الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لمصر وللسيسي


عندما تقف ملايين المواطنين إلى جانب زعيم وتنتخبه رئيسا فهي في حقيقة أمرها تعلن التزامها بالمشروع الاستراتيجي الذي يحمله هذا الزعيم ويتعهد بتنفيذه، لكون هذه الملايين تدرك في قرارة نفسها أن هذا المشروع يمثل طموحها وامانيها وان من انتخبته يجسد قناعتها لقيادة السفينة نحو بر الأمان.. وفي هذه الحالة فإن عملية التقويم لمدى نجاح المشروع ولمصداقية قيادته محتم عليها أن تعاين المرحلة بكليتها فلا تتوقف عند زاوية هنا أو تحرك هناك أو قرار هنالك ثم تبني عليه موقفا هو كالمعول الهادم للتجربة كلها ..

صحيح أن الزعماء بشر يصيبون ويخطئون ولهم على الجماهير واجب الأمانة بمثل ما أن للجماهير حق النصح الصادق وفي كلتا الحالتين فإن هذا الواجب وذلك الحق ينبعان من أرضية واحدة هي شرف الولاء وشرف العهد.. وحينما يرى الزعيم أن عليه اتخاذ قرار معين لمصلحة وطنية أو قومية فهذا من حقه كما أن من حق الجماهير أن تعرف مؤداه لكن ليس من حق أحد أن يبني متراسا أمام هذا القرار ليتخذه منطلقا لنسف المسيرة كلها ..

فالضرورات وهي هنا المصلحة الوطنية والقومية تبيح المحظورات وهي هنا الأمن القومي والهدف الأعلى بكل تشعباتهما وتفاصيلهما وليس واجبا على قائد المسيرة أن يكشف كل شيء خاصة حينما تكون البلاد في حالة حرب مصيرية يتكالب فيها ضدها أعداء الخارج مع امتداداتهم الداخلية وما أكثرهم تنوعا ومصالح شخصية وفئوية. .

وهناك مثال من التاريخ القريب يتمثل في تجربة الوحدة بين مصر وسورية حينما قرر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر إلغاء اسم مصر للمصلحة القومية فأسماها الجمهورية العربية المتحدة وأبقى على هذا الاسم حتى بعد وقوع الانفصال الأسود وإلى ما بعد وفاته فهل لم يكن عبد الناصر وطنيا ؟ ليخسأ من يجرؤ على قول ذلك لكنها المصلحة القومية التي دفعته لهذا القرار دون أن يقلل ذلك من عظمة مصر أو من ريادتها للأمة العربية وللعالم الثالث ودول عدم الانحياز ..وقبلت الجماهير بهذا القرار ليس لانها خلعت ثوب الوطنية المصرية بل لانها وثقت بالقائد والمشروع الذي يحمله على كتفيه ..

ولا يختلف اثنان في مصر والأمة العربية على أن الملايين منحت ولاءها للرئيس عبد الفتاح السيسي إيمانا منها بالمشروع الذي ارتضى أن يحمله وهو كمن يقبض على الجمر لأنه حمل الأمانة وأمامه 45 دولة أجنبية ووكيلان لها هما تركيا وقطر وبعض الخليجيين قصيري النظر وكل هؤلاء يريدون تدمير مصر جيشا وشعبا واقتصادا وعمرانا ودورا وكيانا وطنيا ..لأنهم يعتقدون وهم على حق أن تحقيق هدفهم هذا سوف ينهي التاريخ والجغرافيا والإيمان والقيم في كل الأمة العربية فمصر هي واسطة العقد وحينما يقضى عليها سيتعرض العقد العربي والإسلامي كله للأنفراط. .أليس هذا ما ورد في مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟ وفي مقررات المؤتمر اليهودي العالمي عام 1982 في القدس المحتلة ؟ وفي مشروع هارت رودمان الأميركي عام 2001؟ وفي مشروع وكالة المخابرات الأميركية عام 2006؟ وفي مذكرات هيلاري كلينتون ؟ أليس هذا ما حصل في ليبيا وسورية والعراق واليمن ؟ أليس هذا ما كان ساري المفعول ومهيئا لتنفيذه خلال حكم الإخوان ؟ أم أن الذاكرة خانت الكثيرين منا..

الرئيس السيسي حمل دمه على كف كفدائي وخاض المعترك مستندا إلى أوسع عمق جماهيري ..وما حققه خلال ثلاث سنوات يدفع كل منصف للقول : أين كانت مصر وأين أصبحت ..وأين كانت الأمة العربية وإلى أين تتجه ..

لست في وارد تعداد الإنجازات خلال عهد الرئيس السيسي وبعضها أكبر من السد العالي مع احترامنا الجليل لرمزية السد العالي ..إنجازات عمرانية وتنموية مستدامة وتسليحية واصلاحية مع دور قيادي عربي وعالم ثالثي متوجة باصلب مراحل الوحدة الوطنية وخطوات جراحية استئصالية للفساد في كل اوكاره وخرائط طريق للنهوض الاقتصادي والقضاء على العشوائيات وأطفال الشوارع ولمواجهة الإرهاب وكل ذلك وفي كل يوم شهداء ميامين من أبناء الجيش المصري في سيناء أو تفجيرات تودي بحياة أبناء مصر أو ضغوط ومؤامرات غربية وإقليمية تكفي كل واحدة منها لتعطيل أي مشروع وتجميد أي دور !! 

وبعد ذلك كله ورغم ذلك كله تجد من يحمل معول التخوين والتشكيك والاتهام ويضرب به يمنة ويسرى ويتساوى في ذلك المتورطون مع من اغشي على أعينهم ..والهدف واحد هو نسف هذه التجربة التي تحدث العالم ونجحت وشكلت الضمانة الأخيرة لمصر وللعرب وللمسلمين..

أقول هذا الكلام لأن النفخ في موضوع تيران وصنافير بلغ مبلغا كبيرا ولن أستطيع أن أصدق أن مواقف إسرائيلية وغربية واخواتية وبرادعية وتركية وأميركية تلاقت في ذلك مع مواقف مصرية اعرف وطنية أصحابها. . قليلا من التروي والتفكير ودراسة الأبعاد بتجرد ومراعاة للمصلحة الوطنية والقومية ونظرة إلى التجربة من كل جوانبها بدل أن نظلم أنفسنا وأملنا وطموحنا والانجازات العملاقة المحققة على الأرض ..قبل أن نظلم رجلا التزم القرار الحر والموقف الشجاع.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط