الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنوب السودان .. العودة للشمال


على آثار من الفشل الممتد وانسداد آفاق الحلول السياسية وارتفاع وتيرة الصراع القبلى فى دولة جنوب السودان الناشئة قد يبدو أحد الحلول هو العودة الى الخرطوم وخصوصا أن استمرار الأوضاع على تلك الحالة من التربص بين حلفاء الأمس سلفا كير ورياك مشار سيؤدى إلى فشل استمرار الدولة بمعناها القانونى وحتى السياسى..واستمرار الصراعات يشهد على ذلك حتى وإن كانت أقل حدة من فترات سابقة حيث كان الصراع بمثابة الحرب الكاملة.

وقد كانت تداعيات اﻻنفصال سالبة على دول الجوار فيما عدا بعض الدول التى ترى فى اﻻنفصال أبعادا أخرى فى صالحها خاصة أن الدول الأفريقية ترى أن اﻻنفصال قد يكون حائلا دون وصول الهجمات اﻻرهابية إليها وأن الدولة الوليده تمثل حاجز صد لمرور الأسلحة واﻻرهابيين وهى رؤية تلك الدول ومعهم قوى دولية أخرى على رأسها الوﻻيات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتى ساعدت على تحقيق اﻻنفصال لأغراض استراتيجية منها مايتعلق بالموارد وعلى رأسها البترول ومنها مايتعلق باﻻهمية الجيواستراتيجية وكذلك اﻻمنية وابعاد اخرى مائية واطماع اسرائيلية فى تلك المياه والقصد هنا مياه نهر النيل.

وقد يكون هذا الخيار مطروحا منذ اﻻنفصال على أساس ان اﻻنفصال جاء برغبة شمالية وكانت الشعارات تنادى بذلك على أساس مذهبى وقد كانت رؤى النخب فى الجنوب ترتكن الى دولة وطنية جامعة تستند الى العلمانية وعدم فرض الشريعة الاسلامية على الجنوبيين لأن معظمهم من المسيحيين كما كانت كل اﻻفكار تسير فى اتجاه تحقيق العدالة وعدم تهميش الجنوب الذى عانى من التهميش طويلا مما جعل أهل الجنوب يحملون السلاح ضد الحكم المركزى فى الخرطوم وصارت مواجهات وصراعات طويلة من حقبة الستينات وحتى اﻻنفصال وتخلل تلك الحقبة محاوﻻت عديدة للتوافق واتفاقات تم اﻻلتفات عليها بسبب وﻻءات النخب الحاكمة فى الخرطوم.

ومنذ انفصال الجنوب وعدم الجدارة اﻻجتماعيه والسياسية واﻻقتصادية ووجود بعض الأمور العالقة مع الشمال ومنها المشاكل فى تحديد وترسيم الحدود وبعض المشاكل فى اتفاق توزيع الثروة فى مناطق حدودية ...اضافه الى النزاع اﻻثنى السابق على نشأة الدولة باﻻساس وتلك النوعيه من الصراعات اﻻثنية التى توجد فى معظم دول القارة اثبتت التجارب أنها تطول وتتميز بالتعقيد الشديد وتدخلات من أباطرة الحروب والصراعات وإن لم تكن الحلول على أسس عادلة ومواثيق ثابته وتحقيق المطالب التى تسببت في الصراع تصبح اﻻنتكاسه السريعة أمرا ﻻ مفر منه فى المستقبل القريب .

وفى الحالة السودانية الصراع عبثى أفريقى الملامح وممتد لذلك تصبح الحلول التقليدية دواء مؤقتا وﻻ أمل إلا فى نخب جديدة تستطيع التغلب على تلك القبلية التى زادت اﻻمور تعقيدا .

ويصبح السؤال هل العودة للخرطوم والوحدة مع الشمال على وضعية ما كان أحد السيناريوهات المستقبلية؟.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط