الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الغرب يتلاعب بـ«حل الدولتين».. تأكيد قادة أوروبا عليه لذر الرماد فقط.. وإسرائيل لن تسمع صوت فلسطين بسبب ضعف العرب الذين فقدوا حتى «الكلام» للدفاع عن القضية العربية

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية - صورة أرشيفية

خبراء عن تأكيد الغرب على تمسكه بحل الدولتين:
  • سفير فلسطين السابق بالقاهرة: تشدق الغرب بحل الدولتين لإدراكهم أن «العرب أمة كلام»
  • عضو المجلس الوطني يكشف: «صفقة القرن» لمحو اسم فلسطين من الوجود
  • مؤرخ سياسي فلسطيني: العرب فقدوا القدرة على الدفاع عن فلسطين حتى بـ«الكلام»

خلال لقائه برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا تؤكد دعمها لحل الدولتين لإنهاء القضية الفلسطينية.

السطور التالية تسلط الضوء على تأكيد قادة الغرب الدائم على دعمهم لحل الدولتين لإنهاء القضية الفلسطينية، مع الوقوف على إمكانية إجبارهم لإسرائيل على الانصياع لهذا الحل.

ففي هذا السياق، قال السفير بركات الفرا، سفير فلسطين السابق بالقاهرة، إن القادة الغربيين لا يتركون مناسبة تجمعهم بنظرائهم الفلسطينيين أو الإسرائيليين إلا ويؤكدون أن حل الدولتين هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية، وهذا التأكيد نابع من أنهم يدركون أن العرب «أمة كلام» فقط، لذا يعطونها «مسكنات» من التصريحات التي لا تنفع ولا تضر.

لا يمكنها إجبار إسرائيل
وأضاف «الفرا» أن أوروبا لا تستطيع إجبار إسرائيل على الانصياع لحل الدولتين، والوحيد الذي يستطيع ذلك هي الولايات المتحدة الأمريكية وهي منحازة بصورة كبيرة لإسرائيل، ولا توجه أي لوم لها على أي تعنت أو تشدد تجاه الفلسطينيين، لافتا إلى أن مصالح الأمة العربية تسير على قدم وساق مع أمريكا.

وأوضح أن العرب الآن يستقوون بأمريكا على بعضهم البعض، والدول الغربية ترى أن الأمة العربية لم تعد قوة يحسب لها حساب وبالتالي فهي لا تؤثر على مسار الأحداث، فنحن مفتتون داخليا وابتلينا بالإرهاب الذي يحصد أرواح أبنائنا، فالفلسطينيون أنفسهم منقسون لما يزيد عن 11 عامًا.

العرب أمة مريضة
وتابع: أن أكبر دليل على أن الأمة العربية أصبحت مريضة إلى حد الموت هو إغلاق الاحتلال للمسجد الأقصى في وجه المصلين للمرة الأولى ولم تحرك دولة عربية ساكنًا.

فيما قال الدكتور غازي فخري، عضو المجلس الوطني الفلسطيني، إن الدول الغربية مقتنعة تمامًا بحل الدولتين، ودائما ما يتبنونه  ويشددون عليه، لكن لا أحد فيهم يستطيع الوقوف في وجه الولايات المتحدة الأمريكية لإجبار إسرائيل على الانصياع لهذا الحل.

إسرائيل لا تريد حل القضية
وأضاف «غازي» أن إسرائيل لا تريد حل القضية الفلسطينية بل أنها تسعى جاهدة إلى محو اسم فلسطين من الوجود كليا بمساعدة أمريكا عن طريق مخطط «صفقة القرن» وهي تحويلها إلى منطقة كونفدرالية لتكون غزة تابعة لمصر والصفة الغربية تابعة للأردن، ولذا تسعى بشتى الطرق للتطبيع مع الدول العربية.

وأوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يحدد موقفًا واضحًا تجاه حل الدولتين، بل إنه أكد مرارًا على أن إقامة دولة فلسطينية ليس شرطا للسلام في الشرق الأوسط، في حين أن الاحتلال يستغل المفاوضات ليتوسع في الاستيطان ويمحو الوجه الإسلامي للمدينة كما رأيناه يغلق المسجد الأقصى في وجه المصلين لأول مرة في التاريخ والآن يضع بوابات إلكترونية على أبوابه ما أدى لرفض المصلين الدخول منها وتفضيل الصلاة خارجه.

فقدنا القدرة على الدفاع عن القضية
وفي السياق ذاته، قال عبدالقادر ياسين، المؤرخ السياسي الفلسطيني، إن العرب فقدوا القدرة على الدفاع عن فلسطين حتى بالكلام كما كان يحدث أن يشجبوا وينددوا بممارسات الاحتلال، ولكن بعد إغلاق المسجد الأقصى لأول مرة لم نسمع صوتا عربيا يدين ذلك، وهذا يعني أن إسرائيل لا يمكن أن تسمع لمطالبنا نحن الأضعف.

وأضاف «ياسين» أنه قبل أن نحدد إن كان الغرب يتبنى حل الدولتين كحل للقضية الفلسطينية حقيقة وأنه قادر على إجبار إسرائيل على ذلك، يجب أن نتساءل هل يمكن تحقيق أي حلول على أرض الواقع بدون ميزان قوي؟ الإجابة لا، وللأسف ميزان القوى في صالح إسرائيل؛ لذا فهي لا تسمع لنا وتنفذ مخططها للتوسع في احتلال الأراضي الفلسطينية.

الأوضاع العربية المتردية
وأوضح أنه في ظل هذه الأوضاع العربية المتردية لن يكون هناك أي حل للقضية الفلسطينية؛ لأن الحل يأتي بميزان القوى، فكما قال فريدريك الأكبر: «دبلوماسية بلا سلاح كموسيقى بلا أدوات موسيقية»، لافتًا إلى أن حديث الغرب عن حل الدولتين دون امتلاك القوة اللازمة لتحقيقه مجرد تضييع للوقت وذر الرماد في العيون عربيا وإقليميا.