الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«عزيزة».. قهرت الأمية وبدأت حياتها العملية كعاملة خدمات بالوحدة المحلية وكرمها محافظ الأقصر بتعيينها رئيسا لقرية الشغب.. صور

صدى البلد

  • رئيسة قرية الشغب بالأقصر:
  • عزيزة تزوجت وهى بنت 14 عاما وتركها زوجها ومعها ثلاثة أطفال
  • طردت من منزلها واتجهت لبيع الطيور لتربية أطفالها
  • بدأت تعليمها بشهادة محو الأمية حتى حصلت على ليسانس الاجتماع

"عزيزة".. تلك المرأة الصعيدية التي قهرت الأمية لتحصل على ليسانس الآداب لتتحول من عاملة إلى رئيسة قرية، فهي نموذج مشرف للمرأة العربية عامة والصعيدية خاصة والتي تحدت الظروف والعادات والتقاليد والأعراف لتحقق ذاتها وطموحها.

منذ سنوات التقى "صدى البلد" بها وعرضت قصة كفاحها وتمنت حينها أن تصبح رئيس إحدى قرى مركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، ومنذ أيام تحقق الحلم بعد أن تم اختيارها كرئيسة قرية من قبل محمد بدر، محافظ الأقصر.

تقول عزيزة محمد أحمد آدم إنها مقيمة بقرية الحميدات مركز إسنا جنوب الأقصر، تزوجت وهى في الرابعة عشرة من عمرها من ابن عمها السيد محمد حسن وأنجبت منه ثلاثة أولاد هم "محمد – محمود – أسماء"، ولأسباب عائلية انفصلت عن زوجها وسافر وتركها مع أولادها.

وتضيف: "كان عمرى وقتها 24 عاما وأم لثلاثة أطفال الأكبر كان عمره 8 سنوات وليس لي أي مصدر دخل، وأهل زوجي طردوني من منزل الزوجية بحجة أنني امرأة مطلقة وليس لي الحق في العيش بينهم، ثم تعرفت على تاجر للطيور واستطعت الحصول منه على طيور لتربيتها وبيعها لكسب رزقي وتربية أولادي، ورفعت قضية على أهل زوجي بحقي في العيش بالمنزل لأنني أم حاضنة واستطعت استرداد المنزل مرة أخرى".

وتكمل "عزيزة" قائلة: "وقتها أدركت تماما أنني لو كنت أملك شهادة ما كنت واجهت كل هذه الصعوبات، فتعلمت مع أولادي وأخذت شهادة محو الأمية ثم شهادة الإعدادية، وكنت أتخفى من أهلي عندما أذهب إلى الامتحان لأنهم لو كانوا يعلمون أنني أتعلم كانوا منعوني، وبعد الحصول على شهادة الإعدادية قررت البوح لأهلي بأنني حصلت على شهادة، وأنني أريد استكمال تعليمي في الثانوية العامة".

واستطردت قائلة: "وقتها تلقيت اللوم والإهانة من أهلي لأنني أتعلم وقالوا إنني سيدة مطلقة ولا يجب خروجي من المنزل.. كلام الناس كثير، ولكنني صممت وتعلمت وحصلت على الثانوية العامة بمجموع 85% ثم حصلت على ليسانس الآداب قسم علم اجتماع من جامعة جنوب الوادي".

وأشارت إلى أنها كانت تتعلم وتربى أبنائها وتعمل وتشرف على مشروعها، كل هذا في وقت واحد، وحصل ابني الأكبر محمد على بكالوريوس التربية ومحمود على ليسانس الألسن وأسماء على دبلوم التمريض.

وعن اختيارها قسم الاجتماع للدراسة فيه، قالت "عزيزة": "أحببت دراسة علم الاجتماع في الثانوية العامة، كما أنني أحب العمل الاجتماعي، فقد أنشأت جمعية أهلية وأشهرتها تحت مسمى "تنمية البيئة والمرأة والطفل بالحميدات" لخدمة أهل القرية، خاصة المرأة، وقمت من خلالها بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بالأقصر بعمل أكثر من 1000 بطاقة رقم قومي للسيدات و100 شهادة لساقطات القيد، فضلا عن تعاوني مع جمعية الأورمان وجمعية رسالة في المشروعات الخيرية".

وأضافت: "في عام 2010 حصلت على لقب الأم المثالية على مستوى محافظة الأقصر، وتم تعييني سكرتيرة للوحدة المحلية لقرية الدير، وكنت أعمل بالليل والنهار وفى وقت الإزالات كانت يدى بيد الرجال"، موضحة أن المرأة إذا أتيحت لها الفرصة سوف تحفر فى الصخر.

ووجهت عزيزة الشكر لمحافظ الأقصر والمهندس أشرف الحويحي، رئيس مركز ومدينة إسنا، لاختيارها لتصبح رئيسة للوحدة المحلية لقرية الشغب، وأكدت أنها سوف تعمل ما في جهدها لتطوير وتنمية القرية.