الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كواعب البراهمي تكتب: أسعار الدواء

صدى البلد

عند الحديث عن الدواء لا نتحدث عن سلعة رفاهية أو سلعة لها بديل، أو سلعة يمكن الاستغناء عنها، ولذلك يقلق المواطن عندما يسمع أنه سيكون هناك ارتفاع في سعر الدواء، خاصة الأدوية التي يتم تناولها يوميا مثل أدوية الضغط والسكر والتي للأسف يتناولها أغلب الشعب المصرية، سواء كان فقيرا أو معدما أو غنيا.

لذلك أرجو من الحكومة الجليلة قبل رفع سعر تلك الأدوية أن تنظر إلى المواطن الذي تحت خط الفقر والفقير، والذي لو امتنع عن شراء هذا الدواء ستنتهي حياته.

لا أريد دعما للدواء، ولكن أقترح أن يكون السبيل لذلك أن يتم صرف هذه الأدوية للمحتاجين بعد الكشف عليهم ومعرفة حالتهم من منافذ تابعة للمستشفيات ببطاقة مثل بطاقة التموين أو الكارت الذكي الذي نستعمله في ماكينة البنك بحيث يخرج للمريض إيصال من الماكينة يتوجه به للصيدلية ويصرف الدواء الذي يحتاجه شهريا وتقوم الصيدلية بمحاسبة الدولة عن عدد تلك الإيصالات.

وذلك للحيلولة دون عدم حصول المواطن المحتاج على الدواء، وكذلك الغش والجشع والطمع من المواطنين المرتاحين ماديا، مع الأخذ في الاعتبار مراقبة وزارة الصحة مراقبة ومتابعة دقيقة لتوفر الدواء الدائم ولحفظه دون تلف حتى يصل ليد المريض، فأغلب الأشياء المدعمة لا يكون هناك اهتمام كافٍ بها.

وأذكر يوما تحدثت فيه مع صديقة لي بالهاتف وتداولنا عبر الحديث موضوع التموين والدعم، وحقيقة أحسست أن الشعب المصري يفتقد إلي كثير من الوعي، بل ويتصف بكثير من الطمع والجشع والأنانية، فقد قالت إن سكر التموين لا يكفيهم، فهم يأخذون 6 كيلو لستة أشخاص، فقلت لها: "نحن نأخذ 8 كيلو لأربعة أشخاص وزجاجة زيت واحدة وكيلو أرز واحد".

فأكملت حديثها أن البقالين عندنا بالصعيد لا يسرقون مثل عندهم، ولم توضح باقي السلع وسألتها - والحمد لله أنني فعلت ذلك -: "وكم تأخذون أرزا وزيتا، فأجابت نأخذ ستة كيلو أرز وست زجاجات زيت".

فقلت لها: "أنتم تأخذون أكثر منا، فثمن زجاجة الزيت أكثر من ثمن كيلو السكر"، فردت: "وإيه تعمل زجاجة زيت وكيلو أرز لكل فرد"، فقلت لها: "وهل المفروض الدولة توفر للأفراد حسب استهلاكهم، يعني لو ناس كل حياتهم مقالي ويحتاجون عشر زجاجات زيت فهل الدولة مطالبة بتوفير ذلك؟"، فأجابت بكلام كثير عن ارتفاع الأسعار وعدم دعم الدولة، رغم أنه يوجد دعم للخبز ودعم في صورة نقاط، بما معناه أن المواطن تحت خط الفقر يجد الخبز والسكر والزيت.

وأقسم بالله تضايقت من طرحها للموضوع بهذا الفهم وللأسف لم أفصح لها، لأنها كانت تعمل بدولة عربية هي وزوجها لمدة عشرين عاما، فهي تملك المال، فكيف بمن لا يملكه.

لماذا نحن قلبنا ليس على بلدنا ولا على الفقراء فيه، لماذا نصمم على أخذ التموين في الوقت الذي تحتاجه أسر أخرى ولا تستطيع الحصول عليه، تمنيت أن أقول لها ذلك لكن للأسف ما قلت، لأننا في بلد كثير منا يسرق الآخرين، سواء سرقة مكتملة الأركان، أو سرقة بأخذ ما لا نستحق.
 
وأذكر يوما كانت لدي صديقة تحتاج جليسة لأمها المريضة، تكون معها من أول الصباح حتى المساء الساعة السابعة مثلا، وتقوم بخدمتها، وعرضت مبلغ ألف وخمسمائة جنيه لمن تقوم بهذا العمل مع الإقامة كاملة إن أرادت.

وقلت لها: "سوف أسأل لك شخصا يقوم بالعمل الخيري، ويعرف كثيرا من البسطاء الذين يساعدونهم"، وكلمته عن الموضوع وحدد شخصية معينة فقلنا له: "تمام اعرض عليها الأمر"، وجاء لنا بالرد أنها لا تعمل خادمة في البيوت.
 
فقلت له: "لماذا تقبل المساعدات إذًا، وهي فعلا لا تملك مالا لتنفقه على نفسها؟"، فقال لي إن ثقافة المجتمع أن العمل كخادمة عيب، فقلت له: "وأليس عيبا أن تتسول؟"، والغريب أن التي قبلت نفس العمل كجليسة جاءت من القاهرة وتحمل مؤهلا وعلى قدر من العلم والوعي.

نحن نحتاج أن نصلح أنفسنا كثير جدا من البلدان ليس بها دعم في كل شيء، ولكن الرجال والنساء والشباب والفتيات يعملون، لا أحد يجلس وينتظر من ينفق عليه.

دول الخليج أغلبها ودول أوروبا ليس بها أحد عاطل، الشاب والفتاة منذ عمر ستة عشر عاما ينفق على نفسه بغض النظر عن غناه أو فقره.
 
ونحن الشباب المصري عندما يذهب إلى الدول الأجنبية أو العربية كذلك يقبل أي عمل، لأن مشكلته هنا الوضع الاجتماعي والناس، والدليل على ذلك يذهب بعض الشباب المجتهد للقاهرة وللمصايف أثناء الإجازات الدراسية ويعمل أي عمل، ليكتسب قوت يومه ومصروفات دراسته، لأن فرص العمل أكثر ولأنه سيكون بعيدا عن مدينته الصغيرة أو قريته.

وأنا أعرف من هؤلاء من منهم أصبح في مراكز مرموقة بعد تخرجه، ونجح في حياته لأنه كان سوي الفكر وغير معقد.

نحتاج أن نجلس مع أنفسنا كثيرا ونتغير للأفضل، طبعا الحديث لي ولكم.