الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«فتاوي الأزهر بين إيديك».. أكشاك الفتاوى بالمترو تثير الجدل.. خبراء: خطوة تحارب التطرف وتخدم المسيحي قبل المسلم وسبقت به «مكة».. وآخرون: الدين لا يباع بالمحطات ولا مكانه ولا وقته

مبادرة أكشاك الفتاوي
مبادرة أكشاك الفتاوي بمحطات المترو

  • خبراء عن مبادرة أكشاك الفتاوى بمحطات المترو:
  • أبوليلة:
  • هناك بدائل لأكشاك الفتوى بالمترو.. والدين لا يباع في «كشك»
  • أمين مجمع البحوث:
  • «أكشاك الفتاوى» تحارب التطرف.. وتخدم المسيحي قبل المسلم
  • الأطرش:
  • أكشاك الفتوى «تذكير» ومكة طبقت هذا الأمر قبل ذلك
  • أستاذ اجتماع سياسي:
  • الوقت والمكان «غلط»

نفذت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إحدى أكبر الهيئات الدينية في البلاد، أول تجربة بإنشاء مركز (كشك) للإفتاء داخل محطة مترو "الشهداء"، أكثر محطات المرفق ازدحاما، لتقديم الفتوى لمن يطلبها من المرتادين.

ويقول المسئولون عن المبادرة إنها جاءت لتلبية احتياجات المواطنين للمعرفة ومواجهة الفتاوى المضللة التي تحاول بعض التيارات المتطرفة ترويجها.

من جهته، أكد محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن مبادرة المجمع لإنشاء "أكشاك" الفتوى بمحطات مترو الأنفاق بالقاهرة تعد خطوة مهمة للغاية لمحاربة الفكر المتطرف وتخدم المواطن المسيحي قبل المسلم.

وأوضح "عفيفي"، فى تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الفكرة جاءت من حاجة المجتمع لمعرفة رأي الدين في بعض أمورهم الحياتية وبعض القضايا من خلال الاندماج والالتحام مع المواطنين في أكثر أماكن تواجدهم؛ بالتيسير على المواطن الذي لا يملك وقتًا للذهاب لدار الإفتاء والأزهر الشريف للفصل في بعض الأمور، مشيرًا إلى أن الخدمة يقدمها خبراء متخصصون من الأزهر الشريف.

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه المبادرة تعد مواجهة واضحة وصريحة للفكر المتطرف الذي جاء من حالة عدم التفريق بين فتاوى الأزهر والفتاوي التي تصدر من أصحاب النفوس الضعيفة غير المؤهلة، مؤكدًا أن هذه المبادرة تأتي في إطار دعم مدنية الدولة فى مواجهة الإرهاب بمحاربته فكريًا وليس دينيًا فقط لمن يزعم بأنها تخدم المسلمين فقط، فالهدف يخدم المسيحيين قبل المسلمين.

وأضاف "عفيفي"، أن اختيار مكانها بمحطات المترو جاء ليخدم أكبر قطاع من الجمهور يرتاد هذا المكان يوميًا، مؤكدًا أن الهدف النهائي من هذه الأكشاك مواجهة الفكر المتطرف الإرهابي الذي يشوه مفاهيم الإسلام ولا يفرق بين مسلم ومسيحي.

فيما قال الدكتور محمد أبوليلة، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، إن وجود أكشاك للفتوى بمحطات المترو، أمر ليس جيدا، مشيرًا إلى أن هناك طرقا بديلة كثيرة عن هذا الأمر كالتليفزيون، وإذاعات الراديو، والمدارس كذلك المساجد والكنائس، فلذلك لا يحتاج لوجود أماكن بمحطات المترو من أجل هذا الأمر.

وأوضح "أبو ليلة"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن الناس أصبحوا يضيقون الفتوى، لكثرة الفتاوى التي خرجت من كل "هب ودب"، وليسوا على علم بالأمور الدينية كما يجب أن تكون.

وأضاف أن ركاب المترو أغلبهم من الموظفين الذاهبين للعمل ليسوا في حاجة لسؤال أحد عن فتوى ما، كما لفت إلى أن إطلاق اسم "كشك" على مكان يقال به الفتوى، أمر ليس مستحبا، فالفتوى لا تباع في "كشك".

في سياق متصل، أكد الدكتور عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أن وجود أكشاك للفتوى بمحطات المترو؛ قد يكون تذكيرًا للناس في وقت كثرت فيه الانشغالات الحياتية.

وأوضح "الأطرش"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن هذا الأمر متبع في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وهو وجود أكشاك للبت في الفتوى لدى المواطنين، وهو اقتداء جيد في حالة إقبال المواطنين عليه، للاستشارة في أمور الدنيا.

ووصف الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة، وجود أكشاك للفتاوى بمحطات المترو، بالأمر الخاطئ، مشيرًا إلى أن عدم وجود رؤية موحدة لمحاربة الإرهاب وتجديد الخطاب الديني، دفع العديد من المؤسسات للاجتهاد في الارتجال.

وأوضح "صادق"، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن هذا الأمر غير معمول به في أي دولة، ولذلك يجب أن يكون هناك خطة وإستراتيجية موحدة لمكافحة التطرف والإرهاب، بدلًا من أن تكون هناك أكشاك للفتاوى في محطات المترو.