الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إعلام بناء الدولة


الإعلام على اختلاف أنواعه ووسائله، لا يقل تأثيرا فى بناء الدولة وحمايتها، عن أى عامل آخر، سواء كان اقتصاديا أو اجتماعيا ، أو سياسيا، كما أنه فى عوامل هدمها لا يقل خطورة عن عوامل الإرهاب وتقويض الدولة.

من هذا المنطلق يلعب الإعلام دورا هاما فى إعادة بناء مصر الجديدة ، وهو ما سبق وأن طالبنا به مرارا وتكرارا ، استشعارا للدور المهم الذى يلعبه الإعلام على اختلاف وسائله.

فقد سبق وأن طالبت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة ، وعلى مدار ما يقرب من 3 سنوات من عمرها الذى يمتد الى 7 سنوات ، فى بيانات رسمية ،وتصريحات إعلامية، كافة وسائل الإعلام بضرورة تبصير الرأى العام بمخاطر الإرهاب على استقرار الدولة المصرية وأمن شعبها،ودعت الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة باتباع سياسة "إعلام الحرب" لمساندة الدولة.

ثم جاءت دعوة القيادة السياسية أمس متوافقة مع مطالب اللجنة منذ سنوات ، وهو ما يفرض على الإعلاميين جميعا ضرورة اتباع المهنية فى الأداء ، بما يحقق للدولة أمنها وتعزيز دعائم بنائها، وللشعب استقراره ورقيه ، مع الأخذ فى الاعتبار أن تكون المعارضة بهدف البناء وليس الهدم ، وأن تكون قائمة على أسس علمية وطرح بدائل الحلول ، وليس على ما يردده البعض على مواقع التواصل الإجتماعى ، أو نشر وترويج الشائعات التى تبث اليأس فى نفوس الناس.

والحقيقة أن هذه ليست دعوة لمحاباة السلطة أو نفاقها على طول الخط ، فهذا الأمر يعد – عندى – أحد وأخطر عوامل هدم الدولة ، والأحداث التى مرت بها بلادى مصر تؤكد ذلك ، فلقد كان إعلام السلطة سببا فى سقوطها ، فى أحيان كثيرة ودخول الشعب فى دوامة عدم الأمن والاستقرار، ولكنها دعوة للعمل الخالص الذى لا يهدف سوى وجه الله والوطن.

فأى نظام سياسى بلا معارضة يعنى أنه نظام ضعيف، ولكن ما نريده هنا هو معارضة بالمواصفات التى سبق وأن أشرنا إليها آنفا، وهى معارضة أتصور أنها لا وجود لها الآن، بعد أن مارست بعض وسائل الإعلام أداء سلبيا خاليا من المعايير المهنية والأخلاقية ومواثيق الشرف الصحفية والإعلامية، وهو فى حقيقته يروج لأفكار هدامة ، تخدم أعداء الدولة المصرية ، التى تتعرض لضغوط لم يسبق لها مثيل بهدف تغيير خارطة المنطقة.

مطلوب خلال الفترة الحالية والقادمة أن يكون لدينا إعلام يساهم فى بناء الدولة ، بما يتطلبه ذلك من ضرورة تحرير بعض وسائل الإعلام من عوامل النفاق أو هدم السلطة من ناحية ، وعوامل الكسب المالى من جانب رأس المال الخاص من ناحية أخرى.

مطلوب ألا يكون عمل الإعلامى مرتبطا بالنواحى المادية وتعظيم الأرباح ، وإنما يجب أن يكون مقرونا بالانتماء للوطن والحرص على سلامة أراضيه ، وأمن شعبه.

ويجب أن يسبق ذلك كله ثقافة جديدة وفكر متطور ، وهى عوامل يجب أن يتسلح بها الإعلامى ، وأن تكون ثقافته نابعة من قناعات خاصة وليس إملاءات خارجية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط