الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«ضياء الدين داود».. وزير «عبد الناصر» للشئون الاجتماعية.. شارك في ثورة يوليو مع زعيمها وأسس للناصرية في دمياط

صدى البلد

  • عمل وزيرا للشئون الاجتماعية في عهد عبد الناصر
  • سجن في عهد السادات.. وعارض مبارك
  • الدمايطة استقبلوه بزفة بعد رفع العزل السياسي عنه

عند الحديث عن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بمحافظة دمياط، يتبادر إلى الأذهان اسم الراحل ضياء الدين داود، ابن مدينة الروضة التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط، كأحد أبناء دمياط وأحد أشهر الناصريين بمصر، حيث ظل ضياء الدين داود، رئيس الحزب الناصرى، رمزا للناصريين بدمياط.

رحل ضياء الدين داود، رئيس الحزب الناصري، عن عالمنا في السادس من أبريل عام 2011 ولم يتزوج قط طوال حياته، ولكن كان يعتنى بأبناء أشقائه من البنين والبنات وكانوا جميعا في منزلة الأبناء لديه.

تولى داود وهو شاب وزارة الشئون الاجتماعية مع جمال عبد الناصر، وتحمل عبئًا كبيرا فى عملية تهجير أبناء مدن القناة إلى داخل محافظات مصر، والتى تمت بعد نكسة 5 يونيو 1967.

تميز ضياء الدين داود من بين جميع السياسيين المصريين، بأنه لم يترك مسقط رأسه فى قريته الروضة بدمياط، وهو وزير، ثم بعد ذلك، فقد كان يقضى منتصف الأسبوع فى قريته، والنصف الآخر فى القاهرة، ولهذا ارتبط بقضايا الفلاحين وبسطاء الناس الذين عاش وسطهم، ولم يتركهم حتى آخر نفس من حياته، ولهذا استقبله أهل الروضة بالزفة يوم أن قررت المحكمة إسقاط قرار عزله سياسيًا.

كان يوجد بمنزله مكان عبارة عن صالون ثقافي واجتماعى وسياسي يجتمع فيه مع كبار رجال الدولة ومجلس الوزراء، وشهدت قرية الروضة مسقط رأسه الكثير من الزيارات لعدد كبير من كبار رجال الدولة والمشاهير من رجال السياسة.

عاش ضياء الدين داود خلال حكم مبارك يعمل بمجال المحاماة، وكان من أشهر المحامين في دمياط، وخلفه في نفس المهنة والعمل العام ابن شقيقته النائب البرلمانى ضياء الدين داود والذى يحمل نفس الاسم.

عند التطرق إلى الحياة الشخصية والعامة لداوود نجد أنه المولود في 27 مارس 1926 في الروضة، مركز فارسكور بدمياط، وتخرج في حقوق القاهرة في 1949، وبين عامى 1964 و1971، انتخب عضوًا في البرلمان عن دائرة فارسكور، وفى 1968 عين وزيرا لشئون مجلس الشعب، ثم وزيرا للشئون الاجتماعية في 1968، وتولى عملية تهجير أبناء مدن القناة لمحافظات مصر بعد نكسة 5 يونيو 1967.

وفى 15 مايو 1971 تم القبض عليه مع العشرات من القيادات التي عملت في نظام عبد الناصر ووصفها السادات بـ«مراكز القوى»، وبقى داوود معتقلًا من 1971 حتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى واستطاع قضائيًا إسقاط قرار السادات بعزله سياسيًا هو ومجموعة 15 مايو وحرمهم من ممارسة العمل السياسى.

قضى ضياء الدين داود خلف أسوار السجن سنوات بدأت منذ عام 1971، واستمرت حتى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، وخرج بعدها ليواجه فصلًا قضائيًا طويلًا لإسقاط قرار السادات بعزله سياسيًا هو ومجموعة 15 مايو، وهو القرار الذى جرد هذه المجموعة من جميع حقوقهم السياسية وحرمهم من ممارسة العمل السياسى رسميا.

ولم ينتظر داود قرار المحكمة فى ذلك، والتى أسقطت قرار السادات، بل ظل يمارس العمل السياسى شعبيًا، وساهم فى تجربة الحزب الاشتراكى العربى الناصرى تحت قيادة فريد عبد الكريم، ثم حصل على حكم قضائى بإسقاط قرار عزله سياسيا، ليخوض على أثرها انتخابات مجلس الشعب عام 1990، وفاز باكتساح فى دائرة فارسكور بدمياط.

تصدى داود بعد ذلك إلى تأسيس الحزب الديمقراطى العربى الناصرى عام 1992، وأصبح رئيسًا للحزب بعد أن قضت المحكمة بحكمها لصالح خروجه، وفى تجربة الحزب الكثير مما يقال معه أو ضده، لكن فى الحالتين ظل الرجل متمسكا بمبادئه، التى وضعته فى قلب المعارضة لحكم مبارك، ولم يحد عن مواقفه الرافضة لنهج الخصخصة، والسياسية الاقتصادية التى أدت إلى مزيد من الفقر، ونهج كامب ديفيد، وهو ما أدى إلى إسقاطه فى الانتخابات بعد ذلك.