الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صداع القلب.. مرض جديد


تم في السنوات الأخيرة إضافة مرض جديد (رسميا) إلى طب المخ والأعصاب، يسمى "صداع القلب" تشبيها بالمرض الشائع "صداع الرأس".

وبينما هناك أكثر من عشرين سببا لصداع الرأس، صداع القلب له سبب واحد فقط وهو الفقد.. يصاب بصداع القلب من فقد شيئا عزيزا لديه ويعاني من تداعيات فقده المزمنة، كفقدان شخص قريب أو حبيب أو وظيفة، أو ضياع حلم لم يتحقق في امتحان أو سباق.. إلخ. والحقيقة أن إرهاصات هذا المرض أحس بها الإنسان البسيط أولا وعبر عنها في أغانيه قبل العلماء بزمن طويل، فمثلا تحدثت أغان أمريكية كثيرة في السبعينيات عن معاناة المحبين وكانوا هم أول من ابتكر مصطلح "صداع القلب" في أغانيهم ولم يكن معروفا في وقتها على أنه مرض، كما ظهرت علاماته على الحيوانات أيضا، وكان تفاعل الكلاب مع موت أسيادها قد لفت انتباه العلماء، فقد سجلت 12 حالة حول العالم نامت فيها الكلاب على قبور أصحابها لسنوات وأبت أن تغادر المكان وبعضها مات على قبر صاحبه فعلا، وبعد أن لوحظ سلوك مشابه عند بعض البشر، تكثفت الأبحاث إلى أن تأكد العلماء مؤخرا من أنه مرض حقيقي ويصيب 10 % من سكان الأرض.

المرض يصيب النساء أكثر من الرجال، والسود أكثر من البيض.. ويقول الأطباء إن استجابة البشر للفقد تتفاوت مابين عدم الاهتمام إلى مرض حقيقي. في الأحوال الطبيعية، حزن الفقد يجب ألا يزيد عن بضعة أيام إلى أسبوعين، ولو زاد عن ذلك تحول إلى مرض ولو زاد عن ثلاثة أشهر أصبح حالة شبه مستعصية يعاني فيها المريض بأعراض متنوعة كاليأس التام والانعزال وعدم إتمام أي عمل مطلوب منه، والزهد في الشراء، والانغماس في عادات سيئة كالتدخين وتعاطي الكحول إضافة إلى الشك في قدرات النفس وفقدان الثقة فيها، وفرط التشاؤم والإحساس الكاذب بتكرار الصدمات في المستقبل وقد تختمر لديه أفكار انتحارية.

يقول العلماء أن إصابة القلب بهذه الحالة أصعب من الإصابات البدنية كالضربات والكسور، حيث الشفاء منه يتطلب وقتا أطول، ولوحظ أن مركزهما في المخ واحد، والرابط في صداع القلب بين المخ والصدر هو العصب العاشر الذي يترجم الحالة في شكل ضيق وآلام مبهمة في الصدر واضطراب في ضربات القلب وتوتر في العضلات مع اضطراب معوي وغثيان، ويتم في هذا المرض استبدال هرمونات السعادة في الجسم كالأوكسيتوسين والدوبامين، بهرمونات التوتر والقلق مثل بالأدرينالين والكورتيزول وهذا الأخير هو السبب في شد العضلات وصداع إضافي في الرأس.. ومن العجيب أيضا في هذا المرض أنه قد ينتقل بالعدوى من شخص إلى آخر، بمعنى أن تعاطف شخص مع عزيز له في محنته قد ينقل إليه صداع قلبه !

وللعلاج من هذا المرض الجديد "صداع القلب"، ينصح المختصون بمحاولة نسيان سبب المشكلة وعدم التفكير فيها مجددا مع الصبر وبعث الأمل في مستقبل أفضل، وعدم التفكير في الانتقام إن كان هناك طرف مسئول، مع كثرة القراءة والخروج للتنزه وعدم التسرع في إقامة علاقة بديلة غير مدروسة لأخرى انتهت تحاشيا لتكرار العواقب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط