الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذا جارديان: صراعات عائلية السبب الحقيقي لأزمة قطر مع السعودية والإمارات.. حمد بن خليفة الحاكم الفعلي للإمارة ولاعب رئيسي على خط الأزمة.. ويكيليكس: الدوحة تحولت لجزء من الاخوان لتدمير العرب

صدى البلد

ذا جارديان البريطانية:
نفوذ السعوديين ممتد في قطر منذ فترة طويلة من خلال عائلات بارزة
فواز العطية الدبلوماسي القطري السابق:
فشل أهداف استراتيجيات الدوحة المتهورة واضح جدا

نشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية مقالا يحلل فيه أسباب الخلاف الدائر حاليا بين دول مجلس التعاون الخليجي بمقاطعة بعض دوله "السعودية والبحرين والامارات" فضلا عن مصر لقطر ، لرعايتها الارهاب بالتمويل والتسليح وايواء العناصر المجرمة وأن وراءه أسبابا خفية لخلافات بين أنظمة الحكم.

ويعرض كاتب المقال بالصحيفة البريطانية، رانديب راميش وجهة نظر دبلوماسيين في المنطقة إن القضايا المتفاقمة بين دول الخليج العربي لا يمكن حلها، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنها ليست سياسية فحسب، بل هي شخصية أيضا، ما يخفي وراءه صراعات عائلية طويلة.

كما يعرض كاتب المقال لرؤية أحد كبار المسؤولين في المنطقة، حيث قال: "للحكام علاقات عائلية وعلاقات قرابة بين السعوديين والإماراتيين والقطريين ... فهي قريبة جدا من بعضها البعض".

وأضاف: وهذا يعني أن القضايا السياسية الكبيرة هي أيضا قضايا خلافية على مستوى الأسر الحاكمة. ويصبح من الصعب جدا حلها، خصوصا عندما يرغب السعوديون والإماراتيون في تغيير النظام القطري

ويستطرد الكاتب راميش، قائلا إنه في عالم السياسة الشرق أوسطية المتقلبة، يتحول الملوك المطلقون على سلالاتهم، وغالبا ما تتوقف المعارضة الأسرية عن طريق تفريق الامتيازات والنقد.

ومع ذلك، هذه هي الأوقات الصاخبة في العالم العربي، ما يجعل هذا "لعبة العروش" النزاع الأكثر خطورة، حسب تعبيره.

ويتابع الكاتب راميش: على الورق، الحاكم الحالي لدولة قطر هو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، ابن الشيخ حمد البالغ من العمر 37 عاما، الذي تخلى رسميا عن صالح تميم في عام 2013.

غير أن سيمون هندرسون، المحلل البارز في معهد واشنطن، كتب مؤخرا أن "حمد، الذي يعرف الآن باسم "والد الأمير"، لا يزال - من وجهة نظر مشتركة على نطاق واسع في الشرق الأوسط - هو الحاكم الفعلي للإمارة الغنية بالغاز.

وفي العديد من النواحي، "حمد" هو مؤسس الهوية القطرية الجديدة المؤكدة، وقد اختار معركته مع السعوديين أولا في ساحة المعركة عندما قاد لواء من القطريين ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في حرب الخليج العربي منذ ما يقرب من 30 عاما.

ويذكر أن جنود كتيبة حمد كانوا من بين الكتائب التي اشتبكت مع القوات العراقية في معركة "الخفجي" عام 1991، وعندما التحقت القوات السعودية حماها جنود "مارينز" الأمريكان من "النيران القطرية الصديقة" التي كانت تسقط عليهم.

وتم تصعيد الأمور بسرعة بعد الحرب، لكن القلق كان متأخرا، خاصة وأن حمد عاد كقائد عسكري بارز، هدد السعوديين وابتزهم في خلاف على الحدود عام 1992

وتحققت هذه المخاوف عندما خلع الشيخ الشاب والده خليفة الذي غادر البلد إلى جنيف حيث يدعى أنه يخضع للعلاج الطبي. أرسل حمد الدبابات لتحيط المحكمة الملكية، التي استسلمت بهدوء.

ومنذ ذلك الحين، كان قوة تخريبية في المنطقة، وبعدها أسس الشيخ حمد قناة الجزيرة التي أثارت، جنبا إلى جنب مع وسائل الإعلام الاجتماعية، في السنوات الأخيرة، الرأي العام بطرق لم تكن الحكومات العربية - وخاصة السعوديين - تقدرها.

ويعرف أن نفوذ السعوديين في قطر ممتد منذ فترة طويلة من خلال عائلات بارزة، أبرزها العطية، الذين هم مرتبطون بعلاقات دم والأمير حمد لم ينشأ في عائلة والده آل ثاني وإنما في عائلة أخواله العطية، لكنه لم يتزوج من عائلة العطية وإنما من عائلة آل ثاني.

وأكبر مساعديه، حمد بن جاسم بن جبر ليس من العطية وإنما من آل ثاني، الذي فكر في ربط علاقات من تيار الإسلام السياسي الصاعد ليضمن الاستقرار لبلده الصغير.

ولكن زوجته المفضلة وأم الأمير الحالي هي الشيخة موزة، الزوجة الوحيدة التي ينظر إليها في العلن مع من ينحدر من تقاليد راديكالية.

وكان والدها، الذي كان عاما، قد سجن من قبل والد حمد بعد الدعوة العامة للتوزيع العادل للثروة في البلاد.

وتنبع أصول آل ثاني وآل سعود من نجد التي نشأ في فيها التيار الوهابي، وكل عائلة تتبنى صيغتها من الوهابية.

وعلى مستوى السياسة الخارجية لدولة قطر يوجد لديها منتقصين.

وقال فواز العطية، الدبلوماسي القطري السابق، إنه "بالنسبة له" ليس شبيها لهم وإنما غيرهم ممن اضطروا إلى التراجع أو التهميش، كان من الواضح أن أهداف السياسة المخصصة والاستراتيجيات المتهورة من جانب الدوحة ستبوء بفشل ذريع ".

ويعتقد الكثيرون أن الصراع الحالي قد يكون متأصلا في هذه المنافسات القديمة.

ومع ذلك، وبدلا من الزواج من العطية لمواصلة العلاقات مع السعوديين، عزز حمد قاعدته في آل ثان عن طريق الزواج من بنات اثنين من الأعمام الأقوياء.

ووفقا للصحيفة البريطانية، في قطر، يسمح للنساء بالقيادة، على عكس ما يحدث في المملكة العربية السعودية.

ولا توجد الشرطة الدينية ولا إرغام الشركات على الاغلاق خلال أوقات الصلاة.

وذهب حمد إلى حد أن يدعي أن آل ثاني مرتبطون بالوهاب، وهو ما اثار غضب السعوديين.

وقال ألين فرومهيرز، وهو أكاديمي ومؤلف في قطر: إن قطر تدعي حقا انتمائها الى الوهابية وأنها أكثر انفتاحا ومرونة وقد يكون ادعاء الشيخ حمد بنسبه إلى محمد بن عبد الوهاب وسيلة لتعزيز شرعية هذه الرؤية البديلة وطريقة لنزع سلاح أولئك الذين يدعون أن القطريين ليسوا حقا الوهابيين في جوهره

وكان من بين أولئك الذين أغضبهم سياسات حمد بن خليفة ال ثان ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي طال أمده بالقلق الذي تثيره قطر.

وكشف "ويكيليكس" أنه في عام 2009 كانت قطر كان مجرد "جزء من جماعة الإخوان".

وفي الواقع، تدخلت دولة الإمارات العربية المتحدة في كثير من الأحيان في السياسة الاميرية في قطر، ودعمت فروع مختلفة من عشيرة آل ثاني.

وربما يرجع الخلاف بين قطر والامارات الى تاريخ نشأة تلك الامارة الصغيرة، عندما أعلنت بريطانيا أنها ستغادر الخليج عام 1968 وتم التخطيط لقطر لتكون جزءا من دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنها اصبحت دولة مستقلة بذاتها