الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«حسين رياض» عدو السينما الأول.. تحول لأحد أبرز روادها عبر التاريخ

صدى البلد

لم تحظ بدايات دور العرض في مصر منذ بداية نشأتها بأي اهتمام من جانب الفنانين الكبار وأصحاب الفرق المسرحية الشهيرة، والتي كانت تنشط في شارع عماد الدين، ليس كذلك فقط بل بعضهم كان يظهر في حوارته أو تصريحاته للصحف الفنية في تلك الفترة العداء الشديد للسينما لأنها وقتها كانت صامتة وكان بعضهم يظن أنها ستساهم في قطع عيشه أو على الأقل يرفضونها من حيث المبدأ.

من بين هؤلاء الفنانين من أظهروا كرهًا كبيرًا لدور العرض منذ دخولها مصر ونجاح العرض الأول للسينما في صالة "سانتي" بمحافظة الإسكندرية 1897، وهو ما دفع جريدة "المؤيد" لاستطلاع رأي الفنانين في هذا الاختراع الذي ينافسهم رغم اعتماده على السينما الصامتة والمفهماتية الذين يقومون بشرح الفيلم للجمهور.

في هذا الشأن قال حسين رياض: «لذة الصوت الطبيعي وظهور الشخص بذاته أمام المتفرجين لا يوازيهما سماع أو مشاهدة خيال لا حياة فيه ولا روح».

بعدها واصل حسين رياض هجومه على السينما، لكن مع وصول التطور للسينما والصوت والصورة وبداية تنفيذ أفلام رواية كان هو أحد أكثر من شارك في أفلام طوال تاريخه.

حسين محمود شفيق، المولود في حي السيدة زينب لأب مصري وأم سورية عام 1897، كان أبوه ميسور الحال يصطحب أبناءه الثلاثة حسين ومصطفى ومحمد فؤاد الذي أصبح فنانا شهيرا هو الآخر، إلى مسرح سلامة حجازي لمشاهدة المسرحيات، وقتها أحب حسين الفن بشكل كبير وظل عالقًا في رأسه الانضمام لهذه الفرق.

دخل حسين رياض الكلية الحربية لكنه لم يستمر فتركها وكون فريقا لهواة التمثيل مع يوسف وهبي وأحمد علام وعباس فارس وحين فايق وغيرهم، تتلمذوا جميعًا على يد إسماعيل وهبي، الشقيق الأكبر ليوسف وهبي، وحقق نجاحا كبيرا في ذلك الوقت.

رغم هجومه على السينما من قبل، لكن مع انطلاق السينما الناطقة، قدم أفلاما مثل "الدفاع"، و"سلامة في خير" و"لاشين"، وتوالت أعماله السينمائية ولم تتوقف مشاركته حتى وفاته، فقدم خلال مسيرته أدوار الخير في معظم أدواره باستثناءات قليلة، وعُرِف بدور الأب الحنون في العديد من أدواره، واشترك في العديد من الأعمال الشهيرة والمعروفة في السينما المصرية، وقد قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1962 بتكريمه بوسام الفنون.

اختلفت الأقوال حول عدد مجموع أعماله السينمائية، ولكن المؤكد أنها لا تقل عن 147 فيلمًا، بخلاف السينما قدم للمسرح حوالي 140 مسرحية من أشهرها: "عاصفة على بيت عطيل"، و"تاجر البندقية"، و"لويس الحادى عشر"، و"أنطونيو وكليوباترا"، و"مدرسة الفضائح"، و"القضاء والقدر"، و"الناصر"، و"العباسة"، و"شهر زاد"، و"العشرة الطيبة"، و"مضحك الخليفة"، و"مصرع كليوباترا"، و"الأرملة الطروب"، و"الندم"، وقدم أيضًا نحو 150 عملًا إذاعيًا.

في العام 1965 توفى حسين رياض قبل أن يكمل فيلمه الأخير "ليلة الزفاف" وهو يؤدى دوره أمام الكاميرا إثر أزمة قلبية، وفي رصيده ما يقرب من 178 فيلمًا، ومائتي مسرحية، و32 عملًا تليفزيونيًا.