الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العلاقات السودانية القطرية.. قراءة إعلامية


على وقع القرار العربي بمقاطعة قطر ودخول هذا القرار حيز التنفيذ كان لابد من رصد وتحليل تداعيات هذا القرار الذي تم اتخاذه نتيجة ممارسات قطر وتدخلها المباشر وغير المباشر في الشأن الداخلي للدول التي اتخذت هذه القرارات وعلي رأسها مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة .. تلك الدول تتمتع بثقل إقليمي ودولي مع اختلاف الوزن النسبي في التأثير دوليا حسب معطيات الحالة السياسية والاقتصادية لكل دولة علي حدة ،
وجاءت تصريحات العميد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي صادمة لأهل الحكم والنخبة في قطر حيث جاءت تصريحات الرجل مشفوعة بدلائل وبراهين تؤكد دعم قطر الواضح لميليشيات بعينها في الداخل الليبي.

وكان لقرار المقاطعة تداعيات في المحيط العربي والأفريقي والدولي وما يعنينا هنا التأكيد علي أن الدول الأفريقية لديها حساسية مفرطة للتعامل مع الرايات الاسلامية والجماعات التي تحمل تلك الرايات وتملك سلاحا علي الأرض وتمارس الإرهاب وذلك كان سببا في اسراع بعض الدول بتأييد قرار المقاطعة لأن الدول الأفريقية تعاني من ويلات عدم الاستقرار والصراعات الممتدة حيث قامت موريتانيا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر كذلك حكومة شرق ليبيا وموريشيوس وجزر القمر وتشاد التي أعلنت تأييدها للقرار ومعها النيجر مع وجود قرارات أخري من جانب بعض الدول في جوهره مساندة قرار المقاطعة من تلك الدول الجابون وكذلك جيبوتي.

وبقيت بعض الدول علي حالة الحياد مثل تونس والجزائر والسودان والقصد هنا الشمال وإثيوبيا ومالي والصومال، فيما أعلن الاتحاد الأفريقي علي لسان رئيسه الحالي الغيني ألفا كوندي تغليب الحلول السلمية للخروج من تلك الأزمة سريعا مع وجود بعض الدول المساندة لقطر وأهمها ايران وتركيا والمملكة المغربية .

أما عن السودان فإن أهل الحكم بها اتخذوا موقف الحياد وعرضوا التوسط لإنهاء الأزمة وأغلب الظن أن الحياد لن يدوم طويلا والقصد التحول من مربع الحياد إلي الانحياز الظاهر إلي جانب الدول التي اتخذت قرار المقاطعة علي الرغم من كون هذا القرار يسير علي عكس ما في داخل عقول نظام الانقاذ ورجاله الذي كانت كل تصريحاته تؤكد وتشيد بعمق العلاقات مع قطر بل والإشادة بالدعم القطري للسودان في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية من خلال المشاريع العديدة في الداخل السوداني وكذلك الدعم السياسي الواضح لنظام الإنقاذ ،بل ذهب البعض إلي اعتبار العلاقات علي واقع التكامل في كافة المجالات حتي وصلت إلي المجالات الثقافية والرياضية.

وفي النهاية كانت كلمات وزير الاعلام السوداني في معرض حديثه عن زيارة الشيخة موزة (بأن دولة قطر تمول مشروع أهرامات السودان منذ عام 2013 مضيفا بأن تلك الأهرامات أقدم من أهرامات الجيزة بمصر وللموضوعية فإن الرجل أكد في مصر عكس تلك التصريحات واصفا الحضارة المصرية بالعتيقة مشيدا في الوقت ذاته بعمق العلاقات بين البلدين وضرورة اتخاذ مواقف واحدة في التحديات التي تواجه البلدين وخاصة سد النهضة ، تلك التصريحات التي قابلها أهل الحكم والاعلام في السودان بأنها تصريحات شخصية ودبلوماسية في الوقت ذاته، تلك هي حالة الأشقاء في السودان النحول السريع من حالة إلي حالة.

وليكن معلوما أن العلاقات المصرية السودانية ضاربة في عمق التاريخ ولابد من البحث عن صيغة برجماتية تحقق مصالح البلدين معا لأن القرار المصري والخليجي بمقاطعة قطر بني علي أساسات يقينية.. فهل يعي الإخوة في السودان ذلك بعيدا عن ولاءات النخب الحاكمة؟؟؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط