الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«السلفية» بين تشتيت الأوطان وتدمير الأمم ..!


هي مطية صهيونية بامتياز.. جعلت واقعنا يتصدع أسفل هؤلاء..
راقصة على منبر.. غبي يقود مركز أبحاث.. جاهل يتولى وزارة للثقافة.. عنتيل يلقى درسًا للفضيلة.. ممسوس العقل يتصدر موقع يعمل على تأصيل النظر في النص.. عميل يقود وطنًا ويسرب أسراره لأنظمة معادية.. جماهير من غوغاء وجهلاء وسطحيين منبطحين كشعوب تنعق مع كل ناعق .. مسمار النار يغلي في رؤوس تتجهز للقتال .. تسويق القتل كفضيلة ينصلح بها الحال .. أمم فوق الأطلال يرونها منحة من العلي القدير واختبار يمحص الإيمان..!!

هذا الفكر المجنون الذي لا يؤمن بالتعدد ولا يعاشر وجهات النظر والذى يملك نمطا استعلائيا إقصائيا هو تعبير عن أزمة عقلية ومرض نفسي تحالفا على ضخ المنتوج السلفي في واقع يتسم بالبساطة والغباء..

هذا الواقع تستثمر فيه أجندات المخابرات التي تعيش مع "صرر الدنانير" حول تدين باهت يُجمل الصدق وهو يكذب ... يدين الاعتداء وهو يقتل .. يمارس الفحش وهو يرفع عقيرته بوجوب الستر .. ينادي بوحدة الأوطان ومهاجمة الغزاة وهو يغزو البلاد الآمنة ويقسمها على أساس مناطقي أو عرقي أو مذهبي خدمة لمشاريع الصهاينة..!!

كنت استغرب جدا قبل خمس سنوات من وقوع الربيع العربي المدمر في كامل منطقة الشرق الأوسط عندما يتم الإعلان عن بعض التسريبات حول الخرائط المتوقعة لتقسيم المنطقة بفعل يراعي مصالح الصهاينة من خلال تفكيك الطوق الصامد الصلد حول إسرائيل التي قامت على أشلاء وطننا الفلسطيني .. واستغرب وقتها كيف سيمر هذا المخطط .. ؟
من سيقوده ويتبناه .. ؟
وكيف سيعملون عليه مع معرفة الناس به وتحذير الكثيرين منه ...؟

وفجأة ظهرت السلفية المجنونة بالدماء والمهووسة بالقتل .. لتعيد لزماننا إجرامها القديم وبالفعل بدأ مشايخها في اشاعة صورة من الشرف حول ما أسموه بالفتوحات الإسلامية التي لم تكن إلا قتلا وقهرا ولصوصية اختبأت خلف السيوف لسرقة الأمم الحضارية الكبرى صاحبة الثراء على يد لصوص الصحراء الذين جاءوا بجوعهم ليشربوا أنهارا من عسل عذب مصفى رضعوه من النيل والفرات ..

وبدأ مشايخ السلفية النفخ في بوق التمييز الطائفي والمذهبي وصبوا جام غضبهم بحرفية مدفوعة الأجر على المذاهب الإسلامية الأخرى ولم ينل الصهاينة منهم لا خطبة واحدة ولا أذى ..

وكان المطلوب تفكيك التماسك الاجتماعي لدول المنطقة وما كانت تمتاز به بعض المجتمعات من تعايش وتعددية تراها أحد روافد قوتها عندما تصنع من هذا التعدد فسيفساء جميلة تباهي بها الأمم المتحضرة الأصيلة ..
كما كان واقع العراق وبلاد الشام بكل ما فيها من أعراق ومذاهب وطوائف ومع ذلك فالجميع في تعايش وتواصل..

هنا بدأ النبش السلفي ضد الحياة وقيم المستقبل ... استغفل البسطاء .. سحب لراياته الجهلاء .. أطعم اللصوص .. جند بعض الفصوص .. رأينا تحت راياتهم من كان معروفا بتجارة المخدرات وإذا به قائدا للواء جند الإسلام .. ومن كان قوادا يعمل على أبواب الحانات فإن به يقود لواء عمر وخالد وامتد الأمر حتى وصل بهؤلاء إلى ابي سفيان ويزيد ..

على الطرف الآخر ممول الفتنة والساهر على تمرير سطورها كان جاهز خارج الحدود بمزيد من المال والتسليح حتى وقعت الواقعة تحت عنوان ثورة هي من الكبائر في الفكر السلفي ...!!

وشملت الفتنة كامل المنطقة التي تشقق نسيجها الاجتماعي حتى وصل بها الأمر إلى أن يصبح معروضا تحت رواق المنظمات الدولية نطاق الأوطان الفيدرالية وفكرة استقلال الأقاليم على أساس مذهبي وعرقي اتقاء لمزيد من الدماء .. وهكذا حوّلت السلفية بلادنا من أوطان موحدة إلى ولايات متناحرة يملأ الدخان أفقها فيما بقيت سماء تل أبيت المحتلة صافية من الأذى معافى من الضرر ....!!

لتبقى مسئولية الشعوب التي فلتت والدول التي انتصرت أن تفهم بعمق ما صنعته السلفية في الشرق في مقاربة لما صنعته النازية في الغرب من دمار للأمم وتشتيت لكل وطن مسه سمها وناله بوقها ..!!

تجريم الفكر السلفي الذى ينسل إلى المجتمعات من باب العقيدة والسنن لينتهي بها كصورة من صور الدمار الذي يسحق أي تطلع للمستقبل أصبح أكثر من ضرورة ...

فكل فكر لا يقبل التعايش ولا يؤمن بالتعدد .. ولا ينحاز للمستقبل هو عدو يورث مجتمعاته الفناء ..
وإلا أتوني بمجتمع سلفي أو وطن يعتمد السلفية كمعتقد أو بلد دخلتها السلفية كتيار .. ونجت من التكفير والتفجير والدمار والفتن .!!
آتوني بوطن أو مجتمع سلفي ناجح ومتطور أو أنه يؤسس لأمل من الممكن أن يخرج بالنجاح للعلن ..
لو فعلتم فسطوري أعلاه ليست إلا مجانبة علنية للصواب ..

ولأنها حق ... فلن تفعلوا ولو بعد حين .. ولن تحصلوا على هذا الوطن أو المجتمع لا في التاريخ ولا في الواقع....!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط