الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«مملكة البنات» حلم كثير من السيدات تحققه فتاة مصرية في مشروع «إفقه».. فيديو وصور

صدى البلد

"نريد عالمًا يسع رغبات قلوبنا المدفونة، نريد هدوءًا لا يشكو ضجيج كلامنا الممزوج بضحكات عالية أو يسأم من شكوانا، حكاوينا، وأحلامنا اللامتناهية، نريد فقط عالمنا، نفعل فيه ما يحلو وما طاب، فهو لنا مملكة قائدها "هي" وشعبها "هن"، مملكة أجد فيها ما فقدته في هذا العالم المزحوم" كلمات نطق بها لسان حال إيلفا صاحبة فكرة مشروع إفقه المعروف بـ "مملكة البنات".

إيلفا أحمد شابة مثلها مثل الكثيرات من بنات جنسها، لديها أحلام تحقق منها أشلاءً ولا زال هناك الكثير، بدأ مشوار إيلفا بدخولها كلية العلوم جامعة الأزهر لتقضي بها ثلاث سنوات من عمرها وتتركها وترحل، لتدرس تصميم الأزياء والتفصيل فهذا ما تهوى.

تقول إيلفا، في حديثها لـ«صدى البلد» فى صغري كانت أكبر أحلامي أن يكون فستان زفافي من صنع يدي، وما أن كبرت وتعلمت تلك المهارة، بات الحلم ماضي بسيط، ليظهر حلمًا آخر وهو تصميم فساتين زفاف باقي الفتيات، ولكن تبدد أيضًا بعدما أتقنت تلك الحرفة على مضض، وحينها اتخذت قرارا بتعليم كل من ترغب في ممارسة تلك المهارة من خلال كورسات منظمة أعقدها في مسكن صغير استأجرته.

وتكمل إليفا، حديثها أن المكان الذي أنشأته بهدف تعليم الخياطة، كبر وصار يحمل اسم "إفقه" فهو مجسم صغير لما ترغب فى تحقيقه، يوجد فيه جزء مخصص لإعطاء كورسات التطريز والخياطة، ومكان مخصص لمن تريد أن تجلس بمفردها بهدوء، وزوايا للراغبات فى الرسم والتلوين وتبادل أطراف الحديث.

لم يقتصر المكان على تلك الزوايا المنمقة بعناية فقط، بل هناك مطبخًا متوسط الحجم يستقبلك عند الباب، فهو غير تلك المطابخ التقليدية التي نراها، تقوم فكرته على خدمة الذات، فإذا أردت أن تتناول الشاي فعليك طهيه بنفسك ومن ثم وضع المال فى الصندوق المخصص له دون التدخل من أصحاب المكان، فالمأكولات والمشروبات منك ولك.

«حلمي بإنشاء مملكة خاصة بالسيدات بات جليًا أمام عيني، خاصة بعد توافد عدد كبير من الفتيات المنتميات لطبقات اجتماعية وثقافية مختلفة، بالإضافة إلى الدارسات للطب والصيدلة والهندسة، والمتزوجات وتلميذات الثانوية العامة، فجميعهم لم يجذبهم سوى الرغبة في تعلم مهارات جديدة وقضاء وقت بعيد عن ضجيج هذا العالم" هكذا استكملت إيلفا حديثها مؤكدة أن الدافع المحرك لهم النزعة الإنسانية التي خلقها الله فى قلب المرأة، وهي حبها للزينة والولع بها.

توضح إيلفا أن مدة دورات تعليم التطريز المخصصة لكل فتاة لا تتخطى الساعتين، ولكن تظل الفتاة جالسة فى المقر مع زميلاتها أو بمفردها تقرأ وتفكر، فبعضهن يؤكد لها أن إفقه بيتهن الثاني يشعرن فيه بحريتهن الكاملة دون وجود لأي عنصر ذكرى، موضحة أن وجود الرجل يفقد المرأة جزء كبير من حريتها، فكثيرًا ما تفضل الفتاة أن تحصل على حريتها كاملة ولو لساعات.

وتدعو إيلفا الفتيات أن لا تكونن كائنات مستهلكة، فمثل هذة الكورسات لا تعلمهن كيف يصممن ملابسهن فقط، بل تزرع فيهم مبادئ حياتية تحول تلك القوالب الموجودة فى خلايا المخ إلى واقع معاش، مؤكدة أن ما رأته عبر تجربتها إن دل على شئ إنما يدل على أن ما يردده البعض بوجود الغيرة والصراع الدائم بين الفتيات أكذوبة كبيرة، ففى هذا المكان تُعلم كل فتاة الأخرى ما لديها من مهارات سواء فى الرسم أو أى شيء آخر.