الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فضوا اعتصام قطر


رأيت بعيني طائفة من المصريين يدافعون عن قطر ويسخرون من مقاطعة بلادهم لها صحيح أن الدهشة قد أصابنتي لكن سرعان ما أدركت أنهم على نهجهم سائرون فمن دافع عن اعتصام رابعة هم من يتخذون أردوغان رسولا ونبيا وهم أيضا من يسبون السيسي ليل نهار وهم أيضا من يفرحون لاستشهاد أبطالنا من الجيش والشرطة وحين أدركت هذا لا أدري لماذا استدعيت المقاربة والمشابهة بين اعتصام رابعة العدوية واعتصام الدوحة إن جاز التعبير.

الأسباب واحدة ..فقد أراد تنظيم مسلح أن يرهيب المصريين ويعطل إرادتهم وحاول تكرار ذلك تنظيم لكن يحمل صفة "أميري" والذي لم يتورع يوما عن التدخل في شئون مصر ومساندة مخربيها بالسلاح والدعم اللوجيستي ظنا من "ابن موزة" وعصابته القابعة في الدوحة أنه من الممكن أن يكون صاحب دور أو محرك للأحداث يوما ما في المنطقة العربية .


وكما استدعى تنظيم الإخوان الإرهابي حلفاءه الأتراك والأوروبيين وكل ناعقي حقوق الإنسان المدلسين والذين لا يعرفون للإنسانية معنى أو قيمة فعل تميم المعزول الذي تداعى له شركاءه في سفك الدم المصري الغالي وهنا أتذكر موقفا تاريخيا لعله يعيد إلى تميم بعضا من عقله المسفوح بأوهام الزعامة.


إن اصطياد بهلول اٍسطنبول في الماء العكر والذي حول جيشه إلى مرتزقة يرسل بهم إلى من يدفع يشبه ما جرى بين الصحابي معاوية بن أبي سفيان وملك الروم وكان نصها :

من قيصر الروم إلى معاوية علمنا بما وقع بينكم وبين علي بن أبي طالب وإنا لنرى أنكم أحق منه بالخلافة فلو أمرتني أرسلت إليك جيشا يأتون إليك برأس علي" وهنا رد معاوية على هرقل :" أخان وتشاجرا فما بالك تدخل في ما بينهما إن لم تخرس أرسلت إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي يأتيني برأسك أقدمه لعلي.


لكن "المعزول الأصغر" ولا أصفه بالأصغر تحقيرا أو استهانة فقد تجاوز هذه المعاني وعجزت المعاجم عن وصف خسته ونذالته وإنما أصفه بالأصغر لأن المعزول "مرسي" سبقه إلى ذلك اللقب ولابد أن نحفظ للأقذار سفالتهم لقد فقد تميم عقله وغره تجمع لم يكن أقل عددا ولا عدة من التجمع الذي حاول إعادة مرسي إلى قصر الاتحادية بعد أن خلعه المصريون وسينال تميم وعصابته ما نال تنظيم سيد قطب الإجرامي مهما طال الوقت.


أعود مرة أخرى إلى التشابه العجيب في الرؤية للحدث من أنصار هذا التحالف الخبيث فكما كان أنصار المعزول الساكنين أسفلت رابعة على يقين أنهم وضعوا العصا في العجلة وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يغادروا الميدان إلا بتفاوض يقلل خسائرهم يظن أيضا أنصار تميم من العرب أن ذلك الحشد من جنود العثمانلي أو فتوات الحرس الثوري الإيراني قادر على إبقائه يمارس دوره القذر .


وفعل العرب اليوم ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسي -قائد الجيش المصري آنذاك- أمهل تجمع الباطل في رابعة 45 يوما تهافت إليهم من كل حدب وصوب رسل الخسة ليمنحوهم الحياة مرة أخرى ويلتفوا حول إرادة المصريين في 30 يونيو وحين تقطعت بهم السبل كان القرار بالإزاحة وفتح الطريق أمام كبرياء المصريين الذين اختاروا رحيلهم وحتما سيتكرر فض اعتصام قطر كما فض نظيره في رابعة فقد تقطعت بأمراء الإرهاب السبل الآن باردوغان وإيران وبريطانيا وكل المنتفعين من ثروات الشعب القطري المنهوبة لإنقاذ الأمير المعزول لكن هيهات فحتما سيتنهي اعتصام الدوحة وسيرحل الأتراك وملالي طهران ومن على شاكلتهم مخذولين منكسي الرؤوس كما انتهي سابقه فدائما وأبدا ما يسقط في مصر لا يقوم في غيرها وإن طال الوقت.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط