الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على مكتب الرئيس .. شوارع مصر تستغيث ..!


ألم يضاف لحزمة آلامنا عندما يكون المنفذ الوحيد لشكوانا هو رئيس الجمهورية بعدما فسدت وكسدت معظم الأجهزة الإدارية في الوطن الممدد والممتد بين أجنحة الفوضى السائلة والكل يمر بينها وكأنه لا يرى ...!!

أكوام القمامة والقاذورات تتنافس بارتفاعاتها وما ينبعث منها من روائح نتنة على نواصينا وفي حوارينا وعلى شواطئ الترع والمصارف والأجهزة المحلية المختصة حيالها مصابة بالصمم والعمي وهي تعيش حول هذه المشاهد وبينها وكأنها غير مختصه ولا معنية فلا ترى ...!

حجم الفوضى الذى يسيل على الطرقات الرئيسية والفرعية غير مسبوق عندما تجاوز كل ما يعرف بنظام أو قانون أو تنظيم وسط بيئة مروريه غائبه تماما عن طرقاتنا فتركتها نهبا للفوضى والبلطجة المعلنة بلا روادع ..

فلا أحد يسير في مساره الصحيح ولا أحد يتجاوز بالشكل السليم وأصبح الطريق نهبا للقادر على احتلاله والفراغ فرصة للقادر على الوصول إليه وسط غياب كامل للدوريات المرورية المتحركة التي تستطيع بتغليظ العقوبات ورفع قيم المخالفات أن تضبط المشهد المثير للاشمئزاز والطارد للسكينة والمتحدي لقيم الأمن والأمان ..

لا أحد يعاقب من اتخذوا طرقاتنا مواقف لسياراتهم الثقيلة على جانبي الطرق الرئيسية والفرعية حتى ضاقت أمام المارة وتلوثت جوانب المصارف والترع بعدما تحولت إلى محطات شعبيه لغسيل السيارات في بيئة تحكمها الفوضى وغياب القانون وفرض النظام ..

لا ضابط قانوني ولا دور تقوم به المحليات يرتب مداخل المدن والقرى وشوارعها الجانبية التي أصبحت محتله بالكامل من خلال الباعة الجائلين والمقاهي المتحركة والسلوكيات العشوائية التي فرضت مكرها ومخلفاتها وقذارتها على ملامح البلدان والمدن ..

تتصارع الفوضى بأسنتها حولنا أيها يكون أكثر قدره على طعن الاستقرار وإشاعة المنكرات بعدما تحول سلوك الناس في التعامل مع هذه الظواهر إلى مستقبلات للفوضى فأفضت بهم إلى التعامل الفوضوي بنفس الطريقة مع كل ما حولهم ..

لقد بان ذلك فيما تخلق برحم الأخلاق العامة من بلطجة متبادلة بين الشعب ومقدمي الخدمات من باعة وسائقين وغيرهم في ظل غياب قانون ضابط .. بعدما تحول معظم المنتسبين إلى الجهاز الاداري إلى أجراء يبحثون عن رواتبهم دون أن يرتبوا أعمالهم بما يخدم الناس والوطن .

إن الافتقار إلى الجمال والاستقرار والنظام والنظافة أضحت ظاهرة عاصفه في كل شارع وحارة مصريه مردها غياب القانون ورفع تطبيقه عبر أليات حديثه تربي الناس على قيم النظام والنظافة والانضباط واحترام الطريق العام بقيمه كونه ملكا لكل من يمر عليه ...!

بل زاد الأمر سوءا افتقار الأجهزة إلى الإبداع في انتاج فكر الأزمة والذى أدى بشوارعنا المحتلة اليوم بالضفادع ثلاثية القدم والمسماة بالتكاتك أن تصبح ملهاة عابثة صاخبة وبيئة جاذبه لكل المهالك من خلال مسالك صبيانية تكبر في الظلام بعيدا عن عين الدولة ورقابتها مما عرض المواطنين إلى ما نراه اليوم من إثاره هذه السيولة غير المسبوقة التي حاصرت الوطن والمواطنين بالإرهاق والنقمة التي تشعبت بمجرد أن يسلم أحدنا نفسه ولو نصف ساعة لأي شارع يحاصره بإثارة الإزعاج والانحراف بين دروب فوضى لا تنتهي إلا بالعودة لباب بيت يبدأ فيه بالتنفيس عما لاقاه بطريقته بين أسرته ..

فما الحل وما هي الطرق المنتجة لوطن قادر على رسم ملامحه التاريخية مرة أخرى بعد هذا الطوفان من الإهمال والكساد والفساد ..

نقول ما الذى يمنع الإدارات المحلية مثلا عبر تشريعات مؤهلة من تخصيص خمسة أفدنة بين كل عدة قرى أو مدن تكون مصورة بخدمات مختلفة ومخصصه كنقاط تجميع للسيارات الكبيرة وغيرها بدلا من احتلالها جوانب الطرق كمواقف وذلك بأجر يومي مثلا ينفق من ريعها على التجميل والنظافة في المنطقة التابعة لها نقطة التجميع يضاف إليها قيم المخالفات المغلظة لكل سيارة تبات على جانب الطريق أو لا تلتزم بالتعليمات ..؟

نقول ما الذى يمنع الإدارات المحلية في القرى والمدن وجميعها تقريبا تشرف على ترع ومصارف كون بقاؤنا في حضن الوادي بقاء زراعيا مرتبطا بالنهر .. ما الذى يمنعها وبالجهود الذاتية من التعامل مع الترع والمصارف المطلة عليها بامتداد عدة كيلومترات بتحويلها إلى ري أو صرف مغطي والاستفادة من مساحة الموقع بإنشاء مواقف ركاب - بعض الحدائق - إنشاء أكشاك خدمه ومنافذ بيع تجاريه وأسواق شعبيه - وتؤجر المساحات والأكشاك بعد وضعها تحت إدارة تنظيميه لديها صلاحيات وينفق من ريعها على التجميل والنظافة وأجور المتابعين المرتبطين بجهاز رقابي يمنع الفهلوة وفرض الإتاوات أو الاستغراق مرة أخرى في دائرة الفوضى التي أضحت ظاهرة سلوكية متخمة بالفساد في الآونة الأخيرة ..؟

نقول ... ما الذى يمنعنا من توسيع نطاق الرقابة المرورية بتزويد كل قريه ومدينه وفقا للمساحة وعدد السكان بدوريات مروريه متحركة لضبط حركة المرور والتحكم في العشوائيات السلوكية والقيادة العشوائية والصخب العشوائي وما تجره من خسائر ونكبات وينفق علي هذه الدوريات من محصلات الرسوم والمخالفات ..؟!

وبالطبع ليس هذا كل شيء ولكنها نماذج للحلول قابله لأن يضاف إليها أخرى في ظل فكر يؤكد على أن تربية الشعب بالقانون سوف تفرز لنا شعبا أخلاقيا يزدهر في عيون العالم.

فعندما تفرض غرامات على أي سلوك همجي لا يرتقي وقيم النظافة واحترام القانون مثلا سوف يتعود الناس على الانضباط بالانصياع للقيم المنظمة لذلك ويتولد جيل يتعلم من سابقيه وبينهم القانون الذى يلاحق دائما بيقظه كل التجاوزات ..

أما هذا التهريج السائل في شوارعنا فإنه نذير شؤم لن ينقذنا منه إلا تصدي سيادي بتفعيل أجهزة الدولة كي يقوم كل منها بدوره حتى تسكن شوارعنا من الألم الذى دفعها إلى هذه الاستغاثات المُرة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط