الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مأذون مفروس جدًا».. هرب إلى «فيس بوك» ليوثق عجائب زواج وطلاق المصريين في هاشتاج يومي.. فيديو

صدى البلد

قيل إن «الحياة بلا زواج كمن يمشي وحيدًا في الفلاة، فلا هو في النهاية حاز خيرًا ولا هو ذاق طعم الحياة»، لكن في أحيان كثيرة لا يكون الزواج بهذا الجمال بسبب العادات المادية والتقاليد التي جعلت منه مطلبًا بعيد المنال، فتشب الخلافات في كل خطواته حتى لحظة عقد القران وما بعدها، ويفقده التسرع وسوء الاختيار السكينة التي وضعها فيه الله،» كلمات نطق بها لسان حال مأذون شهد من الغرائب في طقوس زواج وطلاق المصريين ما يكفيه بقية العمر متعجبًا.

«أحمد بدر الدين» إمام مصري، بدأ العمل في مهنة المأذونية منذ عامين تقريبًا، لم يمض عليه يوم إلا وكان فيه حاضرًا لعقد قران أو طلاق، مع اختلاف الأسباب التي أدت إلى هذا أو ذاك لكن دائمًا ما كانت هناك مواقف غريبة نابعة من تسرع وقلة الحكمة، قرر أن يدونها في هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حتى ينبه الشباب ويثري وعيهم، ثم يؤلف كتابا يضم كل تلك الأحداث.

يقول أحمد بدر الدين: «احتكاكي اليومي بطبقات مختلفة ومستويات فكرية من الناس كون لدي رؤية شاملة بالخلل الخفي داخل منظومة الزواج في مصر»، مضيفًا: «في إحدى المرات ذهبت لأنهي طقوس طلاق بين زوجين، وبعدما وقَّع الطرفان فوجئت بالزغاريد والفرحة تملأ المكان، وكأنه عقد قران بل وأكثر، لحظات وهدأ شتات عقلي المضطرب، وعلمت أنه كانت هناك مشاكل كثيرة بين الزوجين، ورفض مسبق من الزوج، وعندما تم الطلاق وشعرت الزوجة بحريتها أطلقت «الزغاريد» هي وصديقاتها».

«غريب أن تجد بكاءً في طقوس الزفاف، وفرحًا في طقوس الطلاق ولكن هذا يحدث في مصر كثيرًا»، هكذا قال المأذون أحمد في حديثه لـ«صدى البلد»، مؤكدًا أنه عقب كل عقد قران يطلب من الزوج أن يقول جملة لزوجته، وفي إحدى المرات طلب من الزوج قول شيء لزوجته ولكنه صمت ولم يقل شيئًا سوى أنه حضنها وانهمر كلاهما في البكاء.

وأكد المأذون أن منظومة العادات والتقاليد الخاصة بالزواج في مصر تحتاج إلى النسف، فهي السبب في ارتفاع نسب الطلاق لتتخطى حاجز 3 ملايين مطلقة، خاصة بين حديثي الزواج، وقال: «الشباب يريد الزواج ولا يعلم ما هي حاجته منه، وكذلك الفتيات لا يعلمن ما هي حقوقهن وواجبتهن، والمسئوليات التي سيتحملها الطرفان، فكثيرا ما أوشكت زيجات على الانتهاء قبل البدء بسبب الخلافات والاتفاقات المادية».

وأضاف أحمد بدر الدين، أنه قضى يومًا كاملًا من الساعة السادسة مساءً إلى الساعة الثانية صباحًا محاولًا الإصلاح بين أسرتي عروسين اختلفا لحظة عقد القران، فالعروس تركت الحفل وصعدت إلى غرفتها، والعريس يريد المغادرة وإنهاء الزيجة لسبب تافه، وقال: «ولكنني صممت على الإصلاح بينهما وعقد القران، وبالفعل هذا ما تم».

واختتم بدر الدين حديثه ناصحًا الأهالي باختيار الزوج الصالح ولا يكن همهم ذلك الغني وصاحب المنصب، فلا بد من التيسير رفقًا بظروف الشباب هذه الأيام، وليس المقصود بالتيسير «الترخيص» حجة البعض، فالأهم من يرعى ابنتهم ويعاملها معاملة حسنة، مؤكدًا على دور الدولة في إعداد دورات تجهيزية للشباب قبيل الشروع في اتخاذ قرار الزواج تعرفهم كيفية اختيار شريك حياتهم، وضوابط فترة الخطوبة، وكيفية التعامل بينهما في أول سنة زواج حتى لا تؤدي إلى الطلاق الذي كثر في شهور الزواج الأولى.