الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجامعات التطبيقية .. الحل الأمثل للتنمية الاقتصادية


قبل أيام قليلة، شاركت فى المحاضرة العلمية، التى ألقاها كريستيان بودة، الأمين العام الأسبق، للهيئة الألمانية للتبادل العلمي "DAAD"، والتى أقيمت بفرع الجامعة الألمانية فى برلين، وكانت حول الجامعات التطبيقية فى ألمانيا، وكيفية نقل وتنفيذ الفكرة فى مصر.

شرح الخبير الألمانى خلال المحاضرة مفهوم الجامعات التطبيقية فى دولة ألمانيا، وذلك فى حضور الأستاذ الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة والمؤسس الرئيسى لها، وبمشاركة وفد اعلامى مصرى كبير .

المحاضرة استمرت حوالى ثلاث ساعات، تعرفت فيها على فكرة الجامعات التطبيقية فى ألمانيا والفارق بينها وبين الجامعات البحثية وعدد الطلاب فى كل منها وكيف استطاعت ألمانيا الاستفادة من إنتشار الجامعات التطبيقية هناك بما أسهم كثيرًا فى التقدم التكنولوجى والصناعى بألمانيا.

كريستيان بودة نصح مصر بالتعليم الفنى، والجامعات التطبيقية، التى يراها قاطرة التنمية فى البلاد، وقال أن النظرة غير الجيدة للفنيين تنم عن اتجاه غير سليم فى التفكير، وأكد أن القيادات فى المؤسسات الصناعية والاقتصادية الكبرى فى ألمانيا من خريجى الجامعات التطبيقية وليسوا من خريجى كليات الإدارة.

من خلال المحاضرة الشيقة علمت أن عدد الجامعات التطبيقية فى ألمانيا ضعف الجامعات البحثية، حيث يبلغ عدد الجامعات البحثية 107 جامعات تُعنى بالدراسة النظرية والبحث العلمى، مقابل 216 جامعة تطبيقية تعتمد على الدراسة العملية والتدريبية.

ويبلغ متوسط عدد الطلاب فى الجامعة التطبيقية 6 آلاف طالب، بينما يبلغ متوسط طلاب الجامعات البحثية 17 ألف طالب، أى أن ثلثى عدد الطلاب بالجامعات البحثية لأن الدراسة فى الجامعات التطبيقية مكلفة للغاية.

الجامعات التطبيقية، داخل ألمانيا، هى مؤسسات تعليم عالى، تمنح درجة البكالوريوس، وليست مؤسسات تعليم فني أو مدرسة متوسطة أو معهد، فالجامعة التطبيقية مكتملة الأركان ولها مميزات كثيرة، وعدد خريجى التخصصات الهندسية فى الجامعات التطبيقية، أكبر من خريجى الجامعات البحثية، الا أن الجامعات التطبيقية تحتوى على كليات علوم إنسانية قليلة، مقارنة بالجامعات البحثية.

ويعتمد نظام الدراسة فى الجامعات التطبيقية، على قضاء الطالب ساعات تدريبية طويلة داخل المصانع، للعمل بيديه، لاكتساب الخبرات المهارية اللازمة، وذلك طوال سنوات دراسته، التى تنتهى بالحصول على البكالوريوس، بينما لا يستطيع الطالب الحصول على الماجستير والدكتوراه إلا بالتعاون المشترك مع الجامعات البحثية.

ويبدو أن هناك توجهًا مصريا للاستفادة من تجربة الدولة الألمانية فى الجامعات التطبيقية التى تعتمد على الدراسة العملية، ونقل النموذج الناجح فى ألمانيا إلى مصر،لتخريج شبابًا من أصحاب الأيادى الماهرة فى مجال العمل القادر على الاندماج سريعًا فى سوق العمل وبصفة خاصة فى المشروعات العملاقة التى تشيدها البلاد على المدى القصير والبعيد، كما انها ستؤدى إلى محو الصورة الذهنية المتدنية عن التعليم الفنى فى مصر.

فالسفير المصرى فى ألمانيا، السيد بدر عبد العاطى، تحدث معنا عن نقل تجربة الجامعات التطبيقية إلى مصر وقال أن الدولة مهتمة بهذا فى الوقت الحالى، لذا كان وزير التعليم العالى، متواجدًا فى ألمانيا، قبل أيام قليلة للتعرف على آليات نقل الفكرة إلى مصر والأتفاق مع إحدى الجامعات التطبيقية فى ألمانيا للإشراف على تنفيذ التجربة فى مصر.

الدكتور أشرف منصور، رئيس مجلس أمناء، الجامعة الألمانية، أبدى إستعداد الجامعة بالمساهمة فى إنشاء الجامعات التطبيقية بمصر وتوفير الخبرات التى تتمتع بها الجامعة الألمانية فى هذا المجال، خاصة أنه يرى أن مصر فى حاجة الى الجامعات التطبيقية، ولهذا فالرجل مهتم بإدخال هذا النوع من الجامعات إلى مصر.

من جانبى ارى مستقبل مصر فى إنشاء الجامعات التطبيقية، واعتبرها طوق النجاة والحل الأمثل لتنمية الإقتصاد المصرى، وأؤكد أنها بمثابة إنقاذًا للتعليم الجامعى المصرى فى الفترة الحالية والمستقبلية، بشرط ان تعمل بنفس النموذج الألمانى وان تتوفر لها كافة مقومات النجاح.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط