرجال والشباب لزيارة الأهل والأقارب والأصدقاء ويقومون بإعطاء العيدية للأطفال وتذهب النساء لزيارة الموتى فى المقابر، ثم ينطلق الشباب والفتيات بعد ذلك لزيارة المعابد.

وعن زيارة المعابد يقول مختار محمد موظف بهيئة الآثار، تفتح المعابد أبوابها لاستقبال زوارها المصريين وخاصة أبناء قنا فى عيدى الفطر والأضحى بشكل لا يحدث فى أى وقت آخر، وتقوم هيئة الآثار خلال هذه الأعياد برفع حالة الاستعداد لمواجهة الأعداد الكبيرة التى تقوم بزيارة المعابد، كما تقوم بتقديم تسهيلات لهم لزيارة معالم بلادهم دون متاعب أو تكاليف مالية.

يشير أحمد عبدالمقصود "مدرس" إلى أن مظاهر الاحتفال بالعيد فى قنا تختلف اختلافًا كليًا عن أى مكان آخر، فيوم العيد يتم قضاؤه فى التُرب" المقابر" لزيارة الموتى، ورغم أن الشرع نهى عن هذه الزيارة فى هذا اليوم لأنه يوم عيد وفرحة، إلا أن هذه العادة مازالت موجودة تقاوم أى محاولة للقضاء عليها، وزاد عليها للأسف توجه الشباب إلى المقابر لا للعبرة والعظة ولكن مثل أى مكان توجد به تجمعات.

ويضيف عبدالمقصود، كما أن الباعة الجائلين يستغلون هذه التجمعات البشرية الكبيرة الموجودة على المقابر لعرض بضاعتهم وتتمثل هذه البضاعة فى لعب الأطفال والسلاسل والخواتم الفضية، بالإضافة الى بعض الأكلات الشعبية المشهورة فى الأعياد مثل البليلة ، الترمس ، سندوتشات الفول والطعمية وعصير السوبيا والتمر ، وتلقى هذه المنتجات رواجًا كبيرًا فى ذلك اليوم.

وتوضح أمل وهبى "طالبة" بأن العيد فى قنا ليس مجرد الذهاب الى الكورنيش والنوادى والمتنزهات العامة، فغالبًا ما تكون زيارة هذه الأماكن ثانى أو ثالث أيام العيد، أما أول يوم فلا يخرج عن أماكن أساسية متعارف عليها منذ القدم وتتمثل فى زيارة "المقابر والجبانات–الأضرحة– المعابد سواء فى قنا أو الأقصر".

أما الأديب نور القفطى" باحث فى التراث الصعيدى" فأشار إلى أن النساء فى مصر القديمة كن يخرجن إلى المقابر فى المواسم والأعياد ويحملن على رؤوسهن السلال وهو ما كان يؤدى إلى تكدس المقابر بالقرابين" مآكولات- فواكه" و هذا ما نفعله الآن من إحضار فواكه و حلويات و كعك، وتأثرت حياتنا المعاصرة بالكثير من عادات الفراعنة سواء فى الأعياد أو الأفراح و الأحزان، و تم رصدها فى الكثير من المراجع والكتب.

ومن خلال عرض مظاهر الاحتفال بالعيد لدى أبناء الصعيد نجد أن العيد فى صعيد مصر يجمع بين النقيضين"الفرح والحزن"فرغم الفرحة بالعيد والتى تتمثل فى التكبير والتهليل وارتداء الملابس الجديدة والذهاب لتهنئة الأهل والأصدقاء ، إلا أن زيارة المقابر فى صبيحة يوم العيد تضفى نوعًا من الحزن وخاصة على النساء.