الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«المسجد الأقصى» يفضح نخوة العرب!


تعتبر القضية الفلسطينة في رأيي هي قضية حياة أو موت بالنسبة للعرب أو لإسرائيل على حد سواء، لما تمثله للعرب "مسلمين ومسيحيين" من قيمة ومكانة دينية وتاريخية، والمتابع بدقة لثورات ما تسمى "الربيع العربي" يدرك ولأول وهلة أنها لم تكن أصلا ثورات عربية بل ثورات عبرية بامتياز، تم هندستها بواسطة الكيان الصهيوني والقوى المتحالفة معه مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأنظمة العربية العميلة مثل قطر وتركيا لإلهاء الشعوب العربية عن جوهر القضية الفلسطينية ليتقاتل ويتطاحن العرب في حروب وثورات وهمية يقضون على أنفسهم بأيديهم.

وهو الأمر الذي أفسح المجال وفتح الباب على مصراعيه لقوات الإحتلال الإسرائيلي لتعيث فسادا في المدينة المقدسة وتتوغل بخطا ثابتة وهي آمنة مطمئنة في الاستيطان، ويساعدها في ذلك بعض الأنظمة العربية التي باعت قرارها وإرادتها وانبطحت انبطاحا لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينة والقدس المحتلة "أورشليم"، ولعل الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأيام الماضية في باحات المسجد الأقصى الذي يعد أحد أهم المقدسات الإسلامية في العالم، ومنع المصلين من الصلاة في المسجد بعد الاعتداء عليهم وغلقه في وجوههم ومحاصرته من قبل مستوطنين يهود في سابقة تاريخية خطيرة لم ولن تحدث من قبل يكشف النقاب ويزيح الستار عن حقيقة ما آل إليه العالم العربي وحكامة اليوم، ويوضح فُجر وقُبح عمالة بعض الانظمة العربية لإسرائيل.

هذه الأنظمة الحاكمة التي هانت عليها المقدسات وهانت عليها صرخات شعوبها التي تستصرخ كل يوم لإنقاذ المسجد الأقصى وتحريره ولكنهم سدوا آذانهم عن هذه الجريمة النكراء مقابل الحفاظ على كراسيهم وممتلكاتهم في البنوك الخارجية، نعم.. بل وهناك بعض الأنظمة العربية تقمع من يحاولون التظاهر ضد جريمة محاصرة المسجد الأقصى واقتحامه من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي، فبعض الأنظمة العربية العميلة كما أكدت مرارا مستعدة أن تبيع أي شيء ولو كرامتها ومستعدة أن تعمل عجين الفلاحة لكي تؤّمِن بقائها في الحكم وكي لا تحاكم أيضا على جرائمها اللا إنسانية بحق شعوبها المغلوبة على أمرها، وإنني من هنا أطالب وبشكل فوري باجتماع طارئ لرؤساء وملوك وأمراء الدول العربية لإدانة هذه الجريمة البشعة ومحاسبة من ارتكبوها إن كانوا يمتلكون ذرة من النخوة والكرامة وإن كانوا بالفعل عربا ومسلمين حقا؟

كما أطالب باجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأيضا مجلس الكنائس العالمي بإدانة هذه الجريمة لأن الاعتداء على المقدسات سواء إسلامية أو مسيحية أمر مرفوض ويتنافى مع كل القيم الإنسانية والأعراف، ولعل أيضا صمت الحكام العرب عن هذه الجريمة سيدفع بالبلطجة الإسرائيلية للتوغل في المقدسات والإستيطان واستباحة حرمة المسجد الأقصى بشكل أكثر ضراوة وفظاعة في الأيام المقبلة وربما يدفع الصمت العربي على هذه الجريمة للجوء قوات الاحتلال بهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل عليه، وهنا أمام الأنظمة العربية خياران لا ثالث لهما إما أن تنحاز لحماية المقدسات وصرخات شعوبها المطالبة بإنقاذ الأقصى، وإما أن تثبت للعالم بالبرهان أنها أنظمة عميلة ومزروعة في قلب العالم العربي وتقوم بدور الشرطي الذي يعمل لدى إسرائيل لتأديب شعوبهم وإظهار العيون الحمراء لهم متى ثاروا أو صرخوا أو انتفضوا للانتصار للمسجد الأقصى؟

أما عن دور جامعة الدول العربية إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى فحدث ولا حرج، فلم يخرج التحرك عن إدانة الجريمة، وكأن الجامعة العربية باعت قراراها للصهاينة وهو ما يؤكد أن هذه الجامعة المسماة "العربية" في رأيي لم تكن يوما جامعة ولم تكن في الغالب عربية، ورحم الله النخوة التي يبدو أنها شيعت إلى مثواها الأخير على يد بعض الأنظمة العربية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط