إلى الرئيس السيسي : لا تنسَ إزالة ألغام العلمين

افتتاح الرئيس السيسي لقاعدة محمد نجيب العسكرية حدث عظيم يستحق التحية والتقدير لما تمثله هذه القاعدة من دلالات على قوة وقدرة الجيش المصري وعظمته ومكانته العالمية وهي تعد مدينة عسكرية متكاملة على الحدود الغربية لمصر والتي للأسف تم استغلالها في تهريب ملايين من قطع السلاح والمتفجرات التي استخدمها ولا يزال  يستخدمها الارهابيون في عمليات غادرة ضد مصر وأبنائها.

وتعد قاعدة اللواء محمد نجيب حصنا لتأمين البوابة الغربية لمصر وتأمين محطة الضبعة النووية وحقل البترول والحدود الغربية وتضم 1155 مبنى ومنشأة وسبق الافتتاح تطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول 72 كم ( وهي للعلم أضعاف مساحة قطر ).

وتضم فوجا كاملا لنقل الدبابات بسعة 451 ناقلة حديثة وبها 72 ميدانا متكاملا للتدريب التخصصي وتشمل مجمع ميادين للرماية التكتيكية الالكترونية باستخدام أحدث نظم الرماية وتضم مدينيتين سكنيتين للضباط وضباط الصف ومجهزة لاستيعاب 1000 فرد وتضم ايضا مدينة رياضية بأحدث المعدات وتحتوي على 50 وحدة للطاقة الشمسية .. وتضم ايضا مزرعة بمساحة 379 فدان بالأشجار المثمرة وأيضا 1600 فدان للنباتات الموسمية ..

بإختصار حاجة تفرح وتشرف وتأكيد على عقيدة القوات المسلحة المصرية عبر السنين ( يد تحمي وترفع السلاح في وجه العدو ويد تبني وتزرع وتنشر العمران وتساهم في التنمية ) .. وبعد أن نوجه الشكر للرئيس السيسي على هذا الصرح الذي أعاد أيضا للواء محمد نجيب اعتباره كأحد أبطال الجيش المصري بعد أن ظلمته السياسة على مر عشرات السنين ..

أود أن أوجه له نداء بأن تكون الخطوة القادمة هي نزع ألغام العلمين .. وهي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية على مساحة 175 الف فدان في منطقة العلمين والتي وقفت عائقا أمام تنمية منطقة الساحل الشمالي بالكامل والاستفادة منها في زراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح .. أطالب الرئيس السيسي بتحميل الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية مسئووليتها القانونية تجاه هذه الألغام ونزعها وتسليم مصر الخرائط التي توضح أماكنها ودفع تكلفة إزالة الألغام والتي لا تزيد عن 20 مليون دولار.

وأذكر أنني كنت في مقر حلف الناتو ببروكسل في شهر مارس الماضي والتقينا بأحد المسئولين العسكريين بالحلف وكان بريطاني الجنسية وتحدثنا معه في هذا الموضوع وهم على حد قوله على الاستعداد للمشاركة في نزع هذه الالغام وأعترف بمسئولية بريطانيا وألمانيا عن هذه الألغام .. وخصوصا بعد إعلان حلف شمال الأطلنطى "الناتو" عن اعتماد سفارة بلجيكا بالقاهرة كنقطة اتصال فى مصر وذلك فى إطار الشراكة التى تجمع بين مصر والحلف الأطلسى.والتي تمت الموافقة عليها في شهر مارس الماضي وهو ما يمثل فتح جديد للدبلوماسية المصرية في مجال المنظمات الدولية ومن قبلها كان مقعد مجلس الامن والاتحاد الافريقي ومايتتبع ذلك من عودة مصر لمكانتها الدولية وريادتها في المنطقة ..

وبالتالي أصبح هناك تمثيل مقيم لحلف الناتو بالقاهرة و أن السفارة البلجيكية بالقاهرة أصبحت تمثل الناتو ونقطة الاتصال بين السلطات المصرية والحلف ووسائل الإعلام والمجتمع المدنى، وتأتى الخطوة بعد أن تم مؤخرا فى هذا الإطار إقرار تمثيل دبلوماسى مقيم لمصر لدى حلف الناتو .. وبناء عليه أطاالب الرئيس السيسي بتحميل الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية وجميعها أعضاء في حلف الناتو في تحمل مسئووليتهم التاريخية والقانونية عن ملايين الالغام التي زرعها في منطقة العلمين والتي حالت دون الاستفادة منه في التنمية ..

خاصة وأن ملف ازالة الالغام في منطقة العلمين تعطل كثيرا وطويلا عبر عشرات السنين بسبب مشكلة توفير الموارد ولم يحتل الملف مرتبة متقدمة ضمن أولويات الدولة .. وحان الوقت للاهتمام بهذا الملف والبدء فورا في عمليات التطهير والتنمية في هذه المنطقة التي تعتبر محور تنمية الساحل الشمالي الغربي والتي شهدت عبر تاريخها سقوط مئات الضحايا من أبناء وأهالي البدو كما أنه لم تكن هناك جهة واحدة مسؤولة عن هذا الملف قبل عام 2006 مع بدء انشاء الامانة التنفيذية لازالة الالغام بوزارة التعاون الدولي بالتعاون مع البرنامج الانمائي للامم المتحدة وأيضا يجب اشراك حلف الناتو في استكمال نزع الالغام خاصة وأن ماتم تطهيره حتى الان لا يمثل سوى تلت المساحة المزروعة بالالغام بعض التقديرات تشير الى انه تم تطهير أكثر من 57 الف فدان ..

أناشد الرئيس السيسي أن يتبنى هذا الملف حتى يتم نزع آخر لغم في أراضي العلمين حتى يتم الاستفادة من هذه المساحات الشاسعة المنبسطة في الزراعة والتنمية .. وتظل يداً تحمي ويداً تزرع وتبني .. والله المستعان ..