الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قالوا عن "البخاري".. الإفتاء: أمير أمراء صنعة الحديث.. و"جمعة": الملاحدة لم يستطيعوا النيل من القرآن فشككوا فيه.. والجندي: "أعداء الإسلام هيموتوا منه وهيتشلوا من مسلم"

صدى البلد

  • فى ذكرى مولد الإمام البخارى نرصد ما قيل عنه من علماء الأمة الحاليين
  • الإفتاء:
  • علَمٌ من كبار العلماء وأمير أمراء صنعة الحديث
  • مفتى الجمهورية:
  • "لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ" لم يخرجه البخاري ولا مسلم
  • الجندي ساخرا من منتقدى البخارى "كده الواد شايف إنه انتصر وفرود"
  • «أعداء الإسلام هيموتوا من الإمام البخارى وهيتشلوا من مسلم"
  • جمعة:
  • الملاحدة لم يستطيعوا النيل من القرآن فذهبوا إلى "البخاري" للتشكيك فيه

صاحب كتاب الجامع الصحيح الذي يعتبر أوثق الكتب الستة الصحاح والذي أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم.

هو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي، النسب أبو عبد الله بن أبي الحسن البخاري من مدينة بخارى في خراسان الكبرى (أوزبكستان حاليا) وأصله من مدينة بخارى، وهو الحافظ إمام أهل الحديث في زمانه، والمقتدى به في أوانه.

نرصد فى هذا التقرير أهم ما قيل عن الإمام البخارى من علماء الأمة الحاليين، فى ذكرى مولده.

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله تعالى ورضي عنه، إمامٌ مجتهد، من أكابر أئمة المسلمين المجتهدين في الحديث والفقه.

وأضافت الإفتاء، أنه علَمٌ من كبار علماء الحديث روايةً ودرايةً، أميرُ أُمَراء صَنْعَة الحَدِيث، وسيدُ المحدثين، إمامُ زمانه، لم يُرَ فيه مثله في علم الحديث والأهلية والفهم فيه، لا يبغضه إلا حاسد، وهذا ما صرَّح وشهد به علماء المسلمين وأئمتهم عبر القرون.

وتابعت: قالوا عنه: إنه في زمانه كعمر بن الخطاب رضي الله عنه في الصحابة. وقد امتازت هذه الشهادة بالتنوع الشديد الذي يستحيل معه التواطؤ على الخطأ أو الكذب عادة؛ فقد أثنى عليه شيوخُه وأقرانُه ومعاصروه وتلامذتُه، ثم من جاء بعده، واجتماع كل هذه الطبقات على الشهادة له بالإمامة يجعل ذلك أمرًا قطعيًّا لا مرية فيه، بل إن بعض هؤلاء الأئمة الشاهدين له كانت لهم معه مواقفُ قطيعةٍ وخصومةٍ أدت إلى خروجه من بلده، فلم يمنعهم ذلك من قول الحق والشهادة له بالتفرد والأهلية.

وأوضحت، أن هذا يقطع كل شبهة ويرد كل تشغيب، وبذلك يكون الطعن في الإمام البخاري خروجًا عن المسلك العلمي، وشذوذًا عن المنهج الإسلامي، وذلك من وجوه عدة: ففيه إهدارٌ لشهادة أهل التخصص على اختلاف أزمانهم وبلدانهم وطبقاتهم؛ فقد ثبتت إمامته وأهليته وإتقانه بشهادة أهل الحديث وجهابذة الرواية قاطبة، وإهدار شهادتهم مخالفٌ لِمَا اتفق عليه العقلاء مِن الرجوع في كل علمٍ وفنٍّ إلى قول أهله، وفيه طعن في أئمة الحديث وجهابذة الرواية الذين قدموا الإمام البخاري على أنفسهم في العلم والفهم والرواية والدراية، وهؤلاء الطاعنون في الإمام البخاري لا هُمْ من أهل التخصص والعلم بالحديث وفنونه وأسانيده ومتونه، ولا هُمْ أحالوا في طعنهم هذا على منهج علمي معياري بديلٍ يمكن الرجوع إليه، كما لا يخفى على أحدٍ أن الطعن في الناقل طعنٌ في المنقول، ولهذا كثف أعداء الإسلام عبر القرون محاولاتهم اليائسة للطعن في نقلة الحديث النبوي ورواة السنة النبوية الشريفة، يريدون التوصل بذلك إلى الطعن في السنة وإسقاط المصدر الثاني للشريعة.

كما قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن مسلك هذه الجماعات التكفيرية ما هو إلا مسلك مشين ومهين، أفسدت به كل شيء، أفسدت به الزرع والحيوان والإنسان، وهدَّمت البيوت، وأزهقت الأرواح، وستحاسب حسابًا عسيرًا مضاعفًا ومركبًا لأنهم أفسدوا في الأرض فسادًا مركبًا وأساءوا لسمعة الإسلام إساءة بالغة".

وأضاف «علام» ردًّا على الشبهة المثارة بأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء لذبح الناس: "إن هذا الحديث الوارد بلفظ «تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ» لم يخرجه البخاري ولا مسلم بهذا اللفظ، بل أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وليس سنده بالقوي كما قال الحافظ ابن حجر وغيره، وهو سند لا يمكن الاستدلال به منفصلًا في قضية خطيرة هكذه".

وتابع: "وعلى فرض الأخذ بصحته، فيجب فهم سياق الحديث والظروف المحيطة به، التي يُفهم منها أنها كانت على سبيل التهديد والتخويف، وهذه الظروف المحيطة يصورها لنا سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص فيقول عن قريش: "قَدْ حَضَرْتُهُمْ وَقَدِ اجْتَمَعَ أَشْرَافُهُمْ يَوْمًا فِي الْحِجْرِ فَذَكَرُوا فَقَالُوا: مَا رَأَيْنَا مِثْلَ صَبْرِنَا مِنْ أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ قَطُّ؛ سَفَّهَ أَحْلَامَنَا، وَشَتَمَ آبَاءَنَا، وَعَابَ دِينَنَا، وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا، لَقَدْ صَبرْنَا مِنْهُ عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَقْبَلَ يَمْشِي حَتَّى اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَلَمَّا أَنْ مَرَّ بِهِمْ غَمَزُوهُ، فَعَرَفْتُ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَرَّ بِهِمُ الثَّانِيَةَ غَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَمَرَّ بِهِمُ الثَّالِثَةَ فَغَمَزُوهُ بِمِثْلِهَا، ثُمَّ قَالَ: «تَسْمَعُونَ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِالذَّبْحِ».

وأكمل: "وفى رواية أخرى قال سيدنا عبد الله بن عمرو: "بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي حِجْرِ الكَعْبَةِ، إِذْ أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ أَبِي مُعَيْطٍ، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ خَنْقًا شَدِيدًا".

وأشار «المفتي» إلى أن لفظ "الذبح" يمكن أن يستعمل على سبيل المجاز في التهديد والهلاك والتزكية، كما يستعمل أيضًا في التحوُّل كما في قول سيدنا أبي الدرداء "ذَبحُ الْخَمْر: الْمِلْحُ وَالشَّمْس"؛ أي أن الخمر عندما تتعرض للشمس والملح تتحول وتطهر وتُزال خواصها فتصبح حلالًا كما أحل الذبح الذبيحة.

وردَّ على من تساءل بأن الأصل هو استعمال الألفاظ على معناها الحقيقي وهو الذبح بقطع الأوداج بقوله: "إن مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من بعده لا تدل على أنهم أرادوا الحقيقة، بل وُجد من القرائن ما يصرف هذا الشيء عن حقيقته، ومنها أن الذبح له موطن واحد فقط، ولا يكون إلا بما يؤكل وهو ذبح الحيوان، أما ذبح الإنسان فهو يُعد من المُثلة المنهي عنها حتى في ميدان الحرب الذي يُعد ميدان شفاء الصدور".

ونبه إلى أنه حتى في حالة القصاص الشرعي فإنه يتم بأيسر وسيلة، ولا يقصد منه تعذيب الإنسان عند خروج روحه، وكذلك في الحيوانات نجد أن النصوص الشرعية تشير إلى استعمال الرحمة كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ؛ لِيُحِدَّ شَفْرَتَهُ ثُمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».

ولفت إلى عدة مواقف كانت الفرصة فيها سانحة لاستخدام القتل والذبح، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفعل شيئًا من ذلك، كما في صلح الحديبية وفي فتح مكة، فقد حقن رسول الله صلى الله عليه الدماء في الحالين، بل كان هذا مسلكه صلى الله عليه وسلم في كل موطن، وعندما قال أحد الصحابة: "الْيَوْم يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ"، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الْيوم يومُ المرحمة».

فيما سخر الشيخ خالد الجندى، الداعية الإسلامي وعضو مجلس الشئون الإسلامية، من مهاجمى النبى -صلى الله عليه وسلم- والبخارى والفقهاء الأربعة، قائلا: "كده الواد شايف إنه انتصر وفرود".

وأضاف "الجندى"، "هى مجموعة مش عارف مين اللى وراهم، بيشككوا فى النبى -صلى الله عليه وسلم- والقرآن والبخارى، ووبيحللوا الحرام، وبيقولوا الصيام للأغنياء، والخمر حلال، الناس دى لازم تتحجب".

وقال الداعية الإسلامي، إن هناك 28 شخصًا من حفظة القرآن الكريم نقلوه إلينا منذ عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى زمننا الذي نعيش فيه الآن.

وأضاف، أن «أعداء الإسلام هيموتوا من الإمام البخارى، وهيتشلوا من الإمام مسلم، مؤكدًا أن الإمامين البخاري ومسلم بينهما وبين النبى شخصان فقط نقلا عنهما الحديث».

بدوره، قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء وأحد كبار المحدثين في العصر الحديث، إن الامام البخاري، حفظ وصان السنة النبوية فى كتابه العظيم، والذي وصفه علماء الأمة بأنه أصح كتاب بعد كتاب الله.

ووصف "هاشم"، من يهاجم كتاب البخاري انهم مأجورون وعملاء، وبعيدون عن الحق والصواب والهداية، مطالبا المشاهدين المصريين الذي يتابعون برامج "التوك شو" ويستمعون لهذا الهراء الذي يتفوه به بعض أعداء السنة، الحرص على أنفسهم وأن يسألوا أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون.

وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن القرآن الكريم الكتاب الوحيد الذي يستطيع أن يحفظه البشر على اختلاف أجناسهم وألسنتهم، مشيرًا إلى أن حفظه يساعد على محو الأمية.

وأضاف «جمعة» أن الملاحدة يشككون في القرآن الكريم منذ القرن الثامن عشر والتاسع عشر أي نحو 200 إلى 300 سنة، مؤكدًا أنهم فشلوا في حيلهم للنيل من كتاب الله تعالى.

ووجه المفتي السابق، رسالة إلى الملاحدة، قائلًا: «أنتم ستفشلون في النيل من الإسلام كما فشلتم في القرن الـ18 والـ19، وسر فشلكم هو تعلق قلوب المسلمين بحقيقة القرآن الكريم، فمش هتقدروا تعملوا حاجة شوفلكوا لعبة تانية».

وأشار إلى أن الملاحدة أدركوا أنهم لا يستطيعون النيل من القرآن، فذهبوا إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري لكي يشككوا فيها، مدعين أن البخاري لم يعاصر الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن الفارق الزمني بينهما نحو 183 سنة.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن جميع أحاديث الإمام البخاري صحيحة، وكلها مأخوذة من مُسند الإمام أحمد بن حنبل الذي تتلمذ البخاري على يده، إلا حديثًا واحدًا لأم زرع لم يأخذه منه، هو: «جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا...».

ونبه المفتي السابق، على أن سند الأحاديث عن الإمام البخاري يكون فيه 3 صحابة أو 9 ممن عاصروا الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مؤكدًا أن صحيح البخاري يتعرض لهجمة سرشة بغير علم ولن تنجح، مشيرًا إلى أنها لو نجحت سيعود الملاحدة مرة أخرى إلى الضرب في القرآن الكريم.