الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قرقاش يفتح النار على قطر: سلوك الدوحة يمثل قلقا عالميا بسبب ثرواتها الضخمة.. ويؤكد: الحرية مخصصة للتصدير الخارجى فقط

وزير الدولة الاماراتى
وزير الدولة الاماراتى للشئون الخارجية يفتح النار على قطر

  • وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية أنور قرقاش:
  •  قطر أشبه بـــ"ثائر يبحث عن "قضية"
  • لابد من حل إقليمي للأزمة يخضع لمراقبة دولية
  • الحرية التي تزعم قطر توفيرها مخصصة فقط للتصدير الخارجي
  • إيران ستحاول الاستفادة من السلوك القطري بشكل رئيسي

أكد وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، أن هناك حاجة إلى حل إقليمي للأزمة مع قطر يخضع لمراقبة دولية لضمان وقف عمليات تمويل تتولى الدوحة توفيرها لتنظيمات متشددة، معتبرا أن سلوك قطر يمثل قلقا عالميا بسبب ثرواتها الضخمة، مشبها إياها بأنها "ثائر يبحث عن قضية" وقد وجد ضالته في التيارات الجهادية.

وفي خطاب ألقاه بمعهد تشاتام هاوس البريطاني، وصف قرقاش الخلاف بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر بأنه جدي، وقال: "الأمر ليس مجرد خلاف يتضمن دولا خليجية ومعها مصر لأن الخطر المترتب على وجود دولة فائقة الثراء مع 300 مليار دولار من الاحتياطيات المالية قررت ربط نفسها بالإرهاب والجهاد هو أكبر بكثير من ذلك".

ونفى قرقاش أن يكون سبب الخلاف مع قطر هو موقفها المغاير لمواقف الدول الخليجية الثلاث، مشيرا إلى أن الكويت وسلطنة عُمان مثلا لديها مسارات دبلوماسية مستقلة اتخذتها دون إحداث أزمة، كما قال إن القضية لا ترتبط بمسائل حرية التعبير التي اعتبر أنها "غير موجودة أصلا في قطر"، مضيفا: "الحرية التي تزعم قطر توفيرها مخصصة فقط للتصدير الخارجي".

ونفى ربط الأزمة مع قطر بوجود قيادة سياسية جديدة في السعودية أو أمريكا، موضحا أن الرئيس الأول لدولة الإمارات العربية، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كانت له مواقف عبّر فيها عن قلقه من توجهات ولي عهد قطر آنذاك، الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة، ودعاه إلى العمل ضمن روحية مجلس التعاون الخليجي.

وتابع: "إن الأمر لا يتعلق بإيران، رغم أن طهران ستحاول الاستفادة من السلوك القطري بشكل رئيسي، وقبل أي شيء آخر، يتعلق بالدعم الذي قدمته طوال العقدين الماضيين واحدة من أغنى دول العالم إلى الحركات الجهادية في الشرق الأوسط، وإلى أشخاص وتنظيمات، بعضها على صلة بالقاعدة".

واتهم دولة قطر بإنفاق المال لزعزعة أمن المنطقة ودولها، بما فيها مصر، مبديا تفهمه بـ"قلق" العديد من الدول حول العالم بسبب الأزمة التي تعصف بالخليج بعدما كانت المنطقة "واحة استقرار في الشرق الأوسط"، مشيرا إلى أن الكثير من المسئولين في أمريكا وأوروبا يدركون "الازدواجية القطرية".

قرقاش قال أيضا إن الحكومات الغربية تدرك "الدور التدميري الذي لعبته قطر في سوريا وليبيا" على حد تعبيره، مضيفا أن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية أشار إلى تمويل قطري لجبهة النصرة، معتبرا أن ذلك أدى إلى الإضرار بجهود دعم المعارضة المعتدلة غير الجهادية التي كانت تواجه نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتابع: "بسبب هذا الأمر يجد السوريون أنفسهم اليوم وهم مضطرون للاختيار بين وحشية الأسد وقسوة داعش والقاعدة".

وتحدث قرقاش أيضا عن دور قطر في دعم التنظيمات الإسلامية المتشددة في ليبيا وبينها "الجماعة الإسلامية المقاتلة" و"أنصار الشريعة"، وقال: "السلوك القطري بات معروفا لدى الحكومات الغربية بأنه سلوك مدمر وهذه الحكومات تريده أن يتوقف".

ووصف قطر منذ عام 1995 بأنها تتصرف مثل "ثائر يبحث عن قضية"، وأنها عثرت على ضالتها تلك في الحركات الجهادية، مضيفا: "نريد حلا دائما وليس حلا يطيل الأزمة.. الدبلوماسية ستبقى مسارنا الوحيد، وقد قلنا في السابق إننا لن نصعّد الأمر بما يتجاوز الإجراءات السيادية التي يكفلها لنا القانون الدولي".

وتابع: "نريد حلا إقليميا ومراقبة دولية. يجب أن نكون متأكدين أن قطر التي تمتلك 300 مليار دولار من الاحتياطيات المالية لن تكون بعد اليوم راعية رسمية أو غير رسمية للإرهاب والجهاد. بدون هذا التغيير في السلوك فسيكون من مصلحتنا مواصلة البحث عن مسار منفصل عن المسار القطري".

ورأى قرقاش أن الضغط الذي مارسته الدول الأربع على قطر "بدأ يثمر"، مستدلا على صحة موقفه بتوقيع الدوحة مؤخرا لمذكرة تفاعل مع الولايات المتحدة لمحاربة تمويل الإرهاب، إلى جانب تعهدها لواشنطن بمراجعة قائمة الأفراد والكيانات المتهمة بالإرهاب التي أذاعتها تلك الدول وربطتها بقطر، كما أكد أن الدول المعنية مصرة على مواصلة السير في هذا الخيار الذي رأى أنه الأصلح للرؤية الدينية الإسلامية الصحيحة.